Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 106-109)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أنه قرأ { وقرآناً فرقناه } مثقلة . قال : نزل القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة ، فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً ، أحدث الله لهم جواباً . ففرقه الله في عشرين سنة . وأخرج ابن أبي حاتم ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف من طريق الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزل القرآن جملة واحده من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة . فقال المشركون : لولا نزل عليه القرآن جملة واحده . فقال الله { كذلك لنثبت به فؤادك } [ الفرقان : 32 ] أي أنزلناه عليك متفرقاً ليكون عندك جواب ما يسألونك عنه ، ولو أنزلناه عليك جملة واحدة ثم سألوك لم يكن عندك جواب ما يسألونك عنه . وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ، ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق أبي العالية ، عن ابن عباس أنه قرأها مثقلة ، يقول : أنزل آية آية . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن عمر رضي الله عنه قال : تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات ، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمساً خمساً . وأخرج ابن عساكر من طريق أبي نضرة قال : كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ، ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ { وقرآناً فرقناه } مخففاً ، يعني بيّناه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { وقرآناً فرقناه } قال : فصلناه { على مكث } بأمد { يخرون للأذقان } يقول : للوجوه . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد { على مكث } في ترسل . وأخرج ابن الضريس عن قتادة في قوله : { وقرآناً فرقناه } الآية . قال : لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ولا شهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين ، وكان بين أوله وآخره عشرون سنة ، أو ما شاء الله من ذلك . وأخرج ابن الضريس من طريق قتادة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : كان يقال : أنزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين بمكة وعشراً بعد ما هاجر . وكان قتادة يقول : عشر بمكة وعشر بالمدينة . وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { إن الذين أوتوا العلم من قبله } هم ناس من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل الله على محمد . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { من قبله } من قبل النبي صلى الله عليه وسلم { إذا يتلى } ما أنزل عليهم من عند الله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد { إذا يتلى عليهم } قال : كتابهم . وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عبد الأعلى التيمي قال : إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ، أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛ لأن الله نعت أهل العلم فقال : { ويخرون للأذقان يبكون } . وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجراح ، عن أبي حازم : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه جبريل وعنده رجل يبكي ، فقال : من هذا ؟ قال : فلان . قال جبريل : إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلا البكاء ، فإن الله يطفئ بالدمعة نهوراً من نيران جهنم " . وأخرج الحكيم الترمذي ، عن النضر بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن عبداً بكى في أمة من الأمم ، لأنجى الله تلك الأمة من النار ببكاء ذلك العبد ؛ وما من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة ، فإنها تطفئ بحوراً من النار . وما اغرورقت عين بمائها من خشية الله ، إلا حرم الله جسدها على النار ، وإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الجعد أبي عثمان قال : بلغنا أن داود عليه السلام قال : " إلهي … ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك ؟ … قال : جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر " .