Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 21-22)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ولما بالغ في تخويفهم بأحوال أهل الآخرة أردفه بيان تخويفهم بأحوال الدنيا فقال { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } والمعنى أن العاقل من اعتبر بغيره ، فإن الذين مَضَوْا من الكفار كانوا أشد قوة من هؤلاء الحاضرين من الكفار ، وأقوى آثاراً في الأرض أي حصونهم وقصورهم وعساكرهم ، فلما كذبوا رسلهم أهلكهم الله عاجلاً حتى إن هؤلاء الجاحدين من الكفار شاهدوا تلك الآثار فحذرهم الله من مثل ذلك وقال { وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } [ الرعد : 34 ] أي لما نزل العذاب بهم لم يجدوا مُعِيناً يخلصهم . قوله " فَيَنْظُرُوا " يجوز أن يكون منصوباً في جواب الاستفهام ، وأن يكون مجزوماً نَسَقاً على ما قبله كقوله : @ 4331ـ أَلَمْ تَسْأَلْ فَتُخْبِرْكَ الرُّسُومُ … @@ رواه بعضهم بالجزم ، والنصب . قوله " مِنْهُمْ " قُوَّةً " قرأ ابن عامر " مِنْكُمْ " على سبيل الالتفات ، وكذلك هو في مصاحفهم ، والباقون " منهم " بضمير الغيبة جرياً على ما سبق من الضمائر الغائبة . قوله : " وَآثاراً " عطف على " قوة " وهو في قوة قوله " وَتَنْحتُونَ مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ " . وجعله الزمخشري منصوباً بمقدر ، قال : أو أراد أكثر آثاراً كقوله : " مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحاً " ( يعني وَمُعْتَقِلاً رُمْحاً ) ؟ ولا حاجة إلى هذا مع الاستغناء عنه . قوله " ذَلِكَ " أي ذلك العذاب الذي نزل بهم { بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } وهو مبالغة في التخويف والتحذير .