Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 53-55)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ … } الآية لما بين أنه تعالى ينصر الأنبياء والمؤمنين في الدنيا والآخرة ذكر نوعاً من أنواع تلك النصرة في الدنيا فقال : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ } . قال مقاتل : هُدًى من الضلالة ، يعني التوراة ، ويجوز أن يكون المراد الدلائل القاهرة التي أوردها على فرْعَون وأتباعهِ وكادهم بها ، ويجوز أن يكون المراد بالهدى النبوة التي هي أعظم المناصب الإنسانية { وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } وهو التوراة { هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } يعنى أنه تعالى لمنا أنزل التوراة على موسى بقي ذلك العِلْمُ فيهم وتَوارَثُوهُ خَلَفاً عن سَلَفٍ . وقيل : المراد سائر الكتب أنزلها الله عليهم ، وهي كتب أنبياء بني إسرائيل كالتوراة والإنجيل والزَّبُور . قوله : " هُدًى وَذِكْرَى " فيهما وجهان : أحدهما : أنهما مفعول من أجْلِهِمَا أي لأجل الهُدَى والذكر . والثاني : أنهما مصدران في موضع الحال . والفرق بين الهدى والذكرى ، أن الهدى ما يكون دليلاً على الشيء وليس من شرطه أن يذكر شيئاً آخر كان معلوماً ثم صار مَنْسِيًّا ، وأما الذكرى فهو الذي يكون كذلك ، فكتب أنبياء الله تعالى مشتملة على هذين القسمين بعضها دلائل في أنفسها ، وبعضها مذكرات لما ورد في الكتب الإلهية المتقدمة . ولما بين تعالى أنه ينصر رسله وينصر المؤمنين في الدنيا والآخرة وضرب المثال في ذلك بحال مُوسى خاطب بعد ذلك محمداً صلى الله عليه وسلم فقال : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي فاصبر يا محمد على أذَاهُمْ ، إن وعد الله حق في إظهار دينك وهلاك أعدائك . وقال الكلبي : نسخت آية القتل آية الصَّبْر . قوله : { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } قيل : المصدر مضاف للمفعول أي لذنب أمتك في حقك . والظاهر أن الله تعالى يقول ما أراد وإن لم يجز لنا نحن أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ـ : ذنباً ، قال المفسرون : هذا تعبد من الله تعالى ليزيده به درجة ، وليصير سنة لمن بعده . قوله : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } صَلِّ شكراً لربك بالعَشِيِّ والإبْكَارِ ، قال الحسن : يعني صلاة العصر وصلاة الفجر ، وقال ابن عباس : الصلوات الخمس .