Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 77-77)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
" بَازِغاً " حالٌ من " القمر " , والبزوغ : الطُّلُوع ، يقال : بَزَغَ بفتح الزاي : يَبْزُغ بضمها بزوغاً ، والبُزُوغُ : الابتداء في الطلوع . قال الأزهري : كأنه مأخوذ من البَزْغ وهو الشَّقُّ كأنه بنُورِهِ يَشُقُّ الظُّلْمَةَ شَقاً ، ويستعمل قاصراً ومتعدياً ، يقال : بَزَغ البَيْطَارُ الدَّابَّةَ ، أي : أسال دَمَها ، فبزغ هو ، أي : سال ، هذا هو الأصل . ثم قيل لكل طلوع : بزوغ ، ومنه بَزَغَ نَابُ الصبي والبعير تَشْبيهاً بذلك . والقمر معروف سُمِّيَ بذلك لِبَيَاضِهِ ، وانتشار ضَوْئِهِ ، والأقْمَرُ : الحمار الذي على لون الليلة القمراء ، والقَمرَاءُ ضوء القمر . وقيل سُمِّيَ القمر قمراً ؛ لأنه يقمر ضوء الكواكب ويفوز به ، واللَّيَالي القُمْرُ : ليالي تَدَوُّرِ القمر ، وهي الليالي البِيضُ ؛ لأن ضوء القمر يستمر فيها إلى الصباح . قيل : ولا يقال له قمراً إلا بعد امتلائه في ثالث ليلة وقبلها هِلالٌ على خلاف بين أهل اللغة تقدم في البقرة عند قوله : { عَنِ ٱلأَهِلَّةِ } [ البقرة : 189 ] فإذا بلغ بعد العشر ثالث ليلة ، قيل له : " بدر " إلى خامس عشر . ويقال : قمرت فلاناً ، أي : خدعته عنه ، وكأنه مأخوذ من قَمِرَت القِرْبَةُ : فَسَدَت بالقَمْراء . قوله : { لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي } يدلُّ على أن الهدايةَ ليست إلاَّ من الله ، ولا يمكن حمل لفظ الهداية إلا على التمكين , وإزاحة الأعْذَارِ ، ونَصْبِ الدلائل ؛ لأن كل ذلك كان حاصلاً لإبراهيم عليه السلام .