Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 92-96)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن حفص قال : كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف ، فنزلت هذه الآية { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها … } الآية . وأخرج ابن مردويه من طريق " عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : يا عطاء ، ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فأراني حبشية صفراء ، فقال : " هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن بي هذه الموتة - يعني الجنون - فادع الله أن يعافيني . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شئت دعوت الله فعافاك ، وإن شئت صبرت واحتسبت ولك الجنة ، فاختارت الصبر والجنة " قال : وهذه المجنونة سعيدة الأسدية ، وكانت تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها … } الآية . وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها } قال : خرقاء كانت بمكة تنقضه بعدما تبرمه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها } قال : كانت امرأة بمكة ، كانت تسمى خرقاء مكة كانت تغزل فإذا أبرمت غزلها تنقضه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها } قال : نقضت حبلها بعد إبرامها إياه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في الآية : لو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم : ما أحمق هذه … ! وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده . وفي قوله : { تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم } قال : خيانة وغدراً . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { أن تكون أمة هي أربى من أمة } قال : ناس أكثر من ناس . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { أن تكون أمة هي أربى من أمة } قال : كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال : ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً ، يعني بعد ما أبرمته { تتخذون أيمانكم } يعني العهد { دخلاً بينكم } يعني بين أهل العهد ، يعني مكراً أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد { أن تكون أمة هي أربى من أمة } يعني أكثر { إنما يبلوكم الله به } يعني بالكثرة { وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } يعني المسلمة والمشركة { أمة واحدة } يعني ملة الإسلام وحدها { ولكن يضل من يشاء } يعني عن دينه ، وهم المشركون { ويهدي من يشاء } يعني المسلمين { ولتسألن } يوم القيامة { عما كنتم تعملون } ثم ضرب مثلاً آخر للناقض العهد فقال : { ولا تتخذوا أيمانكم } يعني العهد { دخلاً بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها } يقول : إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة { وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله } يعني العقوبة { ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً } يعني عرضاً من الدنيا يسيراً { إنما عند الله } يعني الثواب { هو خير لكم } يعني أفضل لكم من العاجل { ما عندكم ينفد } يعني ما عندكم من الأموال يفنى { وما عند الله باق } يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله ، وليجزين { الذين صبروا بأحسن ما كانوا يعملون } في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم . وأخرج سعيد بن منصور والطبراني ، عن ابن مسعود قال : إياكم وأرأيت فإنما هلك من كان قبلكم بأرأيت ، ولا تقيسوا الشيء بالشيء { فتزل قدم بعد ثبوتها } وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل : لا أعلم ، فإنه ثلث العلم .