Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 128-128)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الكريم في قوله تعالى { ربنا واجعلنا مسلمين } قال : مخلصين . أخرج ابن أبي حاتم عن سلام بن أبي مطيع في هذه الآية قال : كانا مسلمين ولكن سألاه الثبات . أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } يعنيان العرب . وأما قوله تعالى : { وأرنا مناسكنا } . أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والأزرقي عن مجاهد قال : قال إبراهيم عليه السلام : رب أرنا مناسكنا . فاتاه جبريل فأتى به البيت فقال : ارفع القواعد . فرفع القواعد وأتم البنيان ، ثم أخذ بيده فأخرجه ، فانطلق به إلى الصفا قال : هذا من شعائر الله ، ثم انطلق به إلى المروة فقال : وهذا من شعائر الله ، ثم انطلق به نحو منى ، فلما كان من العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة فقال : كبر وارمه . فكبر ورماه ، ثم انطلق إبليس فقام عند الجمرة الوسطى ، فلما حاذى به جبريل وإبراهيم قال له : كبر وارمه . فكبر ورمى ، فذهب إبليس حتى أتى الجمرة القصوى ، فقال له جبريل : كبر وارمه . فكبر ورمى ، فذهب إبليس وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئاً فلم يستطع ، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به المشعر الحرام ، فقال : هذا المشعر الحرام ، ثم ذهب حتى أتى به عرفات قال : قد عرفت ما أريتك ؟ قالها ثلاث مرات . قال : نعم . قال : فأذن في الناس بالحج . قال : وكيف أؤذن ؟ قال : قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم ثلاث مرات ، فأجاب العباد لبيك اللهم ربنا لبيك ، فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج . وأخرج ابن جرير من طريق ابن المسيب عن علي قال : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال : قد فعلت أي رب فأرنا مناسكنا ، أبرزها لنا ، علمناها ، فبعث الله جبريل فحج به . وأخرج سعيد بن منصور الأزرقي عن مجاهد قال : حج إبراهيم وإسمعيل وهما ماشيان . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : كان المقام في أصل الكعبة ، فقام عليه إبراهيم فتفرجت عنه هذه الجبال أبو قبيس وصاحبه إلى ما بينه وبين عرفات ، فأراه مناسكه حتى انتهى إليه ، فقال : عرفت ؟ قال : نعم . فسميت عرفات . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مجلز في قوله { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } [ البقرة : 127 ] قال : لما فرغ إبراهيم من البيت جاءه جبريل أراه الطواف بالبيت والصفا والمروة ، ثم انطلقا إلى العقبة فعرض لهما الشيطان ، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات ، فرمى وكبَّر وقال لإِبراهيم : ارم وكبر مع كل رمية حتى أمَلَّ الشيطان ، ثم انطلقا إلى الجمرة الوسطى فعرض لهما الشيطان ، فأخذ جبريل سبع حصيات فرميا وكبرا مع كل رمية حتى املَّ الشيطان ، ثم أتيا الجمرة القصوى فعرض لهما الشيطان ، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات ، وقال : ارم وكبر . فرميا وكبرا مع كل رمية حتى أقل ، ثم أتى به إلى منى فقال : ههنا يحلق الناس رؤوسهم ، ثم أتى به جمعاً فقال : ههنا يجمع الناس الصلاة ، ثم أتى به عرفات فقال : عرفت … ؟ قال : نعم . فمن ثم سميت عرفات . واخرج الأزرقي عن زهير بن محمد قال : لما فرغ إبراهيم من البيت الحرام قال : أي رب قد فعلت فأرنا مناسكنا ، فبعث الله إليه جبريل فحج به ، حتى إذا جاء يوم النحر عرض له إبليس فقال : احصب . فحصب سبع حصيات ، ثم الغد ثم اليوم الثالث فملأ ما بين الجبلين ، ثم علا على منبر فقال : يا عباد الله أجيبوا ربكم ، فسمع دعوته من بين الأبحر ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، قالوا : لبيك اللهم لبيك . قال : ولم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعداً ، ولولا ذلك لأهلكت الأرض ومن عليها . قال : وأول من أجاب حين أذن بالحج أهل اليمن . وأخرج الأزرقي عن مجاهد في قوله { وأرنا مناسكنا } قال : مذابحنا . وأخرج الجندي عن مجاهد قال : قال الله لإِبراهيم عليه السلام " قم فابن لي بيتاً . قال : أي رب أين … ؟ قال : سأخبرك " فبعث الله إليه سحابة لها رأس فقالت : يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة . قال : فجعل إبراهيم ينظر إلى السحابة ويخط . فقالت : قد فعلت ؟ قال : نعم . فارتفعت السحابة فحفر إبراهيم فأبرز عن أساس نابت من الأرض فبنى إبراهيم ، فلما فرغ قال : أي رب قد فعلت فأرنا مناسكنا . فبعث الله إليه جبريل يحج به ، حتى إذا جاء يوم النحر عرض له إبليس فقال له جبريل : احصب . فحصب بسبع حصيات ، ثم الغد ، ثم اليوم الثالث فالرابع ، ثم قال : أعل ثبيراً . فعلا ثبيراً فقال : أي عباد الله أجيبوا ، أي عباد الله أطيعوا الله . فسمع دعوته ما بين الأبحر ممن في قلبه مثقال ذرة من الإِيمان ، قالوا : لبيك أطعناك اللهم أطعناك ، وهي التي أتى الله إبراهيم في المناسك : لبيك اللهم لبيك ، ولم يزل على الأرض سبعة مسلمون فصاعداً ، لولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها . وأخرج ابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رفعه قال " لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة ، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ، ثم عرض له عند الجمرة الثانية ، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة ، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض " ، قال ابن عباس : الشيطان ترجمون ، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون . وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال : إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له الشيطان عند المسعى ، فسابق إبراهيم فسبقه إبراهيم ، ثم انطلق به جبريل حتى أراه مِنى فقال : هذا مناخ الناس . فلما انتهى إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم أتى به جمرة الوسطى فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم أتى به جمرة القصوى فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، فأتى به جمعاً فقال : هذا المشعر . ثم أتى به عرفة فقال : هذه عرفة . فقال له جبريل : أعرفت ؟ قال : نعم . ولذلك سميت عرفة . أتدري كيف كانت التلبية ؟ : أن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج ، أمرت الجبال فخفضت رؤوسها ورفعت له القرى ، فأذن في الناس بالحج . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وأرنا مناسكنا } قال : أراهما الله مناسكهما . الموقف بعرفات ، والإِفاضة من جمع ، ورمي الجمار والطواف بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة .