Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 14-15)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الواحدي والثعلبي بسنده عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في عبدالله بن أبي وأصحابه ، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عبدالله بن أبي : انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم ، فذهب فأخذ بيد أبي بكر فقال : مرحباً بالصديق سيد بني تيم ، وشيخ الإِسلام ، وثاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ، الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أخذ بيد عمر فقال : مرحباً بسيد عدي بن كعب ، الفاروق القوي في دين الله ، الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أخذ بيد علي وقال : مرحباً بابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه ، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم افترقوا فقال عبدالله لأصحابه : كيف رأيتموني فعلت ؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت ، فاثنوا عليه خيراً . فرجع المسلمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك ، فأنزلت هذه الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وإذا لقوا الذين آمنوا } الآية . قال : كان رجال من اليهود إذا لقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو بعضهم قالوا : إنا على دينكم { وإذا خلوا إلى شياطينهم } وهم إخوانهم { قالوا : إنا معكم } أي على مثل ما أنتم عليه { إنما نحن مستهزئون } قال : ساخرون بأصحاب محمد { الله يستهزئ بهم } قال : يسخر بهم للنقمة منهم { ويمدهم في طغيانهم } قال : في كفرهم { يعمهون } قال يترددون . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { وإذا لقوا الذين آمنا قالوا آمنا } وهم منافقو أهل الكتاب ، فذكرهم وذكر استهزاءهم ، وأنهم { إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم } على دينكم { إنما نحن مستهزئون } بأصحاب محمد . يقول الله { الله يستهزئ بهم } في الآخرة ، يفتح لهم باباً في جهنم من الجنة ثم يقال لهم : تعالوا فيقبلون يسبحون في النار ، والمؤمنون على الأرائك وهي السرر في الحجال ينظرون إليهم ، فإذا انتهوا إلى الباب سد عنهم ، فضحك المؤمنون منهم فذلك قول الله { الله يستهزئ بهم } في الآخرة ، ويضحك المؤمنون منهم حين غلقت دونهم الأبواب . فذلك قوله { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } [ المطففون : 34 ] . وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } أي صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة { وإذا خلوا إلى شياطينهم } ، من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب { قالوا إنا معكم } أي إنا على مثل ما أنتم عليه { إنما نحن مستهزئون } أي إنما نحن مستهزئون بالقوم ، ونلعب بهم . وأخرج ابن الأنباري عن اليماني أنه قرأ { وإذا لاقوا الذين آمنوا } . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله { وإذا خلوا } قال : مضوا . واخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله { وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال : رؤوسهم في الكفر . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { إذا خلوا إلي شياطينهم } قال : أصحابهم من المنافقين والمشركين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال : إلى إخوانهم من المشركين ، ورؤوسهم وقادتهم في الشر { قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون } يقولون : إنما نسخر من هؤلاء القوم ونستهزئ بهم . وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح في قوله { الله يستهزئ بهم } قال : يقال : لأهل النار وهم في النار اخرجوا ، وتُفْتَحُ لهم أبواب النار ، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك ، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم . فذلك قوله { الله يستهزئ بهم } ويضحك عليهم المؤمنون حين غلقت دونهم . فذلك قوله { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ، على الأرائك ينظرون } [ المطففون : 34 35 ] الآية . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله { ويمدهم } قال : يملي لهم { في طغيانهم يعمهون } قال : في كفرهم يتمادون . واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { يعمهون } قال : يتمادون . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل { يعمهون } قال : يلعبون ويترددون . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر : @ أراني قد عمهت وشاب رأسي وهذا اللعب شين بالكبير @@ وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { ويمدهم } قال : يزيدهم { في طغيانهم يعمهون } قال : يلعبون ويترددون في الضلالة .