Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 3-10)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } قال الحسن وغيره : لم تعملْ للَّهِ في الدنيا فأعْمَلَهَا وأَنْصَبَها في النارِ ، والنَّصَبُ التَّعبُ ، وقال ابن عباس وغيره : المعنى عاملَةٌ في الدنيا ناصِبَةٌ فِيها على غير هُدًى فَلا ثَمَرَةَ لَعملِها ، إلا النَّصَبُ ، وخاتمتُه النارُ ، قالوا : والآية في القِسِّيسينَ وكلِّ مجتهدٍ في كُفْرٍ ، وقرأ أبو بكر عن عاصم وأبو عمرو « تُصْلَى » ـــ بضم التاءِ والباقونَ بفتحها ـــ والآنيةُ : التي قد انتَهى حرُّها كما قال تعالى { وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] وقال ابن زيد : آنية : حَاضِرَة ، والضريعُ : قال الحسن وجماعةً : هو الزَّقُّوم ، وقال ابن عباسٍ وغيرهُ : الضريعُ شَبْرَقُ النار ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم الضريعُ شَوْكٌ في النارِ ، * ت * : وهذا إنْ صَحَّ فلا [ يُعْدَلُ ] عنه ، وقيل غير هذا ، ولما ذَكَر تعالى وجوهَ أهلِ النار عَقَّبَ ذلك بذكرِ وجوه أهل الجنة ليبيَّنَ الفرقَ ، وقولُه تعالى : { لِّسَعْيِهَا } يريدُ لَعَمَلِهَا في الدنيا وطاعتها ، والمعنى لِثَوابِ سَعْيِها ؛ والتَّنْعِيمُ عليه ، ووصفَ سبحانَه الجنةَ بالعُلُوِّ وذلك يصحُّ من جهة المسَافَةِ والمكانِ ، ومن جهة المكانَةِ والمنزلةِ أيضاً .