Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 131-135)

Tafsir: Naẓm ad-durar fī tanāsub al-ayāt wa-s-suwar

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ولما أظهر سبحانه شرف إلياس عليه السلام أو الأنبياء الذين هو أحدهم ، علله مؤكداً له تنبيهاً على أنه لا بد من إعلاء النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه على كل من يناويهم وإن كذبت بذلك قريش فقال : { إنا كذلك } أي مثل هذا الجزاء العظيم { نجزي المحسنين * } أي الذين هو من أعيانهم ؛ ثم علل الحكم بإحسانه مؤكداً لما مضى في مثله بقوله : { إنه من عبادنا } أي الجديرين بالإضافة إلينا { المؤمنين * } ويستفاد من التأكيد أيضاً التنبيه على رسوخ قدمه في الإيمان وأنه بحيث تشتد الرغبة ويقوى النشاط في الإخبار به على ذلك الوجه . ولما أتم ما أراد سبحانه من أمور المحسنين من ذرية إبراهيم عليه السلام المرسلين إلى ذريته في التسلية ، والترجية وقدمهم لأن المنة عليهم منه عليه ، والإنسان بابنه أسر منه بقريبه ، وهم الذين أظهر الله بهم وما ترك عليه ، من لسان الصدق في الآخرين . أتبعهم قصة ابن أخيه مع أهل بلاد الأردن من غير قومهم ، فقال مؤكداً للتنبيه على نصر المؤمنين وإن كانوا في القلة والذلة على حال لا يظن انجباره وتكذيباً لليهود المكذبين برسالته أو الشاكين فيها : { وإن لوطاً } أي الذي جرد نفسه من مألوفها من بلاده وعشائره بالهجرة مع عمه إبراهيم عليهما السلام { لمن المرسلين * } ولما كان جل المقصود تبشير المؤمنين وتحذير الكافرين ، وكان مخالفه كثيراً ، وكان هو غريباً بينهم ، قال في مظهر العظمة : { إذ نجيناه } أي على ما لمخالفيه من الكثرة والقوة ، ولم يذكرهم لأنهم أكثر الناس انغماساً في العلائق البشرية والقاذورات البهيمية التي لا تناسب مراد هذه السورة المنبني على الصفات الملكية { وأهله أجمعين * } ولما كان الكفر قاطعاً للسبب القريب كما أن الإيمان واصلاً للسبب البعيد قال : { إلا عجوزاً } أي وهي امرأته فإن كفرها قطعها عن الدخول في حكم أهله فجردوا عنها ، كائنة { في الغابرين * } أي الباقين في غبرة العذاب ومساءة الانقلاب .