Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 65-66)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ … } الآية : نَزلَتْ على ما ذكر جماعةٌ من المفسِّرين في وديعةَ بْنِ ثابِتٍ ؛ وذلك أنه مع قَوْمٍ من المنافقين كانوا يَسِيرُونَ في غزوة تَبُوكَ ، فقال بعضهم : هذا يريدُ أن يَفْتَحَ قُصُور الشام ، ويأخذ حصون بني الأصْفَرِ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ! فوقَفهم رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وقال لهم : قلتم كذا وكذا ، فقالوا : إِنما كنا نخُوضُ وَنَلْعَب ، وذكر الطبريُّ عن عبد اللَّه بن عمر ؛ أنه قَالَ : رَأَيْتُ قائل هذه المقالة « وديعةَ » متعلِّقاً بحقب نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يماشيها ، والحجارةُ تَنْكُبُه ، وهو يقول : إِنما كنا نخوض ونَلُعَب ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقوله : { أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } ، ثم حكم سبحانه عَلَيْهم بالكُفْر ، فقال لهم : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم } الآية . وقوله سبحانه : { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ } ، يريد ؛ فيما ذكره المفسِّرون ، رجلاً واحداً ، قيل : اسمه مَخْشِيُّ بْنُ حِمْيَر ، قاله ابنُ إِسحاق ، وذكر جميعهم أنَّه ٱستشهد باليَمَامَةِ ، وقد كان تَابَ ، وتسمَّى عبد الرحمٰن ، فدعا اللَّه أنْ يَسْتَشْهِدَ ، ويُجْهَلَ أمره ، فكان كذلك ، ولم يوجَدْ جَسَده ، وكان مَخْشِيٌّ مع المنافقين الذين قالوا : إِنما كنا نخوضُ وَنَلْعَبُ ، فقيل : كان منافقاً ، ثم تاب توبةً صحيحةً ، وقيل : كان مسلماً مُخْلِصاً إِلا أنه سمع المنافقينَ ، فَضَحِكَ لهم ، ولم يُنْكِرْ عليهم ، فعفا اللَّه عنْه في كلا الوجْهَيْن ، ثم أوجب العذاب لباقي المنافقين الَّذين قالوا ما تقدَّم .