Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 16-24)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { إذ انتبذت } أي انفردت { من أهلها مكاناً شرقياً } قال : قبل المشرق شاسعاً متنحياً . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً } قال : مكاناً أظلتها الشمس أن يراها أحد منهم . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : إنما اتخذت النصارى المشرق قبلةً ، لأن مريم اتخذت من أهلها مكاناً شرقياً ، فاتخذوا ميلاده قبلة ، وإنما سجدت اليهود على حرف ، حين نتق فوقهم الجبل ، فجعلوا يتخوفون وهم ينظرون إليه ، يتخوفون أن يقع عليهم ، فسجدوا سجدة رضيها الله فاتخذوها سنة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : إن أهل الكتاب ، كتب عليهم الصلاة إلى البيت والحج إليه ، وما صرفهم عنه إلا قول ربك : { فانتبذت من أهلها مكاناً شرقياً } قال : خرجت منهم مكاناً شرقياً ، فصلوا قبل مطلع الشمس . وأخرج ابن عساكر من طريق داود بن أبي هند ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما بلغت مريم ، فإذا هي في بيتها منفصلة ، إذ دخل عليها رجل بغير إذن ، فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها فقالت : { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } قال : { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكياً } قالت : { أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً } قال : { كذلك قال ربك } فجعل جبريل يردد ذلك عليها وتقول : { أنى يكون لي غلام } وتغفلها جبريل ، فنفخ في جيب درعها ، ونهض عنها ، واستمر بها حملها ، فقالت : إن خرجت نحو المغرب ، فالقوم يصلون نحو المغرب ، ولكن أخرج نحو المشرق ، حيث لا يراني أحد ، فخرجت نحو المشرق ، فبينما هي تمشي ، إذ جاءها المخاض ، فنظرت هل تجد شيئاً تستتر به ؟ فلم تر إلا جذع النخلة ، فقال : أستتر بهذا الجذع من الناس . وكان تحت الجذع نهر يجري ، فانضمت إلى النخلة ، فلما وضعته ، خر كل شيء يعبد من دون الله في مشارق الأرض ومغاربها ساجداً لوجهه . وفزع إبليس ، فخرج فصعد فلم ير شيئاً ينكره ، وأتى المشرق فلم ير شيئاً ينكره ، وجعل لا يصبر فأتى المغرب لينظر ، فلم ير شيئاً ينكره . فبينا هو يطوف إذ مر بالنخلة ، فإذا هو بامرأة معها غلام قد ولدته ، وإذا بالملائكة قد أحدقوا بهَا ، وبابنها وبالنخلة فقال : ههنا حدث الأمر ، فمال إليهم فقال : أي شيء هذا الذي حدث ؟ فكلمته الملائكة فقالوا : نبي ولد بغير ذكر . قال : أما والله لأضِلَّنَ به أكثر العالمين . أضل اليهود فكفروا به ، وأضل النصارى فقالوا : هو ابن الله . قال : وناداها ملك من تحتها { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال إبليس : ما حملت أنثى إلا بعلمي ، ولا وضعته إلا على كفي ، ليس هذا الغلام ! لم أعلم به حين حملته أمه ، ولم أعلم به حين وضعته . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر من طريق السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس وعن مرة بن مسعود - رضي الله عنهما - قالا : خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها ، فلما طهرت إذ هي برجل معها { فتمثل لها بشراً } ففزعت ، وقال : { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } فخرجت وعليها جلبابها فأخذ بكمها ، فنفخ في جيب درعها ، - وكان مشقوقاً من قدامها - فدخلت النفخة صدرها ، فحملت فأتتها أختها امرأة زكريا ليلة تزورها ، فلما فتحت لها الباب التزمتها ، فقالت امرأة زكريا : يا مريم ، أشعرت أني حبلى . قالت مريم : أشعرت أيضاً أني حبلى ، فقالت امرأة زكريا : فإني وجدت ما في بطني يسجد للذي في بطنك . فذاك قوله : { مصدقاً بكلمة من الله } فولدت امرأة زكريا يحيى . ولما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى جانب المحراب { فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ، قالت يا ليتني مت قبل هذا } الآية { فناداها } جبريل { من تحتها ألاَّ تحزني } فلما ولدته ذهب الشيطان فأخبر بني إسرائيل : إن مريم ولدت ، فلما أرادوها على الكلام ، أشارت إلى عيسى فتكلم فقال : { إني عبد الله آتاني الكتاب } الآيات . فلما ولد لم يبق في الأرض صنم إلا خرَّ لوجهه . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ، عن الضحاك رضي الله عنه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { واذكر في الكتاب مريم } يقول : قص ذكرها على اليهود والنصارى ومشركي العرب { إذ انتبذت } يعني خرجت { من أهلها مكاناً شرقياً } قال : كانت خرجت من بيت المقدس مما يلي المشرق { فاتخذت من دونهم حجاباً } وذلك أن الله لما أراد أن يبتدئها بالكرامة ، ويبشرها بعيسى ، وكانت قد اغتسلت من المحيض فتشرفت ، وجعلت بينها وبين قومها { حجاباً } يعني جبلاً فكان الجبل بين مجلسها وبين بيت المقدس { فأرسلنا إليها روحنا } يعني جبريل { فتمثل لها بشراً } في صورة الآدميين { سوياً } يعني معتدلاً شاباً أبيض الوجه جعداً قططاً حين اخضر شاربه ، فلما نظرت إليه قائماً بين يديها { قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } وذلك أنها شبهته بشاب كان يراها ويمشي معها يقال له يوسف من بني إسرائيل ، وكان من خدم بيت المقدس ، فخافت أن يكون الشيطان قد استزله ، فمن ثم قالت : { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } يعني إن كنت تخاف الله . قال جبريل : وتبسم { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً } يعني لله مطيعاً من غير بشر . { قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر } يعني زوجاً { ولم أك بغياً } أي مومسة . قال جبريل : { كذلك } يعني هكذا { قال ربك هو عَلَيَّ هين } يعني خلقه من غير بشر . { ولنجعله آية للناس } يعني عبرة ، والناس هنا للمؤمنين خاصة ، ورحمة لمن صدق بأنه رسول الله . { وكان أمراً مقضياً } يعني كائناً أن يكون من غير بشر . فدنا جبريل فنفخ في جيبها ، فدخلت النفخة جوفها ، فاحتملت كما تحمل النساء في الرحم والمشيمة ، ووضعته كما تضع النساء ، فأصابها العطش ، فأجرى الله لها جدولاً من الأردن ، فذلك قوله : { قد جعل ربك من تحتك سرياً } والسري ، الجدول . وحمل الجذع من ساعته { رطباً جنياً } فناداها من تحتها جبريل { هزي إليك بجذع النخلة } لم يكن على رأسها سقف ، وكانت قد يبست منذ دهر طويل ، فأحياها الله لها وحملت ، فذلك قوله : { تساقط عليك رطباً جنياً } يعني طرياً بغباره { فكلي } من الرطب { واشربي } من الجدول { وقري عيناً } بولدك . فقال : فكيف بي إذا سألوني من أين هذا ؟ … قال لها جبريل : { فإما ترين } يعني فإذا رأيت { من البشر أحداً } فأعنتك في أمرك { فقولي إني نذرت للرحمن صوماً } يعني صمتاً في أمر عيسى { فلن أكلم اليوم إنسياً } في أمره . حتى يكون هو الذي يعبر عني وعن نفسه . قال : ففقدوا مريم من محرابها ، فسألوا يوسف ، فقال : لا علم لي بها ، وأن مفتاح محرابها مع زكريا . فطلبوا زكريا وفتحوا الباب وليست فيه ، فاتهموه فأخذوه ووبخوه ، فقال رجل : إني رأيتها في موضع كذا ، فخرجوا في طلبها ، فسمعوا صوت عقيق في رأس الجذع الذي مريم من تحته ، فانطلقوا إليه فذلك قول الله : { فأتت به قومها تحمله } قال ابن عباس : لما رأت بأن قومها قد أقبلوا إليها ، احتملت الولد إليهم حتى تلقتهم به ، فذلك قوله : { فأتت به قومها تحمله } أي لا تخاف ريبة ولا تهمة ، فلما نظروا إليها شق أبوها مدرعته ، وجعل التراب على رأسه ، وإخوتها وآل زكريا { فقالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً } يعني عظيماً { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً } يعني زانية . فأنَّى أتيت هذا الأمر مع هذا الأخ الصالح والأب الصالح والأم الصالحة ؟ ! { فأشارت إليه } تقول لهم : أن كلموه ، فإنه سيخبركم { فإني نذرت للرحمن صوماً } أن لا أكلمكم في أمره ، فإنه سيعبر عني ، فيكون لكم آية وعبرة { قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً } يعني من هو في الخرق طفلاً لا ينطق ، فأنطقه الله فعبر عن أمه ، وكان عبرة لهم فقال : { إني عبد الله } فلما أن قالها ، ابتدأ يحيى وهو ابن ثلاث سنين ، فكان أول من صدق به فقال : إني أشهد أنك عبد الله ورسوله . لتصديق قول الله : { ومصدقاً بكلمة من الله } فقال عيسى : { آتاني الكتاب وجعلني نبياً } إليكم { وجعلني مباركاً أينما كنت } قال ابن عباس - رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البركة