Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 84-90)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { ويوم نبعث من كل شهيداً } قال : شهيدها نبيها على أنه قد بلغ رسالات ربه . قال الله : { وجئنا بك شهيداً على هؤلاء } قال : ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ هذه الآية ، فاضت عيناه . وأخرج ابن أبي حاتم عن العالية في قوله : { وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون } قال : هذا ، كقوله : { هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { فألقوا إليهم القول } قال : حدثوهم . وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } قال : استسلموا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } يقول : ذلوا واستسلموا يومئذ . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور ، عن ابن مسعود في قوله : { زدناهم عذاباً فوق العذاب } قال : زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال . وأخرج ابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص ، عن البراء " أن النبي صلى الله عليه وسلم - سئل عن قول الله : { زدناهم عذاباً فوق العذاب } قال : عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم " . وأخرج هناد عن ابن مسعود قال : أفاعي في النار . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية : إن أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار ، فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم ، وأفاع كأنهن البخاتي فضربنهم ، فذلك الزيادة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن عبيد بن عمير قال : إن في جهنم لجبابا فيها حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال ، يستغيث أهل النار من تلك الجباب إلى الساحل ، فتثب إليهم فتأخذ جباههم وشفارهم فكشطت لحومهم إلى أقدامهم فسيتغيثون منها إلى النار ، فتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهي في أسراب . وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن مجاهد مثله . وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال : إن لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب ، أعناقها كأعناق البخت . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأعمش ، عن مالك بن الحارث قال : إذا طرح الرجل في النار هوى فيها ، فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل : مكانك حتى تتحف ، فيسقى كأساً من سم الأساود والعقارب ، فيتميز الجلد على حدة والشعر على حدة والعصب على حدة والعروق على حدة . وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { زدناهم عذاباً فوق العذاب } قال : خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم ، يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار . وأخرج ابن مردويه عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الزيادة خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار ، ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار ، فذلك قوله : { زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون } " . وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال : قال ابن عباس : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا . قال : إن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفاً ، تجري أودية القيح والدم . قلت له : الأنهار ؟ قال : لا … بل الأودية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن مسعود قال : إن الله أنزل في هذا الكتاب تبياناً لكل شيء ، ولقد عملنا بعضاً مما بين لنا في القرآن . ثم تلا { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الله والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن مسعود قال : من أراد العلم فليتنوّر القرآن ، فإنه فيه علم الأوّلين والآخرين . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : لا تهذوا القرآن كهذا الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : إن هذا القرآن مأدبة الله ، فمن دخل فيه فهو آمن . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : إن هذه القلوب أوعية ، فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { تبياناً لكل شيء } قال : مما أمروا به ونهوا عنه . وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله : { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } قال : بالسنة . وأخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً إذ شخص بصره فقال : " أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة " { إن الله يأمر بالعدل والإحسان … } إلى قوله : { تذكرون } . وأخرج أحمد والبخاري في الأدب ، وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته جالساً ، إذ مر به عثمان بن مظعون رضي الله عنه ، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء ، فنظر ساعة إلى السماء فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض ، فتحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع رأسه , فأخذ ينفض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له ، فلما قضى حاجته شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة ، فاتبعه بصره حتى توارى في السماء فأقبل إلى عثمان كجلسته الأولى ، فسأله عثمان رضي الله عنه فقال : أتاني جبريل آنفاً . قال : فما قال لك ؟ قال : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان … } إلى قوله : { تذكرون … } قال عثمان : - رضي الله عنه - فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمداً صلى الله عليه وسلم " . وأخرج الباوردي وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة ، عن عبد الملك بن عمير رضي الله عنه قال : " بلغ أكثم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد أن يأتيه . فأتى قومه فانتدب رجلين فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : نحن رسل أكتم ، يسألك من أنت وما جئت به ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أنا محمد بن عبد الله ، عبد الله ورسوله " ثم تلا عليهما هذه الآية { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } إلى { تذكرون } قالا : ردد علينا هذا القول . فردده عليهما حتى حفظاه ، فأتيا أكتم فأخبراه . فلما سمع الآية قال : إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها ، فكونوا في هذا الأمر رؤوساء ، ولا تكونوا فيه أذناباً " ورواه الأموي في مغازيه وزاد ، فركب متوجهاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق : قال : ويقال نزلت فيه هذه الآية { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت } [ النساء : 100 ] الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { إن الله يأمر بالعدل } قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، { والإحسان } قال : أداء الفرائض ، { وإيتاء ذي القربى } قال : إعطاء ذوي الرحم الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم { وينهى عن الفحشاء } قال : الزنا { والمنكر } ، قال : الشرك { والبغي } قال : الكبر والظلم : { يعظكم } يوصيكم { لعلكم تذكرون } . وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب ، ومحمد بن نصر في الصلاة ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه في شعب الإيمان ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أعظم آية في كتاب الله تعالى { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } [ آل عمران : 2 ] وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر - الآية التي في النحل - { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } وأكثر آية في كتاب الله تفويضاً { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب } [ الطلاق : 2 - 3 ] وأشد آية في كتاب الله رجاء { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } [ الزمر : 53 ] الآية . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } إلى آخرها ثم قال : إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله ، والشر كله في آية واحدة ، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه ، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه . وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي ، عن أبيه قال : مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال : فيم أنتم ؟ ! فقالوا : نتذاكر المروءة ، فقال : أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه ؟ ! إذ يقول الله : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } فالعدل ، الانصاف . والاحسان ، التفضل ، فما بقي بعد هذا ؟ . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } الآية . قال : ليس من خلق حسن كان أهل الجاهلية يعملون به ويعظمونه ويخشونه إلا أمر الله به وليس من خلق سيء كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقدم فيه ، وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها . وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : دعاني عمر بن عبد العزيز فقال : صف لي العدل ، فقلت : بخ … سألت عن أمر جسيم ، كُنْ لصغير الناس أباً ولكبيرهم ابناً ، وللمثل منهم أخاً وللنساء كذلك ، وعاقب الناس على قدر ذُنوبهم وعلى قدر أجسادهم ولا تضربن بغضبك سوطاً واحداً متعدياً فتكون من العادين . وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : قال عيسى ابن مريم : إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك والله أعلم .