Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 24-26)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً } لما قال : إن أنت إلا نذير بين أنه ليس نذيراً من تلقاء نفسه إنما هو نذير بإذن الله تعالى وإرساله . قوله : " بِٱلْحَقِّ " يجوز فيه أوجه : أحدهما : أنه حال من الفاعل أيْ أَرْسَلْنَاكَ مُحِقِّين . أو من المفعول أي مُحِقًّا أو نعت لمصدر محذوف أي إرسالاً ملتبساً بالحق . و متعلقٌ بِبَشِيرٍ ونذير ، قال الزمخشري : بشيراً بالوعد ونذيراً بالوعيد الحق . قال أبو حيان : ولا يمكن أن يتعلق " بالحق " هذا ببشيراً ونذيراً معاً بل ينبغي أن يتأول كلامه على أنه أراد أَنَّ ثَمَّ محذوفاً والتقدير : بشيراً بالوَعْدِ الحَقِّ ونذيراً بالوَعِيدِ الحَقِّ ، قال شهاب الدين : قد صرح الرجلُ بهذا . قوله : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ } أي وما مِنْ أُمَّة فيما مضى . وقوله : { إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } خبر " مِنْ اُمَّةٍ " . ومعنى " خَلاَ " أي سلف فيها نذير نبي منذر . وحذف من هذا ما أثبته في الأول ، إذ التقدير : إلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ . قوله : { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ } أي الكتب " وبالْكِتَابِ المُنِيرِ " أي الواضح . وكرر ذلك الكتاب بعد ذكر الزبر على طريق التأكيد . وقيل : البينات المعجزات ، والزبر : هي الكتب التي فيها مواعظ وشبهات لا تحتمل النَّسْخَ . والمراد بالكتاب المنير الشريعة والأحكام الموافقة للحكمة الإليهة وهي المحتملة للنسخ . وهذا تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث يعلم أن غيره كان مثلَه مُحْتَمِلاً لأذى القوم وأن غيره أيضاً أتاهم بمثل ذلك فكذبوه وآذَوهُ وصبروا على تكذيبهم { ثُمَّ أَخذتُ الِّذِين كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } ؟ وهذا سؤال تقرير فإنهم علموا شدة إنكار الله عليهم واستئصالهم .