التي جعلها الله لعيسى ، أنه كان معلماً مؤدباً حيثما توجه " { وأوصاني بالصلاة والزكاة } يعني وأمرني { وبراً بوالدتي } فلا أعقها . قال ابن عباس حين قال : { وبراً بوالدتي } قال : زكريا : الله أكبر ! فأخذه فضمه إلى صدره ، فعلموا أنه خلق من غير بشر { ولم يجعلني جباراً شقياً } يعني متعظماً سفاكاً للدم . { والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً } يقول الله : { ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون } يعني يشكون بقوله لليهود ، ثم أمسك عيسى عن الكلام حتى بلغ مبلغ الناس . وأخرج ابن أبي شيبة . عن أبي حاتم ، وأبو نعيم ، عن مجاهد رضي الله عنه قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطني ، وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر وأنا أسمع . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حين حملت وضعت . وأخرج ابن عساكر ، عن الحسن رضي الله عنه قال : بلغني أن مريم حملت لسبع أو تسع ساعات ، ووضعته من يومها . وأخرج ابن عساكر من طريق عكرمة رضي الله عنه ، عن ابن عباس قال : وضعت مريم لثمانية أشهر ، ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر إلا مات لئلا تسب مريم بعيسى . وأخرج الحاكم ، عن زيد العمى قال : ولد عيسى يوما عاشوراء . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، عن نوف قال : كانت مريم عليها السلام فتاة بتولاً ، وكان زكريا زوج أختها كفلها فكانت معه ، فكان يدخل عليه يسلم عليها ، فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء ، فدخل عليها زكريا مرة ، فقربت إليه بعض ما كانت تقرب { قال يا مريم أنى لك هذا ، قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، هنالك دعا زكريا ربه } [ آل عمران : 38 - 39 ] إلى قوله : { آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً } [ آل عمران : 42 ] { سوياً } صحيحاً . { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم } كتب لهم { أن سبحوا بكرة وعشياً } قال : فبينما هي جالسة في منزلها ، إذا رجل قائم بين يديها قد هتك الحجب ، فلما أن رأته قالت : { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } قال فلما ذكرت الرحمن فزع جبريل عليه السلام قال : { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً } إلى قوله : { وكان أمراً مقضياً } فنفخ في جيبها جبريل ، فحملت حتى إذا أثقلت وجعت ما يجع النساء ، وكانت في بيت النبوة ، فاستحيت وهربت حياء من قومها ، فأخذت نحو المشرق ، وأخذ قومها في طلبها ، فجعلوا يسألون رأيتم فتاة كذا وكذا ؟ فلا يخبرهم أحد . وأخذها { المخاض إلى جذع النخلة } فتساندت إلى النخلة قالت : { يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً } قال : حيضة من حيضة { فناداها من تحتها } قال : جبريل من أقصى الوادي { ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : جدولاً { وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً } فلما قال لها جبريل : اشتد ظهرها وطابت نفسها ، فقطعت سرته ولفته في خرقة وحملته ، فلقي قومها راعي بقر ، وهم في طلبها . قالوا : يا راعي ، هل رأيت فتاة كذا وكذا ؟ قال : لا ولكن رأيت الليلة من بقري شيئاً لم أره منها قط فيما خلا ! قال : رأيتها باتت سجداً نحو هذا الوادي ، فانطلقوا حيث وصف لهم ، فلما رأتهم مريم جلست وجعلت ترضع عيسى ، فجاؤوا حتى وقفوا عليها { فقالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً } قال : أمراً عظيماً { فأشارت إليه } أن كلموه ، فعجبوا منها : قالوا : { كيف نكلم من كان في المهد صبياً } { قال إني عبد الله آتاني الكتاب } والمهد حجرها ، فلما قالوا ذلك : ترك عيسى ثديها واتكأ على يساره ثم تكلم { قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً } { وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً ، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً } قال : واختلف الناس فيه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعمر بن الخطاب لم أستحب النصارى الحجب على مذابحهم ؟ قال : إنما يستحب النصارى الحجب على مذابحهم ومناسكهم ، لقول الله سبحانه وتعالى : { فاتخذت من دونهم حجاباً } . