Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم اللَّهُ تعالى بالسماءِ المعروفةِ في قول الجمهور ، وقِيل : السماءُ هنا هو المطرُ ، { وَٱلطَّارِقِ } : الذي يأتي ليلاً ، ثم فسَّر تعالى هذا الطارقَ بأنَّه : { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } واخْتُلِفَ في { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } فقال الحسنُ بن أبي الحسن ما معناه ؛ أنه اسمُ جنسٍ ؛ لأنها كلَّها ثاقِبة ، أي : ظاهرة الضوء ، يقال : ثَقُبَ النجمُ إذا أضاء ، وقال ابن زيد : أرادَ نَجماً مخصوصاً ؛ وهو زُحَلُ ، وقال ابن عباس : أراد الجَدْيَ ، وقال ابن زيد أيضاً : هو الثُّرَيّا ، وجَوابُ القسم في قوله : { إِن كُلُّ نَفْسٍ … } الآية ، و « إنْ » هي المخففةُ من الثقيلةِ ، واللامُ في « لَمَّا » لامُ التأكيدِ الداخلةِ على الخبرِ ؛ هذا مذهبُ حُذَّاقِ البصريين ، وقال الكوفيون « إنْ » بمعنى « ما » النافيةِ ، واللامُ بمعنى « إلا » فالتقديرُ : ما كلُّ نفسٍ إلا عليها حافظٌ ، ومعنى الآيةِ فيما قال قتادة وغيره : إنَّ على كل نفسٍ مكلَّفَةٍ حافظاً يُحْصِي أعمالَها ويُعِدُّهَا للجزاءِ عليها ، وقال أبو أمامة قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية : " إنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ حَفَظَةً مِنَ اللَّهِ يَذُبُّونَ عَنْهَا كَمَا يُذَبُّ عَنْ قَصْعَةِ العَسَلِ الذُّبَابُ ، وَلَوْ وُكِلَ المَرْءُ إلَىٰ نَفْسِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ لاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِينُ " .