Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 59-60)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَذَلك يَطْبَعُ } أي مثل ذلك الطبع يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ توحيد الله . ( فإن قيل : من لا يعلم شيئاً أيّ فائدة في الإخبار عن الطبع على قلبه ؟ فالجواب : ) معناه أن من لا يعلم الآن فقد طبع على قلبه من قبل ، ثم إنه تعالى سَلَّى نبيه عليه ( الصلاة و ) السلام فقال : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } في نصرتك وإظهارك على عدوك وتبيين صدقك . قوله : { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } العامة من الاسْتِخْفَافِ - بخاء مُعْجَمَةٍ وفاءٍ - ويعقوبُ ، وابنُ أبي إسحاق بحاء مهملة وقاف من الاسْتِحْقَاق . وابنُ أبي ( عبلة ) ويعقوبُ بتخفيف نون التوكيد والنهي من باب : لاَ أَرَينْكَ هَهُنَا . فصل المعنى ولا يَسْتَجْهِلَنَّكَ أي لا يَجْهَلَنَّكَ { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } على الجهل واتباعهم في البغي ، وقيل : لا يَسْتَحِقَّنَ رأيكَ وحِلْمَك الذين لا يؤمنون بالبعث والحساب ، وهذا إشارة إلى وجوب مُدَاومَةِ النبي - عليه السلام - على الدعاء إلى الإيمان ، فإنه لو سكت لَقَالَ الكافريون : إنه متقلب قابل الرأي لا ثبات له . روى أبو أمامة عن أبيِّ بْنِ كَعْبٍ قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَرَأَ سُورَة الرُّومِ كان لَهُ من الأجر عشر حسناتٍ بعدد كُلّ مَلَك يُسَبِّح اللَّهُ بَيْنَ السَّمَاء والأرض وأَدْرَكَ ما صَنَعَ في يومه وليلته " رواه في تفسيره والله أعلم ( وأحكم ) .