Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 55-55)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } قال : اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، وكلم موسى تكليماً ، وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان ، وهو عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه ، وآتى سليمان ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعده ، وآتى داود زبوراً ، وغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } قال : كلم الله موسى ، وأرسل محمداً إلى الناس كافة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وآتينا داود زبوراً } قال : كنا نحدث أنه دعاء علمه داود وتحميد أو تمجيد الله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : الزبور ثناء على الله ودعاء وتسبيح . وأخرج أحمد في الزهد ، عن عبد الرحمن بن مردويه قال : في زبور آل داود ثلاثة أحرف : طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخطائين ، وطوبى لمن لم يأتمر بأمر الظالمين ، وطوبى من لم يجالس البطالين . وأخرج أحمد في الزهد ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : في أول شيء من مزامير داود عليه السلام : طوبى لرجل لا يسلك طريق الخطائين ولم يجالس البطالين ، ويستقيم على عبادة ربه عز وجل ، فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا يزال فيها الماء يفضل ثمرها في زمان الثمار ، ولا تزال خضراء في غير زمان الثمار . وأخرج أحمد ، عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : قرأت في بعض زبور داود - عليه السلام - تساقطت القرى وأبطل ذكرهم ، وأنا دائم الدهر مقعد كرسي للقضاء . وأخرج أحمد ، عن وهب رضي الله عنه قال : وجدت في كتاب داود - عليه السلام - أن الله تبارك وتعالى يقول : " بعزتي وجلالي إنه من أهان لي ولياً ، فقد بارزني بالمحاربة ، وما ترددت عن شيء أريد ، ترددي عن موت المؤمن ، قد علمت أنه يكره الموت ولا بد له منه ، وأنا أكره أن أسوءه " قال : وقرأت في كتاب آخر : ان الله تبارك وتعالى يقول : " كفاني لعبدي مالاً إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته قبل أن يسألني ، واستجبت له من قبل أن يدعوني ، فإني أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه " قال : وقرأت في كتاب آخر : إن الله عز وجل يقول : " بعزتي إنه من اعتصم بي وإن كادته السموات بمن فيهن ، والأرضون بمن فيهن ، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجاً ، ومن لم يعتصم بي ، فإني أقطع يديه من أسباب السماء ، وأخسف به من تحت قدميه الأرض فأجعله في الهواء ، ثم أكله إلى نفسه " . وأخرج أحمد ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : في حكمة آل داود , وحق على العاقل أن لا يشتغل عن أربع ساعات : ساعة يناجي ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يفضي فيها إلى اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ، ويصدقونه عن نفسه ، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل ، فإن هذه الساعات : عون على هذه الساعات ، وإجماع للقلوب ، وحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه ، حافظاً للسانه ، مقبلاً على شأنه ، وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في احدى ثلاث : زاد لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، عن خالد الربعي رضي الله عنه قال : وجدت فاتحة الزبور الذي يقال له : زبور داود عليه السلام - أن رأس الحكمة خشية الله تعالى . وأخرج أحمد ، عن أيوب الفلسطيني رضي الله عنه قال : مكتوب في مزامير داود عليه السلام : " أتدري لمن أغفر قال : لمن يا رب ؟ قال : للذي إذا أذنب ذنباً ارتعدت لذلك مفاصله ، فذلك الذي آمر ملائكتي أن لا يكتبوا عليه ذلك الذنب " . وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : مكتوب في الزبور ، بطلت الامانة ، والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين ، يهلك الله عز وجل كل ذي شفتين مختلفتين . قال : ومكتوب في الزبور ، بنار المنافق تحترق المدينة . وأخرج أحمد ، عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : مكتوب في الزبور - وهو أول الزبور - " طوبى لمن لم يسلك سبيل الأثمة ، ولم يجالس الخطائين ، ولم يفيء في هم المستهزئين ، ولكن همه سنة الله عز وجل ، وإياها يتعلم بالليل والنهار ، مثله مثل شجرة تنبت على شط تؤتي ثمرتها في حينها ، ولا يتناثر من ورقها شيء ، وكل عمله بأمري ، ليس ذلك مثل عمل المنافقين " . وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : قرأت في الزبور بكبر المنافق يحترق المسكين . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قرأت في آخر زبور داود - عليه الصلاة والسلام - ثلاثين سطراً " يا داود هل تدري أي المؤمنين أحب إلي أن أطيل حياته ؟ الذي إذا قال لا إله إلا الله اقشعر جلده ، وإني أكره لذلك الموت كما تكره الوالدة لولدها ، ولا بد له منه ، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه الدار ، فإن نعيمها بلاء ، ورخاءها شدة ، فيها عدو لا يألوهم خبالاً يجري منه مجرى الدم ، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مالك بن مغول قال : في زبور داود مكتوب " إني أنا الله لا إله إلا أنا ملك الملوك قلوب الملوك بيدي ، فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة ، وأيما قوم كانوا على معصية ، جعلت الملوك عليهم نقمة ، لا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك ، ولا تتوبوا إليهم ، توبوا إليَّ أعطف قلوبهم عليكم " .