Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 185-185)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عدي والبيهقي في سننه والديلمي عن أبي هريرة مرفوعاً وموقوفاً " لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله ، ولكن قولوا شهر رمضان " . وأخرج وكيع وابن جرير عن مجاهد قال : لا تقل رمضان ، فإنك لا تدري ما رمضان ، لعله اسم من أسماء الله عز وجل ولكن قل شهر رمضان كما قال الله عز وجل . وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر قال : إنما سمي رمضان لأن الذنوب ترمض فيه ، وإنما سمي شوّالاً لأنه يشول الذنوب كما تشول الناقة ذنبها . وأخرج ابن مردويه والأصبهاني في الترغيب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما سمي رمضان لأن رمضان يرمض الذنوب " . وأخرج ابن مردويه والأصبهاني عن عائشة قالت : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم " يا رسول الله ما رمضان ؟ قال : ارمض الله فيه ذنوب المؤمنين ، وغفرها لهم . قيل : فشوال ؟ قال : شالت فيه ذنوبهم فلم يبق فيه ذنب إلا غفره " . وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة " . وأخرج البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإِيمان وضعفه عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال : اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " . وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن طلحة بن عبيد الله " أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال : يا رسول الله أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام ؟ فقال : شهر رمضان إلا أن تطوّع . فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإِسلام . قال : والذي أكرمك لا أتطوّع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق ، أو دخل الجنة إن صدق " . وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والبيهقي عن عرفجة قال : كنا عند عتبة بن فرقد وهو يحدثنا عن رمضان ، إذ دخل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسكت عتبة بن فرقد قال : يا أبا عبد الله حدثنا عن رمضان كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب السعير ، وتصفد فيه الشياطين ، وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير هلم ، ويا باغي الشر أقصر ، حتى ينقضي رمضان " . وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله عند كل فطر عتقاء من النار " . وأخرج مسلم والبيهقي عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " . وأخرج ابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ، وعرف حدوده ، وحفظ مما ينبغي أن يحفظ منه ، كفر ما قبله " . وأخرج ابن ماجة عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله عند كل فطر عتقاء ، وذلك في كل ليلة " . وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتح أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر . ولله عز وجل عتقاء من النار ، وذلك عند كل ليلة " . وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : نبشركم قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " . وأخرج أحمد والبزار وأبو الشيخ في الثواب والبيهقي والأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم تعط أمة قبلهم : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، ويزين الله كل يوم جنته ، ثم قال : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك ، وتصفد فيه الشياطين ، ولا يخلصون فيه إلى ما يخلصون في غيره ، ويغفر لهم آخر ليلة . قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال : لا ، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله " . وأخرج البيهقي والأصبهاني عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي : أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليهم ، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً ، وأما الثانية فإنه خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك ، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة ، وأما الرابعة فإن الله يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي ، وأما الخامسة فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً . فقال رجل من القوم : أهي ليلة القدر ؟ فقال : لا ، ألم تر إلى العمال يعملون ، فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم ؟ " . وأخرج البيهقي في الشعب والأصبهاني في الترغيب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار ، فإذا كان آخر ليلة أعتق بعدد من مضى " . وأخرج البيهقي عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب واحد الشهر كله ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب واحد الشهر كله ، وغلت عتاة الجن ونادى مناد من كل ليلة إلى انفجار الصبح : يا باغي الخير تمم وابشر ، ويا باغي الشر أقصر وابصر السماء ، هل من مستغفر نغفر له ؟ هل من تائب نتوب عليه ؟ هل من داع نستجيب له ؟ هل من سائل نعطي سؤاله ؟ ولله عند كل فطر من شهر رمضان كل ليلة عتقاء من النار ستون ألفاً ، فإذا كان يوم الفطر أعتق مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفاً ستين ألفاً " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أظـلكم شهركم هذا - يعني شهر رمضان - بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما مر على المسلمين شهر خير لهم منه ، ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه ، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ، ويكتب وزره وشقاءه قبل أن يدخل ، وذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوّة في العبادة ، ويعد فيه المنافق اغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم ، فهو غنم للمؤمنين وغرم على الفاجر " . وأخرج العقليلي وضعفه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والخطيب والأصبهاني في الترغيب عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوّعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن ، من فطر فيه صائماً كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء . قلنا : يا رسول الله كلنا نجد ما يفطر الصائم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن ، أو تمرة ، أو شربة من ماء ، ومن أشبع صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ، وهو شهر أوّله وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، من خفف عن مملوكه فيه غفر له وأعتقه من النار ، فاستكْثروا فيهِ مِنْ أَرْبعَ خِصَالٍ : خَصْلَتَان تُرْضُونَ بِهمَا رَبَّكُمْ ، وَخَصْلَتَانِ لاَ غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا . فَأمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَان تُرْضُونَ بِهِما رَبَّكُمْ فَشَهَادَةُ أنْ لاَ إلهَ إلا اللهُ وَتسْتَغْفِرونَهُ ، وَأمَّا اللَّتَانِ لاَ غِنَى بِكُمْ عَنْهُما فَتَسْأَلُونَ الْجنَّةَ وتَعُوذونَ بِهِ مِنَ النَّار " . وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فقال : شهر فرض الله عليكم صيامه وسننت أنا قيامه ، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " . وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصلاة المكتوبة إلى الصلاة التي تليها كفارة ، والجمعة إلى الجمعة التي تليها كفارة ما بينهما ، والشهر إلى الشهر يعني شهر رمضان إلى شهر رمضان كفارة ما بينهما إلا من ثلاث : الإِشراك بالله ، وترك السنة ، ونكث الصفقة . فقلت : يا رسول الله أما الاشراك بالله فقد عرفناه فما نكث الصفقة وترك السنة ؟ قال : أما نكث الصفقة فأن تبايع رجلاً بيمينك ثم تخالف إليه فتقاتله بسيفك ، وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة " . وأخرج ابن خزيمة والبيهقي والأصبهاني عن أنس بن مالك قال : لما أقبل شهر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبحان الله . ! ماذا تستقبلون وماذا يستقبلكم ؟ قال عمر بن الخطاب : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! وحي نزل أو عدوّ حضر ؟ قال : لا ولكن شهر رمضان يغفر الله في أول ليلة لكل أهل هذه القبلة ، وفي القوم رجل يهز رأسه فيقول : بخ بخ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كأن ضاق صدرك بما سمعت . قال : لا والله يا رسول الله ولكن ذكرت المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : المنافق كافر وليس للكافر في ذا شيء " . وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله قال : " لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر جعل له ثلاث عتبات ، فلما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم العتبة الأولى قال : آمين ، ثم صعد العتبة الثانية فقال : آمين ، حتى إذا صعد العتبة الثالثة قال : آمين . فقال المسلمون : يا رسول الله رأيناك تقول آمين آمين آمين ولا نرى أحداً ؟ ! فقال : إن جبريل صعد قبلي العتبة الأولى فقال : يا محمد . فقلت : لبيك وسعديك . فقال : من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر له فابعده الله . قل آمين . فقلت : آمين . فلما صعد العتبة الثانية قال : يا محمد قلت : لبيك وسعديك . قال : من أدرك شهر رمضان وصام نهاره وقام ليله ثم مات ولم يغفر له فدخل النار فابعده الله ، فقل آمين . فقلت : آمين . فلما صعد العتبة الثالثة قال : يا محمد . قلت : لبيك وسعديك . قال : من ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات ولم يغفر له فدخل النار فابعده الله ، قل آمين . فقلت : آمين " . وأخرج الحاكم وصححه من طريق سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احضروا المنبر فحضرنا ، فلما ارتقى درجة قال : آمين . فلما ارتقى الثانية قال : آمين . ثم لما ارتقى الثالثة قال : آمين . فلما نزل قلنا : يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه ؟ ! قال : إن جبريل عرض لي فقال : بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له . قلت : آمين . فلما رقيت الثانية قال : بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك . فقلت : آمين . فلما رقيت الثالثة قال : بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة . فقلت : آمين " . وأخرج ابن حبان عن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده " فلما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، فلما رقى عتبة قال : آمين . ثم رقى أخرى قال : آمين . ثم رقى عتبة ثالثة فقال : آمين . ثم قال : أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فابعده الله . فقلت : آمين . قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فابعده الله . فقلت : آمين . قال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله . فقلت : آمين . " . وأخرج ابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين آمين آمين . قيل : يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين ؟ ! فقال : إن جبريل أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل آمين . فقلت : آمين " . وأخرج البيهقي عن عائشة قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان شد مئزره ، ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ " . وأخرج البيهقي والأصبهاني عن عائشة قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان تغير لونه ، وكثرت صلاته ، وابتهل في الدعاء وأشفق منه " . وأخرج البزار والبيهقي عن ابن عباس قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير ، وأعطى كل سائل " . وأخرج البيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن في رمضان ينادي مناد بعد الثلث الأوّل أو ثلث الليل الآخر ، ألا سائل يسأل فيعطى ألا مستغفر يستغفر فيغفر له ، ألا تائب يتوب فيتوب الله عليه " . وأخرج البيهقي والأصبهاني عن أنس قال : قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال : " صدقة في رمضان " . وأخرج البيهقي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الجنة لتزين من الحول إلى الحول لشهر رمضان ، وإن الحور لتزين من الحول إلى الحول لصوّام رمضان ، فإذا دخل رمضان قالت الجنة : اللهم اجعل لي في هذا الشهر من عبادك ، ويقول الحور : اللهم اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً . فمن لم يقذف مسلماً فيه ببهتان ، ولم يشرب مسكراً ، كفر الله عنه ذنوبه ، ومن قذف فيه مسلماً ، أو شرب فيه مسكراً ، أحبط الله عمله لسنة ، فاتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله ، جعل الله لكم أحد عشر شهراً تأكلون فيها وتشربون وتتلذذون وجعل لنفسه شهراً ، فاتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله " . وأخرج الدارقطني في الأفراد والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي وابن عساكر عن ابن عمرو " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى حول قابل ، فإذا كان أوّل يوم من رمضان هبت ريح تحت العرش ، من ورق الجنة على الحور العين فيقلن : يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجاً تقر بهم أعيننا وتقر أعينهم بنا " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن خزيمة وأبو الشيخ في الثواب وابن مردويه والبيهقي والأصبهاني في الترغيب عن أبي مسعود الأنصاري قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأهل رمضان فقال : لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها . فقال رجل : يا نبي الله حدثنا ، فقال : إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول ، فإذا كان أوّل يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش ، فصفقت ورق الجنة ، فتنظر الحور العين إلى ذلك ، فيقلن : يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا . فيقال : فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوّج زوجة من الحور العين ، في خيمة من درة مما نعت الله { حور مقصورات في الخيام } [ الرحمن : 72 ] على كل امرأة منهن سبعون حلة ، ليس منها حلة على لون أخرى ويعطى سبعين لوناً من الطيب ، ليس منه لون على ريح الآخر ، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف ، مع كل وصيفة صحفة من ذهب فيها لون طعام ، يجد لآخر لقمة منها لذة لم يجدها لأوّله ، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء ، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من استبرق ، فوق كل فراش سبعون أريكة ، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحاً بالدر عليه سواران من ذهب ، هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات " . وأخرج البيهقي والأصبهاني عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان ، وليس من عبد مؤمن يصلي في ليلة منها إلا كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة بكل سجدة ، وبنى له بيتاً في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب ، فيها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء ، فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان ، واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب ، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام " . وأخرج البزار والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سيد الشهور شهر رمضان ، وأعظمها حرمة ذو الحجة " . وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود قال : سيد الشهور شهر رمضان ، وسيد الأيام الجمعة . وأخرج البيهقي عن كعب قال : إن الله اختار ساعات الليل والنهار فجعل منهن الصلوات المكتوبة ، واختار الأيام فجعل منهن الجمعة ، واختار الشهور فجعل منهن شهر رمضان ، واختار الليالي فجعل منهن ليلة القدر ، واختار البقاع فجعل منها المساجد " . وأخرج أبو الشيخ في الثّواب والبيهقي والأصبهاني عن ابن عباس " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الجنة لتعد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة ، تصفق ورق الجنة وحلق المصاريع ، يسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، فيثب الحور العين حتى يشرفن على شرف الجنة ، فينادين : هل من خاطب إلى الله فيزوّجه ؟ ثم يقول الحور العين : يا رضوان الجنة ما هذه الليلة ؟ فيجيبهن بالتلبية ، ثم يقول : هذه أول ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنة على الصائمين من أمة محمد ، ويا جبريل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ، ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صيامهم ، ويقول الله عز وجل في ليلة من شهر رمضان لمناد ينادي ثلاث مرات : هل من سائل فاعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ من يقرض المليء غير المعدم ؟ والوفي غير الظلوم ؟ قال : وله في كل يوم من شهر رمضان عند الإِفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار ، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره . وإذا كان ليلة القدر يأمر الله جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعهم لواء أخضر ، فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في تلك الليلة ، فينشرهما في تلك الليلة فتجاوز المشرق إلى المغرب ، فيحث جبريل الملائكة في هذه الليلة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ، يصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر ينادي جبريل : معاشر الملائكة الرحيل الرحيل … فيقولون : يا جبريل فما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول جبريل : نظر الله إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة . قلنا : يا رسول الله من هم ؟ قال : رجل مدمن خمر ، وعاق لوالديه ، وقاطع رحم ، ومشاحن ، قلنا : يا رسول الله ما المشاحن ؟ قال : هو المصارم . فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة ، فإذا كانت غداة الفطر بعث الله الملائكة في كل بلاد ، فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك ، فينادون بصوت يسمع من خلق الله إلا الجن والإِنس ، فيقولون : يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويعفو عن العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله للملائكة : ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ فتقول الملائكة : إلهنا وسيدنا جزاؤه أن يوفيه أجره . فيقول : فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامه رضاي ومغفرتي . ويقول : يا عبادي سلوني ، فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئاً في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم ، فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني ، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود انصرفوا مغفوراً لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم . فتفرح الملائكة ويستغفرون بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان " . وأخرج البيهقي في الشعب عن كعب الأحبار قال : أوحى الله إلى موسى عليه السلام : إني افترضت على عبادي الصيام وهو شهر رمضان . يا موسى من وافى القيامة وفي صحيفته عشر