Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 159-160)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : سأل معاذ بن جبل أخو بني سلمة ، وسعد بن معاذ أخو بني الأشهل ، وخارجة بن زيد أخو الحرث بن الخزرج ، نفراً من أحبار اليهود عن بعض ما في التوراة ، فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم ، فأنزل الله فيهم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى … } الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } قال : هم أهل الكتاب . وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى … } الآية . قال : أولئك أهل الكتاب كتموا الإِسلام وهو دين الله ، وكتموا محمداً ، وهم { يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنحيل } [ الأعراف : 157 ] { ويلعنهم اللاعنون } قال : من ملائكة الله المؤمنين . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال : هم أهل الكتاب كتموا محمداً ونعته ، وهم يجدونه مكتوباً عندهم حسداً وبغياً . وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال : زعموا أن رجلاً من اليهود كان له صديق من الأنصار يقال له ثعلبة بن غنمة ، قال له : هل تجدون محمداً عندكم ؟ قال : لا . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء في قوله { أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } قال : الجن والإِنس ، وكل دابة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : إذا أجدبت البهائم دعت على فجار بني آدم . فقالت : تحبس عنا الغيث بذنوبهم . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن مجاهد في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : إن البهائم إذا اشتدت عليهم السنة قالت : هذا من أجل عصاة بني آدم ، لعن الله عصاة بني آدم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : دواب الأرض العقارب والخنافس يقولون : إنما منعنا القطر بذنوبهم فليعنونهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : يلعنهم كل شيء حتى الخنافس والعقارب ، يقولون : منعنا القطر بذنوب بني آدم . وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : كل شيء حتى الخنفساء . وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال : كنا في جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الكافر يضرب ضربتين بين عينيه فيسمعه كل دابة غير الثقلين ، فتلعنه كل دابة سمعت صوته ، فذلك قول الله { ويلعنهم اللاعنون } يعني دواب الأرض " . وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : قال البراء بن عازب : إن الكافر إذا وضع في قبره أتته دابة كأن عينيها قدران من نحاس معها عمود من حديد ، فتضربه ضربة بين كتفيه فيصيح لا يسمع أحد صوته إلا لعنه ، ولا يبقى شيء إلا سمع صوته إلا الثقلين الجن والإِنس . وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله { ويلعنهم اللاعنون } قال : الكافر إذا وضع في حفرته ضرب ضربة بمطرق ، فيصيح صيحة يسمع صوته كل شيء إلا الثقلين الجن والإِنس ، فلا يسمع صيحته شيء إلا لعنه . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عبد الوهاب بن عطاء في قوله { إن الذين يكتمون … } الآية . قال : سمعت الكلبي يقول : هم اليهود . قال : ومن لعن شيئاً ليس هو بأهل رجعت اللعنة على يهودي ، فذلك قوله { ويلعنهم اللاعنون } . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان من طريق محمد بن مروان ، أخبرني الكلبي عن أبي صالح عن ابن مسعود في هذه الآية قال : هو الرجل يلعن صاحبه في أمر يرى أن قد أتى إليه ، فترتفع اللعنة في السماء سريعاً ، فلا تجد صاحبها التي قيلت له أهلاً ، فترجع إلى الذي تكلم بها فلا تجده لها أهلاً ، فتنطلق فتقع على اليهود فهو قوله { ويلعنهم اللاعنون } فمن تاب منهم ارتفعت عنهم اللعنة ، فكانت فيمن بقي من اليهود وهو قوله { إلا الذين تابوا … } الآية . وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سئل عن علم عنده فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة " . وأخرج ابن ماجة عن أنس بن مالك " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار " . وأخرج ابن ماجة والمرهبي في فضل العلم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كتم علماً مما ينفع الله به الناس في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " . وأخرج ابن ماجة عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن كتم حديثاً فقد كتم ما أنزل الله " . وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما عبد آتاه الله علماً فكتمه لقي الله يوم القيامة ملجماً بلجام من نار " . واخرج أبو يعلى والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامه ملجماً بلجام من نار " . وأخرج الطبراني من حديث ابن عمر وابن عمرو مثله . وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان قال : علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه . وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي هريرة قال : لولا آية في كتاب الله ما حدثت أحداً بشيء أبداً ، ثم تلا هذه الآية { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى … } الآية . وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس في قوله { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } إلى قوله { اللاعنون } ثم استثنى فقال { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا … } الآية . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء { إلا الذين تابوا وأصلحوا } قال : ذلك كفارة له . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { إلا الذين تابوا وأصلحوا } قال : أصلحوا ما بينهم وبين الله { وبينوا } الذي جاءهم من الله ولم يكتموه ولم يجحدوا به . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { أتوب عليهم } يعني أتجاوز عنهم . أما قوله تعالى : { وأنا التوّاب } . أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي زرعة عمرو بن جرير قال : إن أول شيء كتب أنا التواب أتوب على من تاب .