Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 38-40)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { أسمع بهم وأبصر } يقول الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره ، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله : { أسمع بهم وأبصر } قال : اسمع قوم وأبصر قوم { يوم يأتوننا } قال : ذلك والله يوم القيامة . وأخرج ابن أبي حاتم في قوله : { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } قال : والله ذلك يوم القيامة ، سمعوا حين لم ينفعهم السمع ، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر . وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار ، فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ ، فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ، ثم يقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ ، فيشرفون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ، فيؤمر به فيذبح ، فيقال : يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة } وأشار بيده وقال : " أهل الدنيا في غفلة " " . وأخرج النسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وأنذرهم يوم الحسرة } قال : ينادى يا أهل الجنة ، فيشرفون ، وينادى يا أهل النار ، فيشرفون وينظرون ، فيقال : ما تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، فيجاء بالموت في صورة كبش أملح ، فيقال : هذا الموت فيقرب ويذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة ، خلود لا موت ، ويا أهل النار ، خلود ولا موت ، ثم قرأ { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر } . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وأنذرهم يوم الحسرة } قال : يصوّر الله الموت في صورة كبش أملح ، فيذبح فييأس أهل النار من الموت فيما يرجونه ، فتأخذهم الحسرة من أجل الخلود في النار . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر } قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، يأتي الموت في صورة كبش أملح حتى يوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادي مناد يا أهل الجنة ، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا ، ولا يبقى أحد في عليين ولا في أسفل درجة من الجنة إلا نظر إليه ، ثم ينادي يا أهل النار ، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا ، فلا يبقى أحد في ضحضاح من النار ولا أسفل درك من جهنم إلا نظر إليه ، ثم يذبح بين الجنة والنار ، ثم ينادي يا أهل الجنة ، هو الخلود أبد الآبدين . ويا أهل النار هو الخلود أبد الآبدين ، فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتاً من فرحة ماتوا ، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتاً من شهقة ماتوا ، فذلك قوله : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر } يقول : إذا ذبح الموت . وأخرج ابن جرير من طريق علي ، عن ابن عباس يوم الحسرة ، هو من أسماء يوم القيامة . وقرأ { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } [ الزمر : 56 ] . وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز : أنه كتب إلى عامله بالكوفة ، أما بعد : فإن الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت ، فجعل مصيرهم إليه ، فقال : فيما أنزل في كتابه الصادق الذي أنزله بعلمه ، وأشهد ملائكته على خلقه أنه يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون .