Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 11-11)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير ، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل ، من طريق عطاء بن يسار - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - " أن أربد بن قيس وعامر بن الطفيل ، قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانتهيا إليه وهو جالس ، فجلسا بين يديه فقال عامر : ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم . قال : أتجعل لي إن أسلمت ، الأمر من بعدك ؟ قال : ليس لك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل . قال : فاجعل لي الوبر ولك المدر . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا . فلما قفى من عنده قال لأمَلأَنَّها عليك خيلاً ورجالاً . قال النبي صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله " فلما خرج أربد وعامر ، قال عامر : يا أربد ، إني سألهي محمداً عنك بالحديث ، فاضربه بالسيف ، فإن الناس إذا قتلت محمداً لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية . فقال أربد : أفعل . فأقبلا راجعين فقال عامر : يا محمد ، قم معي أكلمك . فقام معه فخليا إلى الجدار ، ووقف معه عامر يكلمه وسل أربد السيف ، فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف ، فلا يستطيع سل سيفه . وأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما . وقال عامر لأربد : ما لك حشمت ؟ قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست ، فلما خرج عامر واربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كانا بحرة واقم ، نزلا . فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال : اشخصا يا عدوَّي الله ، لعنكما الله ، ووقع بهما . فقال عامر : من هذا يا سعد ؟ فقال سعد : هذا أسيد بن حضير الكتائب ، قال : اما والله ان كان حضير صديقاً لي ، حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فأدركه الموت فيها : فأنزل الله { الله يعلم ما تحمل كل أنثى … } إلى قوله { … له معقبات من بين يديه } قال : المعقبات من أمر الله ، يحفظون محمداً صلى الله عليه وسلم . ثم ذكر أربد وما قتله ، فقال { هو الذي يريكم البرق … } إلى قوله { … وهو شديد المحال } . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردوية , عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه } قال : هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : عن أمر الله ، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : ذلك الحفظ من أمر الله بأمر الله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة { يحفظونه من أمر الله } قال : باذن الله . وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة . وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات … } الآية قال : الملائكة من أمر الله . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة { يحفظونه من أمر الله } قال : حفظهم إياه بأمر الله . وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : بأمر الله . قال : وفي بعض القراءة [ يحفظونه بأمر الله ] . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } الآية . يعني ولي السلطان ، يكون عليه الحراس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، يقول الله " يحفظونه من أمري ؟ ! … فإني إذا أردت بقوم سوءاً فلا مرد له " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } الآية . قال : الملوك يتخذون الحرس يحفظونه من أمامه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله يحفظونه من القتل . ألم تسمع أن الله تعالى يقول { وإذا أراد الله بقوم سوءاً } لم يغن الحرس عنه شيئاً . وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : هؤلاء الأمراء . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } قال : هم الملائكة ، تعقب بالليل والنهار وتكتب على بني آدم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الحفظة . وأخرج ابن المنذر من وجه آخر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة تعقب الليل والنهار ، تكتب على ابن آدم . وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجتمعون فيكم عند صلاة الصبح وصلاة العصر من بين يديه " مثله قوله { عن اليمين وعن الشمال } [ ق : 17 ] الحسنات من بين يديه ، والسيئات من خلفه . الذي على يمينه يكتب الحسنات ، والذي على يساره لا يكتب إلا بشهادة الذي على يمينه ، فإذا مشى كان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه { يحفظونه من أمر الله } قال : يحفظون عليه . وأخرج أبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - { له معقبات } قال : هم الكرام الكاتبون ، حفظة من الله على ابن آدم أمروا به . