Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-11)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت والعاديات بمكة . وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { إذا زلزلت } [ الزلزلة : 1 ] تعدل بنصف القرآن { والعاديات } تعدل بنصف القرآن " . وأخرج محمد بن نصر من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { إذا زلزلت } تعدل نصف القرآن { والعاديات } تعدل نصف القرآن و { قل هو الله أحد } [ الاخلاص ] تعدل ثلث القرآن و { قل يا أيها الكافرون } [ سورة الكافرون : 1 ] تعدل ربع القرآن " . وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الافراد وابن مردويه عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً فاستمرت شهراً لا يأتيه منها خبر فنزلت { والعاديات ضبحاً } ضبحت بأرجلها ولفظ ابن مردويه ضبحت بمناخيرها { فالموريات قدحاً } قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً { فالمغيرات صبحاً } صبحت القوم بغارة { فأثرن به نقعاً } أثارت بحوافرها التراب { فوسطن به جمعاً } صبحت القوم جميعاً . وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العدو فأبطأ خبرها ، فشق ذلك عليه ، فأخبره الله خبرهم ، وما كان من أمرهم فقال : { والعاديات ضبحاً } قال : هي الخيل ، والضبح : نخير الخيل حين تنخر { فالموريات قدحاً } قال : حين تجري الخيل توري ناراً أصابت بسنابكها الحجارة { فالمغيرات صبحاً } قال : هي الخيل أغارت فصبحت العدو { فأثرن به نقعاً } قال : هي الخيل أثرن بحوافرها يقول تعدو الخيل ، والنقع الغبار { فوسطن به جمعاً } قال : الجمع العدوّ " . وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال : تقاولت أنا وعكرمة في شأن العاديات فقال : قال ابن عباس هي الخيل في القتال ، وضبحها حين ترخي مشافرها إذا أعدت { فالموريات قدحاً } قال : أرت المشركين مكرهم { فالمغيرات صبحاً } قال : إذا صبحت العدو { فوسطن به جمعاً } قال : إذا توسطت العدو . قال أبو صالح : فقلت : قال عليّ : هي الإِبل في الحج ، ومولاي كان أعلم من مولاك . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال : بينما أنا في الحجر جالس إذ أتاني رجل فسأل عن العاديات ضبحاً فقلت : الخيل حين تغير في سبيل الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم ، فانفتل عني فذهب عني إلى علي بن أبي طالب وهو جالس تحت سقاية زمزم ، فسأله عن العاديات ضبحاً . فقال : سألت عنها أحداً قبل ؟ قال نعم . سألت عنها ابن عباس . فقال : هي الخيل حين تغير في سبيل الله . فقال : اذهب فادعه لي . فلما وقفت على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك والله إن أول غزوة في الإِسلام لبدر ، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود ، فكيف يكون العاديات ضبحاً إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة ، فإذا أدوا إلى المزدلفة أوروا إلى النيران { والمغيرات صبحاً } من المزدلفة إلى منى فذلك جمع وأما قوله : { فأثرن به نقعاً } فهو نقع الأرض حين تطؤه بخفافها وحوافرها . قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال عليّ . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله { والعاديات ضبحاً } قال : الإِبل قال إبراهيم : وقال علي بن أبي طالب : هي الإِبل . وقال ابن عباس : هي الخيل فبلغ علياً قول ابن عباس فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر . قال ابن عباس : إنما كان ذلك في سرية بعثت . وأخرج عبد بن حميد عن عامر قال : تمارى عليّ وابن عباس في العاديات ضبحاً فقال ابن عباس : هي الخيل ، وقال عليّ : كذبت يا ابن فلانة ، والله ما كان معنا يوم بدر فارس إلا المقداد ، وكان على فرس أبلق . قال : وكان عليّ يقول : هي الإِبل . فقال ابن عباس : ألا ترى أنها تثير نقعاً فما شيء تثيره إلا بحوافرها . وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس { والعاديات ضبحاً } قال : الخيل { فالموريات قدحاً } قال : الرجل إذا أورى زنده { فالمغيرات صبحاً } قال : الخيل تصبح العدوّ { فأثرن به نقعاً } قال : التراب { فوسطن به جمعاً } قال : العدو { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { والعاديات ضبحاً } قال : قال ابن عباس في القتال ، وقال ابن مسعود : في الحج . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس { والعاديات ضبحاً } قال : ليس بشيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس { فالموريات قدحاً } قال : هو مكر الرجل قدح فأورى { فالمغيرات صبحاً } قال : غارت الخيل صبحاً { فأثرن به نقعاً } قال : غبار وقع سنابك الخيل { فوسطن به جمعاً } قال : جمع العدو . قال عمرو : وكان عبيد بن عمير يقول : هي الإِبل . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس { والعاديات ضبحاً } قال : الخيل ضبحها زجرها ألم تر أن الفرس إذا عدا قال : أح أح فذاك ضبحها . وأخرج ابن جرير عن علي قال : الضبح من الخيل الحمحمة ومن الإِبل النفس . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { والعاديات ضبحاً } قال : هي الخيل تعدو حتى تضبح { فالموريات قدحاً } قال : قدحت النار بحوافرها { فالمغيرات صبحاً } غارت حين أصبحت { فأثرن به نقعاً } قال : غبار { فوسطن به جمعاً } قال : جمع القوم { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد { والعاديات ضبحاً } قال : الخيل ألم تر إلى الفرس إذا أحري كيف يضبح ، وما ضبح بعير قط { فالموريات قدحاً } قال : المكر تقول العرب إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه : أما والله لأقدحن لك ، ثم لأورين { فالمغيرات صبحاً } قال : الخيل { فأثرن به نقعاً } قال : التراب مع وقع الخيل { فوسطن به جمعاً } قال : جمع العدو { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور . وأخرج عبد بن حميد عن عطية { والعاديات ضبحاً } قال : الخيل ألم ترها إذا عدت تزحر يقول تنحر { فالموريات قدحاً } قال : الكر { فالمغيرات صبحاً } قال : الخيل { فأثرن به نقعاً } قال : الغبار { فوسطن به جمعاً } قال : جمع المشركين { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { فالموريات قدحاً } قال : كان مكر المشركين إذا مكروا قدحوا النار حتى يروا أنهم كثير . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { فأثرن به نقعاً } قال : النقع ما يسطع من حوافر الخيل . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول : @ عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء @@ قال : فأخبرني عن قوله { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : الكنود الكفور للنعمة وهو الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويجيع عبده . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول : @ شكرت له يوم العكاظ نواله ولم أك للمعروف ثم كنودا @@ وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود { والعاديات ضبحاً } قال : هي الإِبل في الحج { فالموريات قدحاً } إذا استفت الحصى بمناسمها تضرب الحصى بعضه بعضاً فيخرج منه النار { فالمغيرات صبحاً } حين يفيضون من جمع { فأثرن به نقعاً } قال : إذا صرن يثرن التراب . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء { والعاديات ضبحاً } قال : الإِبل { فالموريات قدحاً } قال : الخيل { فوسطن به جمعاً } قال : القوم { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور . وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب القرظي { والعاديات ضبحاً } قال : الدفعة من عرفة { فالموريات قدحاً } قال : النيران تجمع { فالمغيرات صبحاً } قال : الدفعة من جمع { فأثرن به نقعاً } قال : بطن الوادي { فوسطن به جمعاً } قال : جمع منى . وأخرج عبد بن حميد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال : الكنود بلساننا أهل البلد الكفور . وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور . وأخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب والحكيم الترمذي وابن مردويه عن أبي أمامة قال : الكنود الذي يمنع رفده وينزل وحده ويضرب عبده . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما الكنود ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هو الكفور الذي يضرب عبده ويمنع رفده ويأكل وحده " . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن قتادة والحسن في قوله : { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : الكفور للنعمة ، البخيل بما أعطى ، والذي يمنع رفده ويجيع عبده ويأكل وحده ، ولا يعطي النائبة تكون في قومه ، ولا يكون كنوداً حتى تكون هذه الخصال فيه . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن { إن الإِنسان لربه لكنود } قال : لكفور يعدد المصيبات وينسى نعم ربه عز وجل . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { وإنه على ذلك لشهيد } قال : الإِنسان { وإنه لحب الخير } قال : المال . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد { وإنه على ذلك لشهيد } قال : الله عز وجل . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { وإنه على ذلك لشهيد } قال : هذه من مقاديم الكلام يقول وإن الله على ذلك لشهيد ، وإن الإِنسان لحب الخير لشديد . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة { وإنه لحب الخير } قال : هو المال . وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب { وإنه على ذلك لشهيد } قال : الإِنسان شاهد على نفسه { أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور } قال : حين يبعثون { وحصل ما في الصدور } قال : أخرج ما في الصدور . وأخرج ابن عساكر من طريق البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة قال : " قال رجل يا رسول الله : ما العاديات ضبحاً ؟ فأعرض عنه ثم رجع إليه من الغد فقال : ما الموريات قدحاً ؟ فأعرض عنه ، ثم رجع إليه الثالثة فقال : ما المغيرات صبحاً ؟ فرفع العمامة والقلنسوة عن رأسه بمخصرته فوجده مقرعاً رأسه فقال : لو وجدتك حالقاً رأسك لوضعت الذي فيه عيناك ففزع الملأ من قوله ، فقالوا يا نبي الله ولم ؟ قال : إنه سيكون أناس من أمتي يضربون القرآن بعضه ببعض ليبطلوه ويتبعون ما تشابه ويزعمون أن لهم في أمر ربهم سبيلاً ، ولكل دين مجوس ، وهم مجوس أمتي وكلاب النار " فكأنه يقول : هم القدرية . قال الذهبي في الميزان : البختري ضعفه أبو حاتم وأعله غيره وقال أبو نعيم : روي عن أبيه موضوعات .