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله : { فأرسلنا إليها روحنا } قال : بعث الله إليها ملكاً فنفخ في جيبها ، فدخل في الفرج . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { فأرسلنا إليها روحنا } قال : جبريل . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : { فأرسلنا إليها روحنا } الآية قال : نفخ جبريل في درعها ، فبلغت حيث شاء الله . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عطاء بن يسار : إن جبريل أتاها في صورة رجل فكشف الحجاب ، فلما رأته تعوذت منه ، فنفخ في جيب درعها فبلغت ، فذكر ذلك في المدينة ، فهجر زكريا وترك ، وكان قبل ذلك يستفتى ويأتيه الناس ، حتى إن كان ليسلم على الرجل فما يكلمه . وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي بن كعب في قوله : { فتمثل لها بشراً سوياً } قال : تمثل لها روح عيسى في صورة بشر فحملته . قال : حملت الذي خاطبها ، دخل في فيها . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي وائل في قوله : { قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } قال : لقد علمت مريم أن التقي ذو نهية . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : { قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } قال : إنما خشيت أن يكون إنما يريدها عن نفسها . { قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً } زعموا أنه نفخ في جيب درعها وكمها . وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ { لأهب لك } مهموزة بالألف ، وفي قراءة عبد الله " ليهب لك " بالياء . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { غلاماً زكياً } قال : صالحاً . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : { ولم أك بغياً } قال زانية . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : { مكاناً قصياً } قال نائياً . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { مكاناً قصياً } قال : قاصياً وفي قوله : { فأجاءها المخاض } قال : ألجأها . وأخرج الطستي ، عن ابن عباس : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : { فأجاءها المخاض } قال : ألجأها قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول : @ إذا شددنا شدة صادقة فأجأناكم إلى سفح الجبل @@ وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { فأجاءها المخاض } قال : اضطرها . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { فأجاءها المخاض } قال فأداها . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة } قال : كان جذعاً يابساً . وأخرج عبد بن حميد من طريق هلال بن خباب ، عن أبي عبيد الله { فأجاءها المخاض إلى جذع } نخلة يابسة قد جيء به ليبنى به بيت يقال له بيت لحم ، فحركته فإذا هو نخلة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي قدامة قال : أنبت لمريم نخلة ، تعلق بها كما تعلق المرأة بالمرأة عند الولادة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : { وكنت نسياً منسياً } قال : لم أخلق ولم أك شيئاً . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عكرمة في قوله : { وكنت نسياً منسياً } قال : حيضة ملقاة . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { وكنت نسياً منسياً } قال : حيضة . وأخرج عبد بن حميد ، عن نوف البكالي ، عن الضحاك في قوله : { وكنت نسياً منسياً } قال حيضة ملقاة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وكنت نسياً منسياً } قال : تقول لا أعرف ولا أدري من أنا . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله : { وكنت نسياً منسياً } قال : هو السقط والله تعالى أعلم بالصواب . وأخرج أبو عبيد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن علقمة أنه قرأ " فخاطبها من تحتها " . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { فناداها من تحتها } قال : جبريل ، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها . وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة ، قال الذي ناداها هو جبريل . وأخرج عبد بن حميد ، عن الضحاك وعمرو بن ميمون مثله . