Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 13-16)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم ، فأبى الله لرسله والمؤمنين أن يعودوا في ملة الكفر ، وأمرهم أن يتوكلوا على الله وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة ، ووعدهم أن يسكنهم الأرض من بعدهم ، فأنجز الله لهم وعدهم واستَفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتحوا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ولنسكننكم الأرض من بعدهم } قال : وعدهم النصر في الدنيا ، والجنة في الآخرة . فبين الله تعالى من يسكنها من عباده ، فقال { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن : 46 ] وإن لله مقاماً هو قائمه ، وإن أهل الإِيمان خافوا ذلك المقام فنصبوا ، ودأبوا الليل والنهار . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم { قوا أنفسكم وأهليكم ناراً } [ التحريم : 6 ] تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة ، فخر فتى مغشياً عليه ، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده ، فإذا هو يتحرك ، فقال : " يا فتى . قل لا إله إلا الله . فقالها . فبشره بالجنة . فقال أصحابه : يا رسول الله ، أمن بيننا ؟ قال : أما سمعتم قوله تعالى { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا ، عن عبد العزيز بن أبي رواد - رضي الله عنه - قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } [ التحريم : 6 ] ولفظ الحكيم ، " لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، تلاها على أصحابه وفيهم شيخ . ولفظ الحكيم ، فتى . فقال : يا رسول الله ، حجارة جهنم كحجارة الدنيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا . فوقع مغشياً عليه ، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حي ، فناداه فقال : قل لا إله إلا الله . فقالها ، فبشره بالجنة : فقال أصحابه : يا رسول الله ، أمن بيننا ؟ فقال : نعم ، يقول الله عز وجل { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن : 46 ] { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } " . وأخرج الحاكم من طريق حماد بن أبي حميد ، عن مكحول عن عياض بن سليمان - رضي الله عنه - وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى ، قوم يضحكون جهراً في سعة رحمة ربهم ، ويبكون سراً من خوف عذاب ربهم ، يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ، ويدعونه بألسنتهم رغباً ورهباً ، ويسألونه بأيديهم خفضاً ورفعاً ، ويقبلون بقلوبهم عوداً وبدءاً ، فمؤنتهم على الناس خفيفة ، وعلى أنفسهم ثقيلة . يدبّون في الليل حفاة على أقدامهم كدبيب النمل ، بلا مرح ولا بذخ ، يقرؤون القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان ، عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة ، يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد ، أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ، ليس لهم هم إلا أمامهم . أعدوا الجواز لقبورهم والجواز لسبلهم ، والاستعداد لمقامهم ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } " قال الذهبي - رضي الله عنه - هذا حديث عجب منكر ، وأحسبه أدخل علي بن السماك - رضي الله عنه - يعني شيخ الحاكم الذي حدثه به . قال : ولا وجه لذكره في هذا الكتاب - يعني المستدرك - قال : وحماد ضعيف . ولكن ، لا يحتمل مثل هذا ، ومكحول مدلس وعياض لا يدري من هو . انتهى . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ؛ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { واستفتحوا } قال للرسل كلها . يقول : استنصروا . وفي قوله { وخاب كل جبار عنيد } قال : معاند للحق ، مجانب له . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { واستفتحوا } قال : استنصرت الرسل على قومها { وخاب كل جبار عنيد } يقول : بعيد عن الحق ، معرض عنه ، أبى أن يقول لا إله إلا الله . وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله { عنيد } قال : هو الناكب عن الحق . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب - رضي الله عنه - قال : يجمع الله الخلق في صعيد واحد يوم القيامة : الجن والإِنس والدواب والهوام ، فيخرج عنق من النار فيقول : وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد ، الذي جعل مع الله إلهاً آخر . قال : فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوي عليهم ، ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار ، يقال لها : كيت وكيت ، فيثوون فيها ثلثمائة عام قبل القضاء . وأخرج الترمذي وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج عنق من النار يوم القيامة ، له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق ، فيقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلهاً آخر ، وبالمصوّرين " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج عنق من النار يوم القيامة ، فيتكلم بلسان طلق ذلق ، له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به ، فيقول : إني أمرت بكل جبار عنيد ، ومن دعا مع الله إلهاً آخر ، ومن قتل نفساً بغير نفس ، فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في جهنم وادياً يقال له : هبهب ، حق على الله أن يسكنه كل جبار " . وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { كل جبار عنيد } قال : الجبار ، العيار ، والعنيد الذي يعند عن حق الله تعالى . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول : @ مصر على الحنث لا تخفى شواكله يا ويح كل مصر القلب جبار @@ وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن أبي الدنيا في صفة النار ، وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { ويسقى من ماء صديد يتجرعه } قال : " يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره " يقول الله تعالى { وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم } [ محمد : 15 ] وقال { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه } [ الكهف : 29 ] . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { من ماء صديد } قال : ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { ويسقى من ماء صديد } قال : القيح والدم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور ، عن مجاهد في قوله { من ماء صديد } قال : دم وقيح . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ويسقى من ماء صديد } قال : ماء يسيل من بين لحمه وجلده . وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لو أن دلواً من صديد جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه ، لأفسد عليهم الدنيا .