Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 111, Ayat: 1-5)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت { تبت يدا أبي لهب } بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله . وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : ما كان أبو لهب إلا من كفار قريش ، ما هو حتى خرج من الشعب حين تمالأت قريش حتى حصرونا في الشعب وظاهرهم ، فلما خرج أبو لهب من الشعب وظاهرهم ، فلما خرج أبو لهب من الشعب لقي هنداً بنت عتبة بن ربيعة حين فارق قومه ، فقال : يا ابنت عتبة هل نصرت اللات والعزى ؟ قالت : نعم فجزاك الله خيراً يا أبا عتبة . قال : إن محمداً يعدنا أشياء لا نراها كائنة ، يزعم أنها كائنة بعد الموت ، فما ذاك وصنع في يدي ، ثم نفخ في يديه ثم قال : تباً لكما ما أرى فيكما شيئاً مما يقول محمد ، فنزلت { تبت يدا أبي لهب } قال ابن عباس : فحصرنا في الشعب ثلاث سنين ، وقطعوا عنا الميرة حتى إن الرجل ليخرج منا بالنفقة فما يبايع حتى يرجع حتى هلك فينا من هلك . وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : " لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين } [ الشعراء : 214 ] خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف : يا صباحاه فاجتمعوا إليه فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقيَّ ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب : تبًّا لك إنما جمعتنا لهذا ؟ ثم قام فنزلت هذه السورة { تبت يدا أبي لهب وتب } " . وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر في قوله : { تبت يدا أبي لهب } قال : خسرت . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في { تبت يدا أبي لهب } قال : خسرت { وتب } قال : خسر . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { تبت يدا أبي لهب وتب } قال : خسرت يدا أبي لهب وخسر . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : إنما سمي أبا لهب من حسنه . وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وان ابنه من كسبه ، ثم قرأ { ما أغنى عنه ماله وما كسب } قالت : وما كسب ولده . وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال : كان يقال : ما أغنى عنه ماله وما كسب وولده كسبه ومجاهد وعائشة قالاه . وأخرج الطبراني عن قتادة قال : كانت رقيه بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبي لهب ، فلما أنزل الله { تبت يدا أبي لهب } سأل النبي صلى الله عليه وسلم طلاق رقية فطلقها فتزوّجها عثمان . وأخرج الطبراني عن قتادة قال : تزوّج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب ، وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب ، فلما أنزل الله { تبت يدا أبي لهب } قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة : رأسي من رأسكما حرام إن لم تطلقا بنتي محمد ، وقالت أمهما بنت حرب بن أميه ، وهي حمالة الحطب : طلقاهما فإنهما قد صبتا ، فطلقاهما . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أن امرأة أبي لهب كانت تلقي في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الشوك ، فنزلت { تبت يدا أبي لهب ، وامرأته حمالة الحطب } فلما نزلت بلغ امرأة أبي لهب أن النبي يهجوك ، قالت : علام يهجوني ؟ هل رأيتموني كما قال محمد أحمل حطباً في جيدي حبل من مسد ؟ فمكثت ثم أتته فقالت : إن ربك قلاك وودعك ، فأنزل الله { والضحى } [ الضحى : 1 ] إلى { وما قلى } [ الضحى : 3 ] . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تأتي بأغصان الشوك تطرحها بالليل في طريق رسول الله . وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تمشي بالنميمة { في جيدها حبل من مسد } من نار . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض { في جيدها حبل } قال : عنقها . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن { حمالة الحطب } قال : كانت تحمل النميمة فتأتي بها بطون قريش . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عروة بن الزبير { في جيدها حبل من مسد } قال : سلسلة من حديد من نار ذرعها سبعون ذراعاً . وأخرج ابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه { في جيدها حبل من مسد } قال : من الودع . وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ليعقره وأصحابه ، ويقال { حمالة الحطب } نقالة الحديث { حبل من مسد } قال : هي حبال تكون بمكة ، ويقال المسد العصا التي تكون في البكرة ، ويقال : المسد قلادة لها من ودع . وأخرج ابن عساكر بسند فيه الكديمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت ولي أربع عمومة ، فأما العباس فيكنى بأبي الفضل ، ولولده الفضل إلى يوم القيامة ، وأما حمزة فيكنى بأبي يعلى ، فأعلى الله قدره في الدنيا والآخرة ، وأما عبد العزى فيكنى بأبي لهب ، فأدخله الله النار وألهبها عليه ، وأما عبد مناف فيكنى بأبي طالب فله ولولده المطاولة والرفعة إلى يوم القيامة " . وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنه قال : مرت درة ابنة أبي لهب برجل فقال : هذه ابنة عدو الله أبي لهب ، فأقبلت عليه فقالت ذكر الله أبي لنسابته وشرفه وترك أباك لجهالته ، ثم ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فخطب الناس فقال : " لا يؤذين مسلم بكافر " . وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر وأبي هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهم قالوا : قدمت درة بنت أبي لهب مهاجرة فقال لها نسوة : أنت درة بنت أبي لهب الذي يقول الله { تبت يدا أبي لهب } فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب فقال : " يا أيها الناس مالي أوذى في أهلي فوالله إن شفاعتي لتنال بقرابتي حتى إن حكما وحاء وصدا وسلهبا تنالها يوم القيامة بقرابتي " .