Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-12)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ … } الآية ، الكادحُ : العاملُ بشدّةٍ واجتهادٍ ، والمعنى : إنَّك عامل خيراً أو شراً ، وأنتَ لا محالةَ ملاقِيه ، أي : فكنْ على حَذَرٍ من هذهِ الحالِ ، واعملْ صالحاً تَجِدْه ، وأما الضميرُ في { مُلاَقِيهِ } فقال الجمهور : هو عائدٌ على الربّ تعالى ، وقال بعضُهم : هو عائدٌ على الكَدْحِ * ت * : وهو ظاهرُ الآيةِ ، والمعْنَى ملاقٍ جزاءَه ، والحسابُ اليسيرُ : هو العَرْضُ ؛ ومن نُوقِشَ الحسابَ هَلَكَ ؛ كذا في الحديث الصحيح ، وعن عائشةَ : هو أن يعرفَ ذنوبَه ثم يُتَجَاوَزَ عنْه ، ونحوُه في الصحيح عن ابن عمر ، انتهى ، وفي الحديث " عن عائشةَ قالتْ : سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ في بَعْضِ صَلاَتِهِ : « اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَاباً يَسِيراً ، فَلَمَّا ٱنْصَرَفَ ؛ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْحِسَابُ اليَسِيرُ ؟ قال : أَنْ يَنْظُرَ في كِتَابِهِ وَيَتَجَاوَزَ عَنْهُ ؛ إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ ـــ يَا عَائِشَةُ ـــ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ ، وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةَ تَشُوكُهُ » " ، قال صاحب « السلاح » : رواه الحَاكِمُ في « المُسْتَدْرَكِ » ، وقال : صحيحٌ علَىٰ شَرْطِ مُسْلِمٍ ، انتهى ، ورَوَى ٱبْنُ عُمَرَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ في الدُّنْيَا ، هَوَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ " ؛ قال عِزُّ الدينِ بنُ عَبدِ السَّلاَمِ في اختصاره لـ « رعاية المحاسبي » : أجمع العلماءُ على وجوبِ محاسَبَةِ النفسِ فيما سَلَفَ من الأعمال وفيما يُسْتَقْبَلُ منها ، « فالْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّىٰ عَلَى اللَّهِ » ، انتهى . { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ } أي : الذين أعدَّهمُ اللَّه لهُ في الجنةِ ، وأما الكافر فرُوِيَ أنَّ يَدَه تدخُلُ من صَدْرِه حتَّى تَخْرُجَ من وراءِ ظهرِه فيأخذَ كتابَه بِها . و { يَدْعُواْ ثُبُوراً } معناه : يصيحُ مُنْتَحِباً : وا ثبوراه ؛ وا حزناه ، ونحوه هذا ، والثبورُ اسْمٌ جامع للمكارِه ، كالويلِ .