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن البراء { فناداها من تحتها } قال : ملك . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : { فناداها من تحتها } قال : جبريل من أسفل الوادي . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { فناداها من تحتها } قال : عيسى . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن { فناداها من تحتها } قال : هو عيسى . واخرج ابن المنذر ، عن أبي بن كعب قال الذي خاطبها : هو الذي حملته في جوفها ، دخل من فيها . وأخرج أبو عبيد وابن المنذر ، عن زر بن حبيش أنه قرأ { فناداها من تحتها } . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة { فناداها من تحتها } أي الملك من تحت النخلة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : من قرأ من تحتها فهو جبريل ، ومن قرأ من تحتها ، فهو عيسى . وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي بكر بن عياش قال : قرأ عاصم بن أبي النجود { فناداها من تحتها } بالنصب قال : وقال عاصم : من قرأ بالنصب فهو عيسى ، ومن قرأها بالخفض ، فهو جبريل . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : { جعل ربك تحتك سرياً } قال : نبياً وهو عيسى . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن جرير بن حازم قال : سألني محمد بن عباد بن جعفر ما يقول أصحابكم في قوله ؟ { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : فقلت له : سمعت قتادة يقول : الجدول . قال : فأخبر قتادة عني فإنما نزل القرآن بلغتنا إنه الرجل السري . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : { قد جعل ربك تحتك سرياً } يريد نفسه أي سرى أسرى منه ، قيل فالذين يقولون السري البحر قال : ليس كذلك لو كان كذلك لكان يكون إلى جنبها ولا يكون النهر تحتها . وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار ، عن ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن السري الذي قال الله لمريم : { قد جعل ربك تحتك سرياً } نهر ، أخرجه الله لها لتشرب منه " . وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه ، عن البراء بن عازب ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : النهر " . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن البراء في قوله : { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : هو الجدول ، وهو النهر الصغير . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : نهر عيسى . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن عثمان بن محصن قال : سئل ابن عباس عن قوله : { سرياً } قال : الجدول . أما سمعت قول الشاعر وهو يقول : @ سلم تر الدالي منه أزورا إذا يعج في السري هرهرا @@ وأخرج ابن الأنباري في الوقف والطستي ، عن ابن عباس : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : { تحتك سرياً } قال : السري النهر الصغير ، وهو الجدول . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول الشاعر : @ سهل الخليقة ماجد ذو نائل مثل السريّ تمده الأنهار @@ وأخرج عبد بن حميد ، عن الضحاك في قوله : { سريا } قال : الجدول . وأخرج عبد بن حميد ، عن عمرو بن ميمون وإبراهيم النخعي مثله . وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة أن الحسن تلا هذه الآية ، وإلى جنبه حميد بن عبد الرحمن الحميري { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : إن كان لسريا ، وإن كان لكريماً فقال حميد : يا أبا سعيد ، إنه الجدول فقال له : لم تزل تعجبنا مجالستك ، ولكن غلبتنا عليك الأمراء . وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة قال : السري الماء . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { سرياً } قال : نهراً بالسريانية . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : { سرياً } قال نهراً بالقبطية . وأخرج ابن عساكر ، عن سفيان بن حسين في قوله : { قد جعل ربك تحتك سرياً } قال : تلاها الحسن فقال : كان والله { سرياً } يعني عيسى - عليه السلام - فقال له خالد بن صفوان : يا أبا سعيد ، إن العرب تسمي الجدول السري ، فقال : صدقت .