Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 126-128)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الترمذي وحسنه وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلاً ، ومن المهاجرين ستة ، منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لَنُربِيَنَّ عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نصبر ولا نعاقب … كفوا عن القوم إلا أربعة " . وأخرج ابن سعد والبزار وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل ، عن أبي هريرة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد ، فنظر إلى منظر لم يَرَ شيئاً قط كان أوجع لقلبه منه ، ونظر إليه قد مثل به فقال : رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات ، ولولا حزن من بعدك عليك لسّرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى ، أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك . فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم … } الآية . فكفّر النبي عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر " . وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلاً منهم . فأنزل الله { وإن عاقبتم … } الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر يا رب " فصبر ونهى عن المثلة . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير ، عن الشعبي قال : " لما كان يوم أحد وانصرف المشركون فرأى المسلمون بإخوانهم مثله ، جعلوا يقطعون آذانهم وآنافهم ويشقون بطونهم . فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن أنالَنَا الله منهم لنفعلن ولنفعلن … فأنزل الله { وإن عاقبتم … } الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بل نصبر " " . وأخرج ابن إسحق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة النحل كلها بمكة إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة يوم أحد حيث قتل حمزة ومثل به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلاً منهم , فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط " فأنزل الله { وإن عاقبتم فعاقبوا . … } إلى آخر السورة . وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله ، ثم نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرم . قال : فهذا من المنسوخ . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد قال : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فأسلم رجال ذو منعة ، فقالوا : يا رسول الله ، لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب . فنزلت هذه الآية ، ثم نسخ ذلك بالجهاد . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : { إن الله من الذين اتقوا والذين هم محسنون } قال : اتقوا فيما حرم الله عليهم وأحسنوا فيما افترض عليهم . وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن هرم بن حيان أنه لما نزل به الموت قالوا له : أوص . قال : أوصيكم بآخر سورة النحل { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة … } إلى آخر السورة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } قال : لا تعتدوا . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن محمد بن سيرين في قوله : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } قال : إن أخذ منك رجل شيئاً فخذ منه مثله .