رمضانات فهو من الابدال ، ومن وافى القيامة وفي صحيفته عشرون رمضاناً فهو من المخبتين ، ومن وافى القيامة وفي صحيفته ثلاثون رمضاناً فهو من أفضل الشهداء عندي ثواباً ، يا موسى إني آمر حملة العرش إذا دخل شهر رمضان أن يمسكوا عن العبادة ، فكلما دعا صائمو رمضان بدعوة ، وأن يقولوا آمين ، وإني أوجبت على نفسي أن لا أرد دعوة صائمي رمضان . يا موسى إني ألهم في رمضان السموات والأرض والجبال والدواب والهوام أن يستغفروا لصائمي رمضان . يا موسى اطلب ثلاثة ممن يصوم رمضان فصل معهم ، وكل واشرب معهم ، فإني لا أنزل عقوبتي ولا نقمتي في بقعة فيها ثلاثة ممن يصوم رمضان . يا موسى إن كنت مسافراً فاقدم ، وإن كنت مريضاً فمرهم أن يحملوك ، وقل للنساء والحيض والصبيان الصغار أن يبرزوا معك حيث يبرز صائمو رمضان عند صوم رمضان ، فإني لو أذنت لسمائي وأرضي لسلمتا عليهم ولكلمتاهم ولبشرتاهم بما أجيزهم ، إني أقول لعبادي الذين صاموا رمضان ارجعوا إلى رحالكم فقد أرضيتموني ، وجعلت ثوابكم من صيامكم أن أعتقكم من النار ، وأن احاسبكم حساباً يسيراً ، وأن أقيل لكم العثرة ، وأن أخلف لكم النفقة ، وأن لا أفضحكم بين يدي أحد ، وعزتي لا تسألوني شيئاً بعد صيام رمضان وموقفكم هذا من آخرتكم إلا أعطيتكم ، ولا تسألوني شيئاً من أمر دنياكم إلا نظرت لكم . وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي والأصبهاني عن عمر بن الخطاب قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ذاكر الله في رمضان مغفور ، وسائل الله فيه لا يخيب " . وأخرج البخاري ومسلم والترمذي في الشمائل والنسائي والبيهقي عن ابن عباس قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ ، يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليه القرآن ، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " . وأخرج ابن ماجة عن أنس قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد الحرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم " . وأخرج البزار عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة من رمضان ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة " . وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه ، وإذا نظر الله إلى عبده لم يعذبه أبداً ، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله ، فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار بنوره مع أنه لا يصفه الواصفون ، فيقول لملائكته وهم في عيدهم من الغد : يا معشر الملائكة ما جزاء الأجير إذا وفى عمله ؟ تقول الملائكة : يوفى أجره . فيقول الله : أشهدكم أني قد غفرت لهم " . وأخرج الطبراني عن عبادة بن الصامت " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً وحضر رمضان : أتاكم شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فتنزل الرحمة وتحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل " . وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط عن أنس قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتغل فيه الشياطين ، بعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له إذا لم يغفر له فيه فمتى " . وأخرج أبو الشيخ في الثواب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن شهر رمضان شهر أمتي يمرض مريضهم فيعودونه ، فإذا صام مسلم لم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ، ويسعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه ، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها " . وأخرج ابن مردويه والأصبهاني في ترغيبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام يوماً من رمضان فسلم من ثلاث ضمنت له الجنة . فقال أبو عبيدة بن الجراح : يا رسول الله على ما فيه سوى الثلاث ؟ قال : على ما فيه سوى الثلاث . لسانه ، وبطنه ، وفرجه " . وأخرج الأصبهاني عن الزهري قال : تسبيحة في شهر رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره . وأخرج الأصبهاني عن معلى بن الفضل قال : كانوا يدعون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ، ويدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم . وأخرج الأصبهاني عن البراء بن عازب قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فضل الجمعة في شهر رمضان على سائر أيامه كفضل رمضان على سائر الشهور " . وأخرج الأصبهاني عن إبراهيم النخعي قال : صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ، وتسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة في رمضان أفضل من ألف ركعة " . وأخرج الأصبهاني عن عائشة قالت : قال رسول الله " إذا سلم رمضان سلمت السنة ، وإذا سلمت الجمعة سلمت الأيام " . وأخرج الأصبهاني من طريق الأوزاعي عن مكحول والقاسم بن مخيمرة