Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 31-34)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن كان كما تقول ، فأرِنا أشياخنا الذين من الموتى نكلمهم ، وافسح لنا هذه الجبال - جبال مكة - التي قد ضمتنا . فنزلت { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى } . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن عطية العوفي - رضي الله عنه - قال : قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم " لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها ، أو قطعتْ لنا الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى لقومه . فأنزل الله تعالى { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال … } الآية ، إلى قوله { أفلم ييأس الذين آمنوا } قال : أفلم يتبين الذين آمنوا ؟ " قالوا : هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناها ، وأحييت من مات منا واقطع به الأرض ، أو كلم به الموتى … فأنزل الله تعالى { ولو أن قرآناً } . وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل ، وابن مردويه عن الزبير بن العوّام - رضي الله عنه - قال : لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ الشعراء : 214 ] صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس : " يا آل عبد مناف ، إني نذير فجاءته قريش ، فحذرهم وأنذرهم . فقالوا : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وأن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال ، وإن موسى عليه السلام سخر له البحر ، وإن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى ، فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ، ويفجر لنا الأرض أنهاراً فنتخذها محارث ، فنزرع ونأكل وإلا ، فادع الله أن يحيي لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا وإلا ، فادع الله أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم أنك كهيئتهم . فبينا نحن حوله ، إذ نزل عليه الوحي ، فلما سرى عنه الوحي قال : والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ، ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم ، فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم ، وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين " فنزلت { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أَن كذب بها الأولون } [ الإِسراء : 59 ] حتى قرأ ثلاث آيات . ونزلت { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال … } الآية . وأخرج أبو الشيخ عن قتادة أن هذه الآية { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى } مكية . وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } الآية . قال : قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم : سيّر جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة ، أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها ، أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قالوا سير بالقرآن الجبال ، قطع بالقرآن الأرض ، أخرج به موتانا . وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - قال : قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم : " سيّر لنا الجبال كما سخرت لداود ، وقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغدُ بها شهراً ، ورح بها شهراً ، أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم . يقول : لم أنزل بهذا كتاباً ، ولكن كان شيئاً أُعطيته أنبيائي ورسلي " . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الشعبي - رضي الله عنه - قال : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت نبياً كما تزعم ، فباعد عن مكة اخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام ، أو خمسة أيام ، فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى ، وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا إنك نبي ، أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة ، حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت إنك فعلته . فأنزل الله تعالى { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } الآية . وأخرج إسحق وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { بل لله الأمر جميعاً } لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ، ولم يكن ليفعل . وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ { أفلم ييأس الذين آمنوا } . وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ] فقيل له : إنها في المصحف { أفلم ييأس } فقال : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس . وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ [ أفلم يتبين الذين آمنوا ] . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { أفلم ييأس } يقول : يعلم . وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { أفلم ييأس الذين آمنوا } قال : أفلم يعلم ، بلغة بني مالك . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت مالك بن عوف يقول : @ لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا @@ وأخرج ابن الأنباري ، عن أبي صالح - رضي الله عنه - قال : في قوله { أفلم ييأس الذين آمنوا } قال : أفلم يعلم ، بلغة هوازن ، وأنشد قول مالك بن عوف النضري : @ أقول لهم بالشعب إذ ييئسونني ألم تعلموا أني ابن فارس زهدم ؟ ! … @@ وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { أفلم ييأس الذين آمنوا } قال : أفلم يعلم الذين آمنوا ؟ . وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - { أفلم ييأس الذين آمنوا } قال : أفلم يعرف الذين آمنوا . وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - { أفلم ييأس } أفلم يعلم . ومن الناس من يقرؤها " أفلم يتبين " وإنما هو كالاستنقاء ، أفلم يعقلوا ليعلموا أن الله يفعل ذلك ؟ لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون أن الله تعالى لو شاء فعل ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن أبي العالية - رضي الله عنه - { أفلم ييأس الذين آمنوا } قال : يئس الذين آمنوا أن يهدوا ، ولو شاء الله { لهدى الناس جميعاً } . وأخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه من طريق عكرمة - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تصيبهم بما صنعوا قارعة } قال : السرايا . وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة } قال : سرية { أو تحل قريباً من دارهم } قال : أنت يا محمد { حتى يأتي وعد الله } قال فتح مكة . وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد - رضي الله عنه - في قوله { تصيبهم بما صنعوا قارعة } قال : سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم { أو تحل } يا محمد { قريباً من دارهم } . وأخرج ابن شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : { القارعة } السرايا { أو تحل قريباً من دارهم } قال : الحديبية { حتى يأتي وعد الله } قال : فتح مكة . وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { ولا يزال الذين كفروا … } الآية . قال : نزلت بالمدينة في سرايا النبي صلى الله عليه وسلم . { أو تحل } أنت يا محمد { قريباً من دارهم } . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تصيبهم بما صنعوا قارعة } قال : نكبة . وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تصيبهم بما صنعوا قارعة } قال : عذاب من السماء { أو تحل قريباً من دارهم } يعني ، نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم . وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { أو تحل قريباً من دارهم } قال : أو تحل القارعة قريباً من دارهم { حتى يأتي وعد الله } قال : يوم القيامة . أما قوله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك } . وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " كان رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم يحاكيه ويلمطه ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " كذلك فكن " . فرجع إلى أهله فلبث به مغشياً شهراً ، ثم أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول الله صلى الله عليه وسلم " . وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } قال : يعني بذلك نفسه . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } قال : الله تعالى ، قائم بالقسط والعدل . وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } قال : ذلكم ربكم تبارك وتعالى , قائم على بني آدم بأرزاقهم وآجالهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } قال : الله عز وجل ، القائم على كل نفس { بما كسبت } على رزقها وعلى علمها . وفي لفظ : قائم على كل بر وفاجر ، يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك { وجعلوا لله شركاء } يقول : آلهة معه { قل سموهم } ولو سموا آلهة لكذبوا وقالوا في ذلك غير الحق ؛ لأن الله تعالى واحد لا شريك له { أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض } يقول : لا يعلم الله تعالى في الأرض إلهاً غيره { أم بظاهر من القول } يقول : أم بباطل من القول وكذب . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } يعني بذلك نفسه ، يقول { قائم على كل نفس } على كل بر وفاجر { بما كسبت } وعلى رزقهم ، وعلى طعامهم ، فأنا على ذلك وهم عبيدي ، ثم جعلوا لي شركاء { قل سموهم } ولو سموهم كذبوا في ذلك لا يعلم الله تعالى من إله غير الله ، فذلك قوله { أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض } . وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة الجرشي - رضي الله عنه - أنه قام في الناس يوماً ، فقال : اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور … ما بال أحدكم ينزع عن الخطيئة للنبطي يمر به ، والأمة من إمائه ، والله تعالى يقول { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } ويحكم فأجلوا مقام الله سبحانه وتعالى : ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قرداً أو خنزيراً بمعصيته إياه ، فإذا هو خزي في الدنيا وعقوبة في الآخرة . فقال رجل من القوم : والله الذي لا إله إلا هو ، ليكونن ذاك يا ربيعة ، فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحمن بن غنم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { أم بظاهر من القول } قال : بظن { بل زين للذين كفروا مكرهم } قال : قولهم . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { أم بظاهر من القول } قال : الظاهر من القول ، هو الباطل .