Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 108-110)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال " قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه ، أو فجر لنا أنهاراً نتبعك ونصدقك ، فأنزل الله في ذلك { أم تريدون أن تسألوا رسولكم } إلى قوله { سواء السبيل } وكان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد اليهود حسداً للعرب إذ خصهم الله برسوله ، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإِسلام ما استطاعا ، فأنزل الله فيهما { ودّ كثير من أهل الكتاب … } الآية " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : قال رجل " يا رسول الله لو كانت كفاراتنا ككفارات بني إسرائيل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أعطيتم خير ، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها ، فإن كفرها كانت له خزياً في الدنيا ، وإن لم يكفرها كانت له خزياً في الآخرة ، وقد أعطاكم الله خيراً من ذلك قال { ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه } [ النساء : 110 ] الآية ، والصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن . فأنزل الله { أم تريدون أن تسألوا رسولكم … } الآية . " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي قال : سألت العرب محمداً صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالله فيروه جهرة ، فنزلت هذه الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال " سألت قريش محمداً صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً . فقال : نعم ، وهو كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم ، فأبوا ورجعوا . فأنزل الله { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } أن يريهم الله جهرة " . وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله { ومن يتبدل الكفر بالإِيمان } يقول : يتبدل الشدة بالرخاء . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { فقد ضل سواء السبيل } قال : عدل عن السبيل . وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن كعب بن مالك قال " كان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى ، فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ، ففيهم أنزل الله { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً } [ آل عمران : 186 ] الآية . وفيهم أنزل الله { ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً } الآيه " . وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن أسامة بن زيد قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً } [ آل عمران : 186 ] وقال { ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره } وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأوّل في العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم بقتل ، فقتل الله به من قتل من صناديد قريش " . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري وقتادة في قوله { ودّ كثير من أهل الكتاب } قالا : كعب بن الأشرف . وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله { حسداً من عند أنفسهم } قال : من قبل أنفسهم { من بعد ما تبين لهم الحق } يقول : يتبين لهم أن محمداً رسول الله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { من بعد تبين لهم الحق } قال : من بعد ما تبين لهم أن محمداً رسول الله يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل نعته وأمره ونبوته ، ومن بعد ما تبين لهم أن الإِسلام دين الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم { فاعفوا واصفحوا } قال : أمر الله نبيه أن يعفو عنهم ويصفح حتى يأتي الله بأمره ، فأنزل الله في براءة وأمره فقال { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } [ التوبة : 29 ] الآية . فنسختها هذه الآية ، وأمره الله فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يقروا بالجزية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله { فاعفوا واصفحوا } وقوله { وأعرض عن المشركين } [ الأنعام : 106 ] ونحو هذا في العفو عن المشركين قال : نسخ ذلك كله بقوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } [ التوبة : 29 ] وقوله { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } [ التوبة : 5 ] . وأخرج ابن جرير والنحاس في تاريخه عن السدي في قوله { فاعفوا واصفحوا } قال : هي منسوخه نسختها { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } [ التوبة : 29 ] . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { وما تقدموا لأنفسكم من خير } يعني من الأعمال من الخير في الدنيا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { تجدوه عند الله } قال : تجدوا ثوابه .