Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 85-86)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تالله تفتأ تذكر يوسف } قال : لا تزال تذكر يوسف { حتى تكون حرضاً } قال : دنفاً من المرض { أو تكون من الهالكين } قال الميتين . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف } قال : لا تزال تذكر يوسف ، لا تفتر عن حبه { حتى تكون حرضاً } قال : هرماً { أو تكون من الهالكين } قال : أو تموت . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ , عن الضحاك - رضي الله عنه - { حتى تكون حرضاً } قال : الحرض , الشيء البالي { أو تكون من الهالكين } قال الميتين . وأخرج ابن الأنباري والطستي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { تفتأ تذكر يوسف } قال : لا تزال تذكر يوسف . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول : @ لعمرك لا تفتأ تذكر خالدا وقد غاله ما غال تبع من قبل @@ قال : أخبرني عن قوله { حتى تكون حرضاً } قال : الحرض ، المدنف الهالك من شدة الوجع . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر وهو يقول : @ أمن ذكر ليلى أن نأت قرية بها كأنك حم للأطباء محرض @@ وأخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف الأيامي قال : ثلاثة لا تذكرهن واجتنب ذكرهن : لا تَشْكُ مرضك ، ولا تَشْكُ مصيبتك ، ولا تُزَكِّ نفسكَ . قال : وأنبئت أن يعقوب عليه السلام دخل عليه جار له فقال : يا يعقوب ، ما لي أراك قد انهشمت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك ؟ قال : هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف ، وذكره . فأوحى الله إليه " يا يعقوب ، اتشكوني إلى خلقي ؟ فقال : يا رب ، خطيئة أخطأتها فاغفرها لي . قال : فإني قد غفرت لك " . فكان بعد ذلك إذا سئل قال { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير ، عن مسلم بن يسار - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال " من بث لم يصبر " ثم قرأ { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } . وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كنوز البر ، إخفاء الصدقة ، وكتمان المصائب والأمراض ، ومن بث لم يصبر " . وأخرج البيهقي من وجه آخر ، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب - رضي الله عنه - قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث من كنوز البر : كتمان الصدقة ، وكتمان المصيبة ، وكتمان المرض " . وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه ، عن أنس - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح حزيناً على الدنيا ، أصبح ساخطاً على ربه . ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به ، فإنما يشكو الله . ومن تضعضع لغني لينال من دنياه ، أحبط الله ثلثي عمله . ومن أعطي القرآن فدخل النار ، فأبعده الله " . وأخرج البيهقي وضعفه ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً مثله . وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي , عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ثلاث من ملاك أمرك : أن لا تشكو مصيبتك ، وأن لا تحدث بوجعك ، وإن لا تزكي نفسك ، بلسانك . وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي ، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية : من شكا مصيبته فإنما يشكو ربه ، ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه ، ومن حزن على ما في يد غيره فقد سخط قضاء ربه ، ومن قرأ كتاب الله فظن أن لا يغفر له ، فهو من المستهزئين بآيات الله . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : من ابتلى ببلاء فكتمه ثلاثاً ، لا يشكو إلى أحد ، أتاه الله برحمته . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن حبيب بن أبي ثابت : أن يعقوب عليه السلام ، كان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، فكان يرفعهما بخرقة . فقيل له : ما بلغ بك هذا ؟ قال طول الزمان ، وكثرة الأحزان . فأوحى الله إليه " يا يعقوب ، أتشكوني ؟ قال : يا رب ، خطيئة أخطأتها ، فاغفر لي " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن نصر بن عربي قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام ، لما طال حزنه على يوسف ، ذهبت عيناه من الحزن . فجعل العوّاد يدخلون عليه فيقولون : السلام عليك يا نبي الله ، كيف تجدك ؟ فيقول : شيخ كبير قد ذهب بصري . فاوحى الله إليه " يا يعقوب ، شكوتني إلى عوادك ؟ قال : أي رب ، هذا ذنب عملته لا أعود إليه " فلم يزل بعد يقول { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إنما أشكو بثي } . قال : همي . وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { أشكو بثي } قال : حاجتي . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وأعلم من الله ما لا تعلمون } يقول : أعلم أن رؤيا يوسف عليه السلام صادقة ، وإني سأسجد له . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال : سمعت نشيج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإني لفي آخر الصفوف في صلاة الصبح ، وهو يقرأ { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } . وأخرج عبد الرزاق والبيهقي ، عن علقمة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : صليت خلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - العشاء ، فقرأ سورة يوسف عليه السلام ، فلما أتى على ذكر يوسف عليه السلام ، نشج حتى سمعت نشيجه وأنا في مؤخر الصفوف . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لنا أن يعقوب عليه السلام ، لم تنزل به شدة بلاء قط إلا أتاه حسن ظنه بالله من وراء بلائه . وأخرج ابن المنذر عن عبد الرزاق - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن يعقوب عليه السلام قال : " يا رب ، أذهبت ولدي ، وأذهبت بصري ! … قال : بلى ، وعزتي وجلالي وإني لأرحمك ، ولأردنَّ عليك بصرك وولدك . وإنما ابتليتك بهذه البلية ، لأنك ذبحت جملاً فشويته ، فوجد جارك ريحه فلم تنله " . وأخرج إسحق بن راهويه في تفسيره ، وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة ، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخ ، فقال له ذات يوم : يا يعقوب ، ما الذي أذهب بصرك ؟ وما الذي قوس ظهرك ؟ قال : أما الذي أذهب بصري ، فالبكاء على يوسف . وأما الذي قوس ظهري ، فالحزن على بنيامين . فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب ، إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : ما تستحي تشكوني إلى غيري ؟ فقال يعقوب عليه السلام { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } فقال جبريل عليه السلام : الله أعلم بما تشكو يا يعقوب . ثم قال يعقوب : أما ترحم الشيخ الكبير ؟ أذهبت بصري وقوست ظهري ، فاردد علي ريحانتي أشمه شمة قبل الموت ، ثم اصنع بي ما أردت . فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب ، إن الله يقرئك السلام ويقول لك : أبشر وليفرح قلبك ، فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك . فاصنع طعاماً للمساكين ، فإن أحب عبادي إلي : الأنبياء والمساكين . وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك ، وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا ؟ إنكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئاً . فكان يعقوب عليه السلام إذا أراد الغداء أمر منادياً ينادي ، ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب ، وإذا كان صائماً ، أمر منادياً ألا من كان صائماً ، من المساكين فليفطر مع يعقوب " .