Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 88-97)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { لقد جئتم شيئاً إدّاً } قال : قولاً عظيماً . وفي قوله : { تكاد السماوات يتفطرن منه } الآية . قال : إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق ، إلا الثقلين ، وكادت تزول منه لعظمة الله : وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين . وفي قوله : { وتخر الجبال هدّاً } قال : هدماً . وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عون ، عن ابن مسعود قال : إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان ، هل مر بك اليوم أحد ذكر الله ؟ فإذا قال نعم ، استبشر . قال عون : أفيسمعن الزور إذا قيل ، ولا يسمعن الخير ؟ ! هي للخير اسمع . وقرأ { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } الآيات . وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن الجبلين إذا أصبحا ، نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول : أي فلان ، هل مر بك ذاكر لله ؟ فيقول : نعم . فيقول : لقد أقر الله عينك ، ولكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم . وأخرج الحاكم وصححه ، عن أبي أمامة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ " تكاد السموات ينفطرن " بالياء والنون { وتخر الجبال } بالتاء . وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { يتفطرن منه } قال : الانفطار الانشقاق . وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله : { تكاد السماوات يتفطرن منه } قال : يتشققن من عظمة الله . وأخرج ابن المنذر ، عن هرون قال : في قراءة ابن مسعود { تكاد السماوات يتفطرن } بالياء . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ، عن عبدالله بن عوف : إنه لما هاجر إلى المدينة ؛ وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم : شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف ، فأنزل الله { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً } . وأخرج ابن مردويه والديلمي ، عن البراء قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ : قل : اللهم اجعل لي عندك عهداً ، واجعل لي عندك ودّاً ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة " فأنزل الله { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } قال : فنزلت في علي . وأخرج الطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } قال : محبة في قلوب المؤمنين . وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه ، " عن علي قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله : { سيجعل لهم الرحمن وداً } ما هو ؟ قال : المحبة ، في قلوب المؤمنين ، والملائكة المقربين . يا علي ، إن الله أعطى المؤمن ثلاثاً . المنة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين " . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : { سيجعل لهم الرحمن وداً } قال : محبة في الناس في الدنيا . وأخرج هناد ، عن الضحاك { سيجعل لهم الرحمن وداً } قال : محبة في صدور المؤمنين . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { سيجعل لهم الرحمن وداً } قال : يحبهم ويحبونه . وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله عبداً ، نادى جبريل : إني قد أحببت فلاناً ، فأحبه . فينادي في السماء ، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض ، فذلك قول الله : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } وإذا أبغض الله عبداً ، نادى جبريل : إني قد أبغضت فلاناً ، فينادي في أهل السماء ، ثم تنزل له البغضاء في أهل الأرض " . وأخرج ابن مردويه ، عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " " إن العبد ليلتمس مرضاة الله ، فلا يزال كذلك ، فيقول الله لجبريل : إن عبدي فلاناً يلتمس أن يرضيني ، فرضائي عليه ، فيقول جبريل : رحمة الله على فلان ، ويقوله حملة العرش ، ويقوله الذين يلونهم ، حتى يقوله : أهل السموات السبع ، ثم يهبط إلى الأرض " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله في كتابه { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } " وإن العبد ليلتمس سخط الله ، فيقول الله : يا جبريل ، إن فلاناً يسخطني ، ألا وإن غضبي عليه ؛ فيقول جبريل : غضب الله على فلان ، ويقوله حملة العرش ، ويقوله من دونهم ، حتى يقوله أهل السموات السبع ، ثم يهبط إلى الأرض " " . وأخرج عبد بن حميد ، عن كعب قال : أجد في التوراة : أنه لم تكن محبة لأحد من أهل الأرض ، حتى تكون بدؤها من الله تعالى ؛ ينزلها على أهل الأرض ، ثم قرأت القرآن فوجدت فيه { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن ابن عباس بسند ضعيف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله أعطى المؤمن ثلاثة : المقة والملاحة والمودة والمحبة في صدور المؤمنين " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد سلام عليك أما بعد : فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله ، فإذا أحبه الله حببه إلى عباده ، وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله ، فإذا أبغضه الله بغضه إلى عباده . وأخرج الحكيم الترمذي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل عبد صيت ، فإن كان صالحاً وضع في الأرض ، وإن كان سيئاً وضع في الأرض " . وأخرج أحمد والحكيم الترمذي ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المقة من الله ، والصيت من السماء ، فإذا أحب الله عبداً قال لجبريل : إني أحب فلاناً ، فينادي جبريل : إن ربكم يحب فلاناً فأحبوه ، فتنزل له المحبة في الأرض ، وإذا أبغض عبداً قال لجبريل : إني أبغض فلاناً ، فأبغضه ، فينادي جبريل : إن ربكم يبغض فلاناً فابغضوه ، فيجري له البغض في الأرض " . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : { وتنذر به قوماً لداً } قال : فجاراً . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : { لداً } قال : صماً . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { لداً } قال : خصماء . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : { قوماً لداً } قال : جدلاً بالباطل . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة { قوماً لداً } قال : هم قريش . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد { لداً } قال : لا يستقيمون .