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : من الجن وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } قال : ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدره خلوا عنه . وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : ما من عبد إلا به ملك موكل , يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام . فما منها شيء يأتيه يريده , إلا قال وراءك . إلا شيئاً يأذن الله فيه فيصيبه . وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار - رضي الله عنه - قال : لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن ، لرأى على كل شيء من ذلك شياطين ، لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم ، إذاً لَتَخَطَّفَتْكُم . وأخرج ابن جرير ، عن أبي مجلز - رضي الله عنه - قال : جاء رجل من مراد إلى علي رضي الله عنه - وهو يصلي فقال : احترس ؛ فإن ناساً من مراد يريدون قتلك . فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر ! فإذا جاء القدر ، خليا بينه وبينه ، وأن الأجل جنة حصينة . وأخرج ابن جرير عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : ما من آدمي إلا ومعه ملك يذود عنه ، حتى يسلمه للذي قدر له . وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - في الآية قال : ليس من عبد إلا له معقبات من الملائكة ، ملكان يكونان معه في النهار ، فإذا جاء الليل صعدا وأعقبهما ملكان ، فكانا معه ليله حتى يصبح يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، ولا يصيبه شيء لم يكتب عليه ، إذا غشي من ذلك شيء دفعاه عنه . ألم تره يمر بالحائط فإذا جاز سقط ؟ فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين ما كتب له . وهم { من أمر الله } أمرهم أن يحفظوه . وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - قال : في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه [ له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه يحفظونه من أمر الله ] . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ [ له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه من أمر الله يحفظونه ] . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الجارود بن أبي سبرة - رضي الله عنه - قال : سمعني ابن عباس - رضي الله عنهما - اقرأ { له معقبات من بين يديه ومن خلفه } فقال : ليست هناك ، ولكن [ له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه ] . وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن علي - رضي الله عنه - { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } قال : ليس من عبد إلا ومعه ملائكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط ، أو يتردى في بئر ، أو يأكله سبع ، أو غرق أو حرق ، فإذا جاء القدر ، خلوا بينه وبين القدر . وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان ، والطبراني والصابوني في المائتين ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكل بالمؤمن ثلثمائة وستون ملكاً ، يدفعون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك " للبصر سبعة أملاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل من الذباب في اليوم الصائف ، وما لو بدا لكم لرأيتموه على كل سهل وجبل ، كلهم باسط يديه فاغر فاه ، وما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين ، لاختطفته الشياطين . وأخرج أبو داود في القدر ، وابن أبي الدنيا وابن عساكر ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لكل عبد حفظة يحفظونه ، لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة ، حتى إذا جاء القدر الذي قدّر له ، خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه . وفي لفظ لأبي داود : وليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك ، فلا تريده دابة ولا شيء إلا قال اتقه اتقه ، فإذا جاء القدر خلى عنه . وأخرج ابن جرير عن كنانة العدوي - رضي الله عنه - قال : " دخل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله ، أخبرني عن العبد ، كم معه من ملك ؟ فقال : ملك عن يمينك على حسناتك ، وهو أمين على الذي على الشمال ، إذا عملت حسنة كتبت عشراً ، فإذا عملت سيئة ، قال الذي على الشمال للذي على اليمين : اكتب ؟ قال : لا ، لعله يستغفر الله ويتوب ، فإذا قال ثلاثاً قال : نعم اكتبه ، أراحنا الله منه فبئس القرين ، ما أقل مراقبته لله وأقل استحياءه منه ؟ ! يقول الله { وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } [ ق : 18 ] وملكان من بين يديك ومن خلفك ، يقول الله { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } وملك قابض على ناصيتك ، فإذا تواضعت لله رفعك ، وإذا تجبرت على الله قصمك ، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك ، وملكان على يمينك ، فهؤلاء عشرة أملاك على كل بني آدم ، ينزل ملائكة الليل على ملائكة النهار ، لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار ، فهؤلاء عشرون ملكاً على كل آدمي ، وإبليس بالنهار وولده بالليل " . وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصي ، فيرفع الله عنهم النعم . وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش ، وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن علي - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله " وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية ، كانوا على ما كرهته من معصيتي ، ثم تحوّلوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي ، إلا تحوّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي ؛ وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ، ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي ، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي " . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : " أتى عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عامر : " ما تجعل لي إن اتبعتك ؟ قال : أنت فارس ، أعطيك أعنة الخيل . قال : فقط ؟ قال : فما تبغي ؟ قال : لي الشرق ولك الغرب ، ولي الوبر ولك المدر . قال : لا . قال : لأملأنها إذاً عليك خيلاً ورجالاً . قال : يمنعك الله ذلك " وأتيا قبيلة تدعى الأوس والخزرج ، فخرجا ، فقال عامر لأربد : إن كان الرجل لنا يمكنا لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان ، ولرضوا بأن نعقله لهم ، وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمراً قد وقع ، فقال الآخر : إن شئت . فتشاورا وقال : أرجع ، أنا أشغله عنك بالمجادلة ، وكن وراءه فاضربه بالسيف ضربة واحدة ، فكانا كذلك ، واحد وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر قال : أقصص عليّ قصصك . قال : ما تقول ؟ قال : قرأتك ، فجعل يجادله ويستبطئه ، حتى قال له ما لك ، أحشمت ؟ قال : وضعت يدي على قائم السيف فيبست ، فما قدرت على أن أحلي ولا أمري ، فجعل يحركها ولا تتحرك ، فخرجا ، فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن خضير ، فخرجا إليه على كل واحد منهما لأمته ورمحه بيده ، وهو متقلد سيفه ، فقال أسيد لعامر بن الطفيل : يا أعور الخبيث ، أنت الذي تشترط على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! لولا أنك في أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما رمت المنزل حتى ضربت عنقك . فقال : من هذا ؟ قالوا : أسيد ابن حضير . قال : لو كان أبوه حياً لم يفعل بي هذا ، ثم قال عامر لأربد : أخرج أنت يا أربد إلى ناحية عذبة ، وأخرج أنا إلى محمد فأجمع الرجال فنلتقي عليه ، فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم ، بعث الله سحابة من الصيف فيها صاعقة فأحرقته ، وخرج عامر حتى إذا كان بوادي الحريد ، أرسل الله عليه الطاعون ، فجعل يصيح : يا آل عامر ، اغدة كغدة البعير تقتلني ، وموت أيضاً في بيت سلولية ، وهي امرأة من قيس ، فذلك قول الله { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به … } إلى قوله { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } هذا مقدم ومؤخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك المعقبات من أمر الله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم … } حتى بلغ { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } وقال لبيد في أخيه أربد وهو يبكيه : @ أخشى علـى أربـد الحتـوف ولا أرهب نوء السماء والأسد فجعتني الرعد والصواعق بالفا رس يوم الكريهـة النجـد @@ وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } قال : إنما يجيء التغيير من الناس ، والتيسير من الله ، فلا تغيروا ما بكم من نعم الله . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، أن قل لقومك أنه ليس من أهل قرية ولا من أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحوّلون إلى معصية الله ، إلا تحوّل الله مما يحبون إلى ما يكرهون ، ثم قال : إن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } . وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي هلال - رضي الله عنه - قال : بلغني أن نبياً من الأنبياء عليهم السلام ، لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم : اجتمعوا إلي لأبلغكم رسالة ربي ، فاجتمعوا إليه وفي يده فخارة فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول لكم إنكم قد عملتم ذنوباً قد بلغت السماء ، وإنكم لا تتوبون منها وتنزعون عنها إلا إن كسرتم كما تكسر هذه . فألقاها فانكسرت وتفرقت ، ثم قال : وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ، ثم أبعث عليكم من لا حظ له فينتقم لي منكم ، ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد . وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إن الحجاج عقوبة ، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة . وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : كلما أحدثتم ذنباً ، أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة . وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : قرأت في بعض الكتب : " إني أنا الله مالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فلا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ، وادعوني أعطفهم عليكم " . وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - { وما لهم من دونه من وال } قال : هو الذي تولاهم فينصرهم ويلجئهم إليه .