Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 17-18)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { أنزل من السماء ماء … } الآية قال : هذا مثل ضربه الله تعالى احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها ، فأما الشك ، فما ينفع معه العمل . وأما اليقين ، فينفع الله به أهله . وهو قوله { فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } وهو اليقين ، كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه به ويترك خبيثه في النار ، كذلك يقبل الله تعالى اليقين ويترك الشك . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { فسالت أودية بقدرها } قال : الصغير ، قدر صغيره . والكبير ، قدر كبيره . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : هذا مثل ضربه الله تعالى بين الحق والباطل ، يقول : احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة ، ومما توقدون عليه في النار فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع النحاس والحديد ، وللنحاس والحديد خبث ، فجعل الله تعالى مثل خبثه كمثل زبد الماء ، فأما ما ينفع الناس ، فالذهب والفضة . وأما ما ينفع الأرض ، فما شربت من الماء فأنبتت . فجعل ذلك مثل العمل الصالح الذي يبقى لأهله . والعمل السيء يضمحل من محله ، فما يذهب هذا الزبد ، فذلك الهدى والحق جاء من عند الله تعالى ، فمن عمل بالحق كان له . وما بقي كما يبقى ، ما ينفع الناس في الأرض . وكذلك الحديد ، لا يستطيع أن يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل النار ، فتأكل خبثه فيخرج جيده فينتفع به ، كذلك يضمحل الباطل ، وإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الأعمال ، فيرفع الباطل ويهلك ، وينتفع أهل الحق بالحق . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق السدي ، عن أبي مالك وعن أبي صالح من طريق مرة ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله { فسالت أودية بقدرها … } الآية . قال : فمر السيل على رأسه من التراب والغثاء حتى استقر في القرار وعليه الزبد ، فضربته الريح فذهب الزبد جفاء إلى جوانبه فيبس فلم ينفع أحداً ، وبقي الماء الذي ينتفع به الناس ، فشربوا منه وسقوا أنعامهم . فكما ذهب الزبد فلم ينفع ، فكذلك الباطل يضمحل يوم القيامة فلا ينفع أهله ، وكما نفع الماء فكذلك ينفع الحق أهله . هذا مثل ضربه الله . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله { أنزل من السماء ماء } قال : هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر { فسالت أودية بقدرها } حتى جرى الوادي وامتلأ بقدر ما يحمل { فاحتمل السيل زبداً رابياً } قال : زبد الماء . { ومما يوقدون عليه في النار } قال : زبد ما توقدون عليه من ذلك حلية ، وما سقط فهو مثل زبد الماء ، وهو مثل ضرب للحق والباطل . فأما خبث الحديد والذهب وزبد الماء فهو الباطل ، وما تصنعوا من الحلية والماء والحديد فمثل الحق . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن عطاء - رضي الله عنه - قال : ضرب الله تعالى مثل الحق والباطل . فضرب مثل الحق ، السيل الذي يمكث في الأرض فينتفع الناس به . ومثل الباطل ، مثل الزبد الذي لا ينفع الناس . ومثل الحق ، مثل الحلي الذي يجعل في النار ، فما خلص منه انتفع به أهله . وما خبث منه ، فهو مثل الباطل علم أن لا ينفع الزبد ، وخبث الحلي أهله ، فكذلك الباطل لا ينفع أهله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } قال : الصغير بصغيره ، والكبير بكبره ، { فاحتمل السيل زبداً رابياً } قال : عالياً { ومما يوقدون … } إلى قوله { فيذهب جفاء } والجفاء ، ما يتعلق بالشجر { وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } هذه ثلاثة أمثال ضربها الله تعالى في مثل واحد ، يقول : كما اضمحل هذا الزبد فصار جفاء لا ينتفع به ولا يرجى بركته ، كذلك يضمحل الباطل عن أهله . وكما مكث هذا الماء في الأرض فأمرعت وربت بركته وأخرجت نباتها ، كذلك يبقى الحق لأهله . وقوله { ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية } كما يبقى خالص هذا الذهب والفضة حين أدخل النار ، كذلك فيذهب خبثه ، كذلك يبقى الحق لأهله . وكما اضمحل خبث هذا الذهب والفضة حين أدخل في النار ، كذلك يضمحل الباطل عن أهله . وقوله { أو متاع زبد مثله } يقول هذا الحديد وهذا الصفر حين دخل النار وذهبت بخبثه ، كذلك يبقى الحق لأهله كما بقي خالصهما . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { فسالت أودية بقدرها } قال : الكبير بقدره والصغير بقدره { زبداً رابياً } قال : ربا فوق الماء الزبد { ومما يوقدون عليه في النار } قال : هو الذهب ، إذا ادخل النار بقي صفوه وذهب ما كان فيه من كدر . وهذا مثل ضربه الله للحق والباطل { فأما الزبد فيذهب جفاء } يتعلق بالشجر ولا يكون شيئاً ، هذا مثل الباطل { وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } هذا يخرج النبات ، وهذا مثل الحق { أو متاع زبد مثله … } قال : المتاع الصفر والحديد . وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } قال : بملئها ما أطاقت { فاحتمل السيل زبداً رابياً } قال : انقضى الكلام ، ثم استقبل فقال { ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله } قال : المتاع الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه { زبد مثله } قال : خبث ذلك الحديد ، والحلية مثل زبد السيل { وأما ما ينفع الناس } من الماء { فيمكث في الأرض } وأما الزبد { فيذهب جفاء } قال : جموداً في الأرض ، قال : فكذلك مثل الحق والباطل . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { أنزل من السماء ماء } الآية . قال : ابتغاء حلية الذهب والفضة ، أو متاع الصفر والحديد . قال : كما أوقد على الذهب والفضة والصفر والحديد خلص خالصه ، كذلك بقي الحق لأهله فانتفعوا به . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عيينة - رضي الله عنه - في قوله { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } قال : أنزل من السماء قرآناً فاحتمله عقول الرجال . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { للذين استجابوا لربهم الحسنى } قال : الحياة والرزق . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { للذين استجابوا لربهم الحسنى } قال : هي الجنة . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن فرقد السبخي - رضي الله عنه - قال : قال لي شهر بن حوشب - رضي الله عنه - { سوء الحساب } أن لا يتجاوز له عن شيء . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو الشيخ ، عن فرقد السبخي - رضي الله عنه - قال : قال لي إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - : يا فرقد ، أتدري ما سوء الحساب ؟ قلت : لا . قال : هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء . وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : { سوء الحساب } أن يؤخذ العبد بذنوبه كلها ولا يغفر له منها ذنب . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن أبي الجوزاء - رضي الله عنه - في الآية قال { سوء الحساب } المناقشة في الأعمال .