Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 8-17)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } قال ابن عباس وقتادة : المعنى أن اللَّهَ عَلى ردِّ الإنسانِ حيًّا بعد موتهِ لقادرٌ ، وهذا أظهر الأقوال هنا وأبينُها ، و { دَافِقٍ } قال كثير من المفسرين : هو بمعنى مَدْفُوقٍ ، والعاملُ في { يَوْمٍ } الرَّجْع من قولهِ : { عَلَىٰ رَجْعِهِ } . و { تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } معناه تُخْتَبَرُ وتكشَفُ بواطنُها ، ورَوَى أبو الدرداءِ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن السرائرَ التي يَبْتَلِيهَا اللَّه من العباد : التوحيدُ ، والصلاةُ ، والزكاةُ ، والغُسْلُ من الجنَابةِ ، قال * ع * : وهذهِ معظَمُ الأمرِ ، وقال قتادة : الوجهُ في الآيةِ العمومُ في جميعِ السرائرِ ، ونَقَلَ ابنُ العربي في « أحكامِه » عن ابن مسعود : أنَّ هذه المذكوراتِ [ مِنَ ] الصلاةِ والزكاةِ والوضوءِ والوديعةِ كلَّها أمَانَةٌ ، قال : وأَشَدُّ ذلكَ الوديعةُ تَمْثُلُ له ، أي : لمن خَانَها على هيئَتِها يوم أخَذَها فَتُرْمَى في قَعْر جهنمَ ، فيقالُ له : أخْرِجْها ، فيتبعُها فيجعلُها في عنقهِ فإذا أراد أن يخرجَ بهَا زَلَّتْ منه فيتبعُها ؛ فهو كذلكَ دَهْرَ الداهرينَ ، انتهى ، * ت * : قال أبو عبيد الهروي : قوله تعالى : { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } الواحدةُ سَرِيرَةٌ وهي الأعمالُ التي أسرَّهَا العبادُ ، انتهى ، و { ٱلرَّجْعِ } المطرُ وماؤُه ، وقال ابن عباس : الرجعُ : السحابُ فيه المطرُ ، قال الحسنُ : لأنه يَرْجِعُ بالرزقِ كلَّ عامٍ ، وقال غيرُه : لأنه يرجع إلى الأرض ، و { ٱلصَّدْعِ } النباتُ ؛ لأن الأرضَ تَتَصَدَّعُ عنْه ، والضمير في { إِنَّهُ } للقرآن ، و { فَصْلٌ } معناه : جَزْمٌ فَصَلَ الحقائِقَ مِنَ الأباطيلِ ، و { الهَزْل } اللعِبُ الباطلُ ، ثم أخبر تعالى عن قريش أنهم يَكِيدُونَ في أفعالِهم وأقوالِهم بالنبي ـــ عليه السلام ـــ ، و { وَأَكِيدُ كَيْداً } وهذا على مَا مَرَّ من تسميةِ العُقُوبة باسْمِ الذنبِ ، و { رُوَيْداً } معناه : قليلاً ؛ قاله قتادة ، وهذهِ حالُ هذهِ اللفظةِ ؛ إنما تقدمَها شيءٌ تَصِفُه كقولك : سيراً رويداً ، أو تقدمَها فعل يَعْملُ فيها كهذهِ ، وأما إذا ابتدأتَ بها فقُلْتَ : رويداً يا فلان ؛ فهي بمعنى الأمر بالتَمَاهُلِ ، * ص * : { رُوَيْداً } قال أبو البقاء : نَعْتٌ لمصدرٍ محذوفٍ ، أي : إمْهَالاً رُوَيْداً ، و « رويداً » تَصْغِيرُ « رَوْدٍ » وأنشَد أبو عُبَيْدَةَ : [ البسيط ] @ يَمْشِي ولاَ تَكْلِمُ البَطْحَاءَ مِشْيَتُهُ كَأَنَّهُ ثَمِلٌ يَمْشِي عَلَىٰ رَوْدِ @@ أي : على مَهْلٍ ورِفْقٍ ، انتهى .