Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 25-28)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } يسأَلُ بعضُهم بعضاً في الجنة . قال ابن عباس - ( رضي الله عنهما ) - : يتذاكرُون ما كانوا فيه من التَّعَب والخوف في الدنيا ؛ فقوله : " يَتَسَاءَلُونَ " جملة حالية من " بَعْضُهُمْ " . قوله : { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } أي خائفين . والمعنى أنهم يسألون عن سبب ما وصلوا إليه فيقولون : خَشْيَة اللَّهِ أي كنا نخاف الله " فَمَنَّ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ " . قال الكلبي : عذاب النار . وقال الحسن : ( - رضي الله عنه - ) : السموم اسمٌ من أسماء جهنم . والسَّمُوم في الأصل الرِّيحُ الحَارَّة التي تَتَخَلَّل المَسَامَّ ، والجمع سَمَائِمُ . وسُمَّ يَوْمُنَا أي اشتدَ حَرُّهُ . وقال ثعلب : السموم شدة الحر أو شدة البرد في النَّهَار وقال أبو عبيدة : السموم بالنهار وقد يكون بالليل والحَرُور بالليل وقد يكون بالنهار وقد يستعمل السموم في لَفْحِ البَرد وهو في لفح الحر والشمس أكثر . وقد تقدم شيء من ذلك في سُورة " فاطر " . وقرأ العامة : وَوَقَانَا بالتخفيف ، وأبو حَيْوَة بالتَّشديد وقد تقدم . قوله : " إنَّا كُنَّا قَبْلُ " أي في الدنيا " نَدْعُوهُ " نُخْلِصُ له العبادة . وقوله : { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ } قرأ نافعٌ والكسائيُّ بفتح الهمزة على التعليل أي لأنَّه والباقون بالكسر على الاستئناف الذي فيه معنى العلة فيتحد معنى القراءتين . وقوله : " هُوَ البَرُّ " . قال ابن عباس : اللطيف . وقال الضحاك : الصادق فيما وعد الرحيم بعباده ، ( اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا ) .