Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 73-77)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض } قال : هذه الأوثان التي تعبد من دون الله ، لا تملك لمن يعبدها رزقاً ولا ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا نشوراً { فلا تضربوا لله الأمثال } فإنه أحد صمد { لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد } [ الإخلاص : 3 - 4 ] . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { فلا تضربوا لله الأمثال } يعني اتخاذهم الأصنام . يقول : لا تجعلوا معي إلهاً غيري ، فإنه لا إله غيري . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } يعني الكافر ، إنه لا يستطيع أن ينفق نفقة في سبيل الله { ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً } يعني المؤمن وهو المثل في النفقة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً } قال : هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالاً فلم يقدم فيه خيراً ولم يعمل فيه بطاعة الله . { ومن رزقناه منا رزقاً حسناً } قال : هو المؤمن أعطاه الله مالاً رزقاً حلالاً ، فعمل فيه بطاعة الله ، وأخذه بشكر ومعرفة حق الله ، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة . قال الله : { هل يستويان مثلاً } قال : لا والله لا يستويان . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً } و { رجلين أحدهما أبكم } { ومن يأمر بالعدل } قال : كل هذا مثل إله الحق ، وما يدعون من دونه الباطل . وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج ، عن ابن عباس في قوله : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } قال : يعني بذلك الآلهة التي لا تملك ضراً ولا نفعاً ، ولا تقدر على شيء . ينفعها ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً قال علانية المؤمن الذي ينفق سراً وجهراً لله . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } قال الصنم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس قال : إن الله ضرب الأمثال على حسب الأعمال ، فليس عمل صالح ، إلا له المثل الصالح ، وليس عمل سوء ، إلا له مثل سوء ، وقال : إن مثل العالم المتفهم ، كطريق بين شجر وجبل ، فهو مستقيم لا يعوّجه شيء ، فذلك مثل العبد المؤمن الذي قرأ القرآن وعمل به . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر . عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } في رجل من قريش وعبده ، في هشام بن عمر ، وهو الذي ينفق ماله سراً وجهراً ، وفي عبده أبي الجوزاء الذي كان ينهاه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : ليس للعبد طلاق إلا بإذن سيده . وقرأ { عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } . وأخرج البيهقي في سننه . عن ابن عباس أنه سئل عن المملوك يتصدق بشيء ؟ قال : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } لا يتصدق بشيء . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { ضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم } إلى آخر الآية . يعني بالأبكم الذي { هو كل على مولاه } الكافر . وبقوله : { ومن يأمر بالعدل } المؤمن . وهذا المثل في الأعمال . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم } في رجلين أحدهما عثمان بن عفان ، ومولى له كافر ، وهو أسيد بن أبي العيص ، كان يكره الإسلام ، وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤنة ، وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف ، فنزلت فيهما . وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة ، عن ابن عباس في قوله : { ومن يأمر بالعدل } قال : عثمان بن عفان . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في الآية قال : هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا . أما الأبكم فالصنم ، فإنه أبكم لا ينطق { وهو كل على مولاه } ينفقون عليه وعلى من يأتيه ، ولا ينفق عليهم ولا يرزقهم { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل } وهو الله . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : { أحدهما أبكم } قال : هو الوثن { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل } قال : الله . وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : { كل } قال : الكل العيال . كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول ، وجعلوا معه نفراً يمسكونه خشية أن يسقط ، فهو عناء وعذاب وعيال عليهم { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم } يعني نفسه . وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ خبر . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر } هو أن يقول : كن أو أقرب ، فالساعة { كلمح البصر أو أقرب } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { كلمح البصر } يقول : كلمح ببصر العين من السرعة . أو { أقرب } من ذلك إذا أردنا . وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب } قال : هو أقرب ، وكل شيء في القرآن أو ، فهو هكذا ( مائة ألف أو يزيدون ) والله أعلم .