Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 104, Ayat: 1-9)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت { ويل لكل همزة } بمكة . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه قيل له : نزلت هذه الآية في أصحاب محمد { ويل لكل همزة لمزة } قال : ابن عمر : ما عنينا بها ولا عنينا بعشر القرآن . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن عثمان بن عمر قال : ما زلنا نسمع أن { ويل لكل همزة } قال : ليست بحاجبة لأحد نزلت في جميل بن عامر زعم الرقاشي . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { ويل لكل همزة } في الأخنس بن شريق . وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن راشد بن سعد المقدامي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما عرج بي مررت برجال تقطع جلودهم بمقاريض من نار ، فقلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يتزينون . قال : ثم مررت بجب منتن الريح فسمعت فيه أصواتاً شديدة ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : نساءكن يتزين بزينة ويعطين ما لا يحل لهن ، ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديهن ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الهمازون والهمازات ، ذلك بأن الله قال : { ويل لكل همزة لمزة } " . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : { ويل لكل همزة لمزة } قال : هو المشاء بالنميمة المفرق بين الجمع المغري بين الأخوان . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قي قوله : { ويل لكل همزة } قال : طعان { لمزة } قال : مغتاب . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في الآية قال : الهمزة الطعان في الناس ، واللمزة الذي يأكل لحوم الناس . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { ويل لكل همزة لمزة } قال : يأكل لحوم الناس ويطعن عليهم . وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { ويل لكل همزة لمزة } قال : تهمزه في وجهه وتلمزه من خلفه . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { ويل لكل همزة } قال : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينيه ، ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن جريج قال : الهمز بالعينين والشدق واليد واللمز باللسان . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { جمع مالاً وعدده } قال : أحصاه . وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { يحسب أن ماله أخلده } بكسر السين . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة { يحسب أن ماله أخلده } قال : يزيد في عمره . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { كلا لينبذن } قال : ليلقين . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسين بن واقد قال : الحطمة باب من أبواب جهنم . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله : { التي تطلع على الأفئدة } قال : تأكل كل شيء منه حتى تنتهي إلى فؤاده فإذا بلغت فؤاده ابتدىء خلقه . وأخرج ابن عساكر عن محمد بن المنكدر في قوله : { التي تطلع على الأفئدة } قال : تأكله النار حتى تبلغ فؤاده وهو حيّ . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { إنها عليهم مؤصدة } قال : مطبقة { في عمد ممددة } قال : عمد من نار . وأخرج عبد بن حميد عن عليّ بن أبي طالب أنه قرأ { في عمد } . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنه قرأ : " بعمد ممددة " قال : وهي الأدهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { في عمد } قال : الأبواب . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { في عمد ممددة } قال : أدخلهم في عمد فمدت عليهم في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية { في عمد } قال : عمد من حديد في النار . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { في عمد } قال : كنا نحدث أنها عمد يعذبون بها في النار . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح { في عمد ممددة } قال : القيود الطوال . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : من قرأها { في عمد } فهو عمد من نار ومن قرأها { في عمد } فهو حبل ممدود . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : في النار رجل في شعب من شعابها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان ، فيقول رب العزة لجبريل : أخرج عبدي من النار فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع ، فيقول يا رب { إنها عليهم مؤصدة } فيقول يا جبريل : فكها واخرج عبدي من النار فيفكها ويخرج مثل الفحم فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعراً ولحماً ودماً . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ، ولا تزرق أعينهم ، ولا يغلون بالأغلال ، ولا يقرنون مع الشياطين ، ولا يضربون بالمقامع ، ولا يطرحون في الأدراك . منهم من يمكث فيها ساعة ، ومنهم من يمكث يوماً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث شهراً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج ، وأطولهم مكثاً فيها مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت ، وذلك سبعة آلاف سنة ، ثم إن الله عز وجل إذا أراد أن يخرج الموحدين منها قذف في قلوب أهل الأديان ، فقالوا لهم : كنا نحن وأنتم جميعاً في الدنيا فآمنتم وكفرنا ، وصدقتم وكذبنا وأقررتم وجحدنا فما أغنى ذلك عنكم ، نحن وأنتم فيها جميعاً سواء تعذبون كما نعذب وتخلدون كما نخلد ، فيغضب الله عند ذلك غضباً لم يغضبه من شيء فيما مضى ، ولا يغضب من شيء فيما بقي ، فيخرج أهل التوحيد منها إلى عين الجنة والصراط يقال لها نهر الحياة ، فيرش عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ما يلي الظل منها أخضر وما يلي الشمس منها أصفر ، ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلاً واحداً فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ، ثم ينادي يا حنان يا منان ، فيبعث الله إليه ملكاً ليخرجه فيخوض في النار في طلبه سبعين عاماً لا يقدر عليه ، ثم يرجع فيقول : يا رب إنك أمرتني أن أخرج عبدك فلاناً من النار ، وإني طلبته في النار منذ سبعين سنة فلم أقدر عليه ، فيقول الله عز وجل : انطلق فهو في وادي كذا وكذا تحت صخرة فأخرجه . فيذهب فيخرجه منها فيدخله الجنة ، ثم إن الجهنميين يطلبون إلى الله أن يمحى ذلك الإِسم عنهم ، فيبعث الله إليهم ملكاً فيمحو عن جباههم ، ثم إنه يقال لأهل الجنة ومن دخلها من الجهنميين اطلعوا إلى أهل النار فيطلعون إليهم فيرى الرجل أباه ويرى أخاه ويرى جاره ويرى صديقه ويرى العبد مولاه ، ثم إن الله عز وجل يبعث إليهم ملائكة باطباق من نار ومسامير من نار وعمد من نار فيطبق عليهم بتلك الأطباق وتسمر بتلك المسامير وتمد بتلك العمد ، ولا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ولا يخرج منه غم ، وينساهم الجبار على عرشه ، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ، ولا يستغيثون بعدها أبداً ، وينقطع الكلام فيكون كلامهم زفيراً وشهيقاً ، فذلك قوله : { إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة } " يقول : مطبقة والله أعلم .