Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 22-23)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج البيهقي في سننه عن ابن عمر . أن تميماً الداري سأل عمر بن الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصلاة قال : يقول الله : { هو الذي يسيركم في البر والبحر } . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } قال : ذكر هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال { وجرين بهم } قال : فعزا الحديث عنهم فأوّل شيء كنتم في الفلك وجرين بهؤلاء لا يستطيع يقول : جرين بكم وهو يحدث قوماً آخرين ، ثم ذكر هذا ليجمعهم وغيرهم { وجرين بهم } هؤلاء وغيرهم من الخلق . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { وظنوا أنهم أحيط بهم } قال : أهلكوا . وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال : فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح ، فركب البحر فأخذته الريح ، فنادى باللات والعزى . فقال أصحاب السفينة : لا يجوز ههنا أحد أن يدعو شيئاً إلا الله وحده مخلصاً . فقال عكرمة : والله لئن كان في البحر وحده إنه لفي البر وحده . فأسلم . وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبي جهل البحر هارباً ، فخب بهم البحر فجعلت الصراري أي الملاح يدعون الله ويوحدونه . فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله ، قال : فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا ، فرجع فاسلم . وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : " لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال " اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ، عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن ضبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار ، فسبق سعيد عماراً وكان أشب الرجلين فقتله ، وأما مقيس بن ضبابه فأدركه الناس في السوق فقتلوه ، وأما عكرمة فركب البحر فاصابتهم عاصفة فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : اخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً . فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الاخلاص ما ينجني في البر غيره ، اللهم إن لك عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه إن آتى محمداً صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوّاً كريماً . قال : فجاء فأسلم ، وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان رضي الله عنه ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بايع عبد الله . قال : فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث . ثم أقبل على أصحابه فقال : اما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله . قالوا : وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ، ألا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين " " . وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث هن رواجع على أهلها ، المكر ، والنكث ، والبغي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } { ولا يحيق المكر السيِّىء إلا بأهله } [ فاطر : 43 ] { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] " . وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نفيل الكناني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث " قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين أحدكم ، فإن الله تعالى يقول { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } ولا يمكرن أحد فإن الله تعالى يقول { ولا يحيق المكر السيِّىء إلا بأهله } [ فاطر : 43 ] ولا ينكث أحد فإن الله يقول { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] " . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تبغ ولا تكن باغياً ، فإن الله يقول { إنما بغيكم على أنفسكم } " . وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تبغ ولا تكن باغياً فإن الله يقول { إنما بغيكم على أنفسكم } " . وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤخر الله عقوبة البغي فإن الله قال { إنما بغيكم على أنفسكم } " . وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي وقطيعة الرحم " . وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن عياض بن جابر . أن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ، ولا يفخر أحد على أحد . وأخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يبغي على الناس إلا ولد بغي أو فيه عرق منه " . وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء بن حيوة . أنه سمع قاصاً في مسجد مِنى يقول : ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي ، والمكر ، والنكث ، قال الله { إنما بغيكم على أنفسكم } { ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله } [ فاطر : 43 ] { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] ثم قال : ثلاث خلال لا يعذبكم الله ما عملتم بهن : الشكر ، والدعاء ، والاستغفار ، ثم قرأ { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } [ فاطر : 43 ] { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } [ الفتح : 10 ] و { ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } [ الأنفال : 33 ] . وأخرج أبو الشيخ عن مكحول قال : ثلاث من كن فيه كن عليه : المكر والبغي والنكث . قال الله { إنما بغيكم على أنفسكم } . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما " . وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضي الله عنه . مثله . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال : " ما من عبادة أفضل من أن يسأل ، وما يدفع القضاء إلا الدعاء ، وإن أسرع الخير ثواباً البر ، واسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه " .