Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 102, Ayat: 1-8)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } ، " ألْهَاكُم " : شغلكم ؛ قال امرؤُ القيسِ : [ الطويل ] @ 5295 - … … فألْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْولِ @@ أي : شغلكم المباهاة ، بكثرة المال والعدد عن طاعة الله ، حتَّى متم ودفنتم في المقابر . قال ابن عباس والحسن : " ألْهَاكُم " : أنساكم ، " التَّكاثرُ " ، أي : من الأموال ، والأولاد قاله ابن عباسٍ والحسنُ وقتادةُ أي : التَّفاخر بالقبائل والعشائر ، وقال الضحاك : ألهاكم التشاغل بالمعاش والتجارة ، يقال : لهيت عن كذا - بالكسر - ألهى لهياً ، ولهياناً : إذا سلوت عنه ، وتركت ذكره ، وأضربت عنه ، وألهاه : أي : شغله ، ولهاه به تلهيه : أي : تملله والتكاثر : المكاثرة قال قتادةُ ومقاتل وغيرهما : نزلت في اليهود حين قالوا : نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان أكثر من بني فلان ، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً . وقال ابن زيد : نزلت في فخذ من الأنصار . وقال ابن عباسٍ : ومقاتل ، والكلبي : نزلت في حيين من قريش : بني عبد مناف ، وبني سهم ، تعادوا وتكاثروا بالسادة ، والأشراف في الإسلام ، فقال كل حي منهم : نحن أكثر سيداً ، وأعز عزيزاً ، وأعظم نفراً ، وأكثر عائذاً ، فكثر بنو عبد مناف سهماً ، ثم تكاثروا بالأموات ، فكثرتهم سهم ، فنزلت : { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } بأحيائكم فلم ترضوا { حتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ } مفتخرين بالأموات . وعن عمرو بن دينار : حلف أن هذه السورة نزلت في التجار . وعن شيبان عن قتادة ، قال : نزلت في أهل الكتاب . قال القرطبي : " والآية تعمّ جميع ما ذكر وغيره " . وروى ابن شهاب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لَوْ أنَّ لابْنِ آدَمَ وادِياً مِنْ ذَهَبٍ ، لأحَبَّ أنْ يكُونَ لَهُ وادِيانِ ، ولنْ يَمْلأ فَاهُ إلاَّ التُّرابُ ، ويتُوبُ اللهُ على مَنْ تَابَ " ، رواه البخاري . قال ثابت عن أنس عن أبيّ : كنا نرى هذا من القرآن ، حتى نزلت : { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } . رواه البخاري . قال ابن العربي : وهذا نصٌّ صريح ، غاب عن أهل التفسير [ فجهلوا وجهَّلوا ، والحمد لله على المعرفة ] . وقرأ ابن عباس : " أألهاكم " على استفهام التقرير والإنكار ونقل في هذا المد مع التسهيل ، ونقل فيه بتحقيق الهمزتين من غير مد . قوله تعالى : { حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } ، " حتَّى " غاية لقوله : " ألْهَاكُم " ، وهو عطف عليه ، والمعنى : أي أتاكم الموت ، فصرتم في المقابر زواراً ، ترجعون فيها كرجوع الزائر إلى منزلة من جنة أو نار . وقيل : { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } حتى عددتم الأموات . وقيل : هذا وعيد ، أي : اشتغلتم بمفاخرة الدنيا حتى تزورا القبور ، فتروا ما ينزل بكم من عذاب الله - عزَّ وجلَّ - و " المَقابِر " جمع مَقْبَرة ، ومَقْبَرة بفتح الباء وضمها والقبور : جمع قبر ، وسمي سعيد المقبري ؛ لأنه كان يسكن المقابر ، وقبرت الميت أقبَره وأقبُره قبراً ؛ أي : دفنته ، وأقبرته ، أي : أمرت بأن يقبر . فصل في معنى ألهاكم قال المفسرون : معنى الآية : ألهاكم حرصكم على تكثير أموالكم عن طاعة ربكم حتى أتاكم الموت فأنتم على ذلك . قال ابن الخطيب : فإن قيل : شأن الزائر أن ينصرف قريباً ، والأموات ملازمون القبور ، فكيف يقال : إنه زار القبر ؟ . وأيضاً : فقوله - جل ذكره - : { حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } إخبار عن الماضي ، فكيف يحمل على المستقبل ؟ . فالجواب عن الأول : أنَّ سكان القبور ، لا بد أن ينصرفوا منها . وعن الثاني : أن المراد من كان مشرفاً على الموت لكبر أو لغيره كما يقال : إنه على شفير قبره وإما أن المراد من تقدمهم ، كقوله تعالى : { وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ } [ البقرة : 61 ] . وقال أبو مسلم : إن الله يتكلم بهذه السورة يوم القيامة تعييراً للكفار ، وهم في ذلك الوقت تقدمت منهم زيارة القبور . فصل في ذكر المقابر قال القرطبي : لم يأت في التنزيل ذكر المقابر إلا في هذه السورة . وفيه نظر ؛ لأنه تعالى قال في سورة أخرى : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } [ عبس : 21 ] . واعلم أن زيارة القبور من أعظم الأدوية للقلب القاسي ، لأنها تذكر الموت ، والآخرة ، وذلك يحمل على قصر الأمل ، والزُّهد في الدنيا ، وترك الرغبة فيها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ ، فزُوْرُوهَا ، فإنَّها تُزْهِدُ في الدُّنيا ، وتذكرُ الآخِرةَ " . وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوّارات القبور . قال بعض أهل العلم : كان هذا قبل ترخيصه في زيارة القبور ، فلما رخص دخل في الرخصة الرجال والنساء . وقال بعضهم : إنما كره زيارة القبور للنِّساء ، لقلّة صبرهن ، وكثرة جزعهن . وقال بعضهم : زيارة القبور للرجال متفق عليه ، وأما النِّساء فمختلف فيه : أما الشوابّ فحرام عليهن الخروج ، وأما لقواعد فمباح لهن ذلك ، وجاز لجميعهن ذلك إذا انفردن بالخروج عن الرجال بغير خلاف لعدم خشية الفتنة . فصل في آداب زيارة القبور ينبغي لمن زار القُبُور أن يتأدب بآدابها ، ويحضر قلبه في إتيانها ، ولا يكون حظّه منها إلا التّطواف فقط ، فإن هذه حالة يشاركه فيها البهائم ، بل يقصد بزيارته وجه الله تعالى ، وإصلاح فساد قلبه ، ونفع الميت بما يتلوه عنده من القرآن ، والدعاء ، ويتجنب المشي على القبور ، والجلوس عليها ، ويسلم إذا دخل المقابر ، وإذا وصل إلى قبر ميته الذي يعرفه سلم عليه أيضاً ، وأتاه من تلقاء وجهه ؛ لأنه في زيارته كمخاطبته حياً ، ثم يعتبر بمن صار تحت التراب ، وانقطع عن الأهل والأحباب ، ويتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه أنه كيف انقطعت آمالهم ، ولم تغن عنهم أموالهم ومحا التراب محاسن وجوههم ، وتفرقت في القبور أجزاؤهم ، وترمَّل من بعدهم نساؤهم ، وشمل ذل اليتم أولادهم ، وأنه لا بد صائر إلى مصيرهم ، وأنَّ حاله كحالهم ، ومآله كمآلهم . [ قوله تعالى : { كَلاَّ } قال الفراء : أي ليس الأمر على ما أنتم عليه من التفاخر والتكاثر . والتمام على هذا { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي سوف تعلمون عاقبة هذا . قوله تعالى : { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } جعله ابن مالك من التوكيد مع توسّط حرف العطف ] . وقال الزمخشريُّ : والتكرير تأكيد للردع ، والرد عليهم ، و " ثُمَّ " دالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول ، وأشد كما تقول للمنصوح : أقول لك ثم أقول لك : " لا تَفْعَلْ " انتهى . ونقل عن علي - رضي الله عنه - : { كَلاَّ سَوْفَ تعلمُون } في الدنيا { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلمُونَ } في الآخرة فعلى هذا يكون غير مكرر لحصول التَّغاير بينهما ؛ لأجل تغاير المتعلقين ، و " ثُمَّ " على بابها من المهلة وحذف متعلق العلم في الأفعال الثلاثة ، لأن الغرض الفعل لا متعلقه . وقال الزمخشريُّ : والمعنى : سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قدامكم من هول لقاء الله ، انتهى . فقدر له مفعولاً واحداً كأنه جعله بمعنى " عَرَفَ " . فصل في تفسير الآية قال ابن عباس : { كَلاَّ سَوفَ تَعْلمُونَ } ما ينزل بكم من العذاب في القبور { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلمُونَ } في الآخرة إذا حل بكم العذاب ، فالتَّكرار للحالين . وروى زر بن حبيش عن عليّ - رضي الله عنه - قال : كنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت هذه السورة فأشار إلى أن قوله : { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } يعني في القبور . [ وقيل : كلا سوف تعلمون إذا نزل بكم الموت ، وجاءتكم رسل ربكم تنزع أرواحكم ، ثم كلا سوف تعلمون في القيامة أنكم معذبون ، وعلى هذا تضمنت أحوال القيامة من بعث ، وحشر ، وعرض ، وسؤال ، إلى غير ذلك من أهوال يوم القيامة ] . وقال الضحاكُ : { كَلاَّ سَوفَ تَعْلَمُونَ } أيها المؤمنون , وكذلك كان يقرؤها , الأولى بالتاء , والثانية بالياء فالأول وعيد , والثاني وعد . قوله : { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ } جواب " لَوْ " محذوف ، أي : لفعلتم ما لا يوصف . وقيل : التقدير : لرجعتم عن كفركم . قال ابن الخطيب : وجواب " لَوْ " محذوف ، وليس " لترونَّ " جوابها ، لأن هذا مثبت ، وجواب " لو " يكون منفياً ، ولأنه عطف عليه قوله : " ثُمَّ لتُسْألُنَّ " وهو مستقبل ، لا بد من وقوعه ، وحذف جواب " لَوْ " كثير . قال الأخفش : التقدير : لو تعلمُون علم اليقين ما ألهاكم . وقيل : لو تعلمون لماذا خلقتم لاشتغلتم وحذفُ الجواب أفخر ، لأنه يذهب الوهم معه كل مذهب ، قال تعالى : { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ } [ الأنبياء : 39 ] ، وقال تعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } [ الأنعام : 30 ] وأعاد " كلاَّ " وهو زجر وتنبيه ؛ لأنه عقب كل واحد بشيء آخر ، كأنه قال : لا تفعلُوا ، فإنكم تندمون ، لا تفعلوا ، فإنكم تستوجبون العقاب . و { عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } مصدر . قيل : وأصله العلم اليقين ، فأضيف الموصوف إلى صفته . وقيل : لا حاجة إلى ذلك ؛ لأن العلم يكون يقيناً وغير يقين ، فأضيف إليه إضافة العام للخاص ، وهذا يدل على أنَّ اليقينَ أخصُّ . فصل في المراد باليقين قال المفسِّرون : أضاف العلم إلى اليقين ، كقوله تعالى : { لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } [ الواقعة : 95 ] ، قال قتادة : اليقين هنا : الموت . وعنه أيضاً : البعث ، لأنه إذا جاء زال الشكُّ ، أي : لو تعلمون علم البعث أو الموت ، فعبر عن الموت باليقين ، كقولك : علم الطب ، وعلم الحساب ، والعلم من أشد البواعث على الفعل ، فإذا كان بحيث يمكن العمل ، كان تذكرة ، وموعظة ، وإن كان بعد فوات العمل كان حسرة ، وندامة ، وفيها تهديد عظيم للعلماء ، الذين لا يعملون بعلمهم . قوله : { لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ } . جواب قسم مقدر ، أي : لترون الجحيم في الآخرة . والخطاب للكفار الذين وجبت لهم النار . وقيل : عام [ كقوله تعالى : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] فهي للكفار دار ، وللمؤمنين مَمَرّ ] . وقرأ ابن عامر ، والكسائي : " لتُروُنَّ " مبنياً للمفعول ، وهي مفعولة من " رأى " الثلاثي أي : أريته الشيء ، فاكتسب مفعولاً آخر ، فقام الأول مقام الفاعل ، وبقي الثاني منصوباً . والباقون مبنياً للفاعل ، جعلوه غير منقول ، فتعدى لواحد فقط ، فإن الرؤية بصرية . وأمير المؤمنين ، وعاصم ، وابن كثير في رواية عنهم : بالفتح في الأول ، والضم في الثاني ، يعني : لترونها . ومجاهد ، وابن أبي عبلة ، وأشهب : بضمها فيهما . والعامة على أن الواوين لا يهمزان ؛ لأن حركتهما عارضة . وقد نصّ مكي ، وأبو البقاء على عدم جوازه ، وعللا بعروض الحركة . وقرأ الحسن وأبو عمرو بخلاف عنهما : بهمز الواوين استثقالاً لضمة الواو . قال الزمخشري : " هِيَ مُسْتكرَهة " ، يعني لعروض الحركة عليها ، إلا أنهم قد همزوا ما هو أولى لعدم الهمز من هذه الواو ، نحو : { ٱشْتَرُواْ ٱلضَّلاَلَةَ } [ البقرة : 16 ] همزوا واو " اشترؤا " مع أنها حركة عارضة ، وتزول في الوقف ، وحركة هذه الواو ، وإن كانت عارضة ، إلا أنَّها غير زائلة في الوقف ، فهو أولى بهمزها . قوله : { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } هذا مصدر مؤكد ، كأنه قيل : رؤية اليقين نفياً لتوهم المجاز في الرؤية الأولى . وقال أبو البقاء : لأن " رأى " ، و " عاين " بمعنى . فصل في معنى الآية معنى الكلام : " لتَرَوُنَّ الجَحِيمَ " بأبصاركم على البعد " ثُمَّ لتَروُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ " أي : مشاهدة . وقيل : { لَوْ تَعْلَمُونَ عِلمَ اليَقِينَ } ، معناه : " لَوْ تَعْلَمُونَ " اليوم في الدنيا " عِلمَ اليَقِينِ " بما أمامكم مما وصفت " لَتَروُنَّ الجَحِيم " بعيون قلوبكم ، فإن علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك ، وهو أن يصور لك نار القيامة { ثُمَّ لتَرونَّها عَيْنَ اليَقِينِ } ، أي : عند المعاينة بعين الرأس ، فتراها يقيناً ، لا تغيب عن عينك ، { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ } في موقف السؤال والعرض . قال الحسن : لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار ، لأن أبا بكر - رضي الله عنه - " لما نزلت هذه الآية ، قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت أكلة أكلتها معك في بيت أبي الهيثم بن التيهان من خبز شعيرٍ ، ولحم ، وبسر ، وماء عذب ، أتخاف علينا أن يكون هذا من النعيم الذي يسأل عنه ؟ . قال - عليه الصلاة والسلام - " إنما ذلِكَ للكُفَّارِ " ثم قرأ : { وَهَلْ نُجَازِيۤ إِلاَّ ٱلْكَفُورَ } [ سبأ : 17 ] ؛ ولأن ظاهر الآية يدل على ذلك لأن الكفار ألهاهم التكاثر بالدنيا ، والتفاخر بلذاتها عن طاعة الله ، والاشتغال بذكر الله تعالى ، يسألهم عنها يوم القيامة ، حتى يظهر لهم أن الذي ظنوه لسعادتهم كان من أعظم الأسباب لشقاوتهم . وقيل : السؤال عام في حق المؤمن ، والكافر لقوله صلى الله عليه وسلم : " أوَّلُ ما يُسْألُ العَبْدُ يَوْمَ القِيامَةِ عن النَّعِيمِ ، فيقالُ لَهُ : ألَمْ نُصْحِحْ جِسْمكَ ؟ ألَمْ نَروِكَ مِنْ المَاءِ البَاردِ " وقيل : الزائد عما لا بد منه . وقيل غير ذلك . قال ابن الخطيب : والأولى على جميع النعيم ، لأن الألف واللام تفيد الاستغراق ، وليس صرف اللفظ إلى بعض أولى من غيرها إلى الباقي ، فيسأل عنها ، هل شكرها أم كفرها ؟ وإذا قيل : هذا السؤال للكفار . فقيل : السؤال في موقف الحساب . وقيل : بعد دخول النار ، يقال لهم : إنَّما حل بكم هذا العذاب لاشتغالكم في الدنيا بالنعيم عن العمل الذي ينجيكم ، ولو صرفتم عمركم إلى طاعة ربكم لكنتم اليوم من أهل النجاة . والله أعلم .