وعبدة بن أبي لبابة قالوا : سمعنا أبا لبابة الباهلي ، وواثلة بن الأسقع ، وعبدالله بن بشر ، سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الجنة لتزين من الحول إلى الحول لشهر رمضان ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صان نفسه ودينه في شهر رمضان زوّجه الله من الحور العين ، وأعطاه قصراً من قصور الجنة ، ومن عمل سيئة ، أو رمى بها مؤمناً ببهتان ، أو شرب مسكراً في شهر رمضان أحبط الله عمله سنة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقوا شهر رمضان لأنه شهر الله جعل لكم أحد عشر شهراً تشبعون فيها وتروون ، وشهر رمضان شهر الله فاحفظوا فيه أنفسكم " . وأخرج الأصبهاني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمتي لن يخزوا أبداً ما أقاموا شهر رمضان ، فقال رجل من الأنصار : وما خزيهم من إضاعتهم شهر رمضان ؟ فقال : انتهاك المحارم . من عمل سوءاً ، أو زنى ، أو سرق ، لم يقبل منه شهر رمضان ، ولعنة الرب والملائكة إلى مثلها من الحول ، فإن مات قبل شهر رمضان فليبشر بالنار ، فاتقوا شهر رمضان فإن الحسنات تضاعف فيه ، وكذلك السيئات " . وأخرج الأصبهاني عن علي قال : لما كان أوّل ليلة من رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى على الله وقال : " أيها الناس قد كفاكم الله عدوكم من الجنة ووعدكم الاجابة ، وقال { ادعوني أستجب لكم } [ غافر : 60 ] أَلا وقد وكل الله بكل شيطان مريد سبعة من الملائكة ، فليس بمحلول حتى ينقضي شهر رمضان ، أَلا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه إلى آخر ليلة منه ، أَلا والدعاء فيه مقبول حتى إذا كان أول ليلة من العشر شمر وشد المئزر ، وخرج من بيته واعتكفهن وأحيا الليل . قيل : وما شد المئزر ؟ قال : كان يعتزل النساء فيهن " . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن اسحق بن أبي اسحق . أن أبا هريرة قال لكعب : تجدون رمضان عندكم ؟ قال : نجده حطة . وأخرج أحمد والبزار وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن عمرو بن مرة الجهني قال " جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت أن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وصمت رمضان وقمته ، وآتيت الزكاة ، فمن أنا ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا - ونصب أصبعيه - ما لم يعق والديه " . وأخرج البيهقي عن علي . أنه كان يخطب إذا حضر رمضان ، ثم يقول : هذا الشهر المبارك الذي فرض الله صيامه ولم يفرض قيامه ، ليحذر الرجل أن يقول : أصوم إذا صام فلان وأفطر إذا أفطر فلان ، ألا إن الصيام ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو ، ألا لا تقدموا الشهر إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فافطروا ، فإن غم عليكم فأتموا العدة . وأما قوله تعالى : { الذي أنزل فيه القرآن } . أخرج أحمد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإِيمان والأصبهاني في الترغيب عن واثلة بن الأسقع " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، وأنزل الانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان " . وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : أنزل الله صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، وأنزل التوراة على موسى لست خلون من رمضان ، وأنزل الزبور على داود لاثنتي عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الانجيل على عيسى لثماني عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الفرقان على محمد لأربع وعشرين خلت من رمضان . وأخرج ابن الضريس عن أبي الجلد قال : أنزل الله صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان ، وأنزل الإِنجيل لثماني عشرة خلون من شهر من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان ، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال " أعطيت السبع الطوال مكان التوراة ، وأعطيت المبين مكان الانجيل ، وأعطيت المثاني مكان الزبور ، وفضلت بالمفصل " . وأخرج محمد بن نصر عن عائشة قالت : أنزلت الصحف الأولى في أول يوم من رمضان ، وأنزلت التوراة في ست من رمضان ، وأنزل الإِنجيل في اثنتي عشرة من رمضان ، وأنزل الزبور في ثماني عشرة من رمضان ، وأنزل القرآن في أربع وعشرين من رمضان . وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن مقسم قال : سأل عطية بن الأسود ابن عباس فقال : إنه قد وقع في قلبي الشك قول الله { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } وقوله { إنا أنزلناه في ليلة القدر } [ القدر : 1 ] وقوله { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } [ الدخان : 3 ] وقد أنزل في شوّال ، وذي القعدة ، وذي الحجة ، والمحرم ، وشهر ربيع الأول ، فقال ابن عباس : في رمضان ، وفي ليلة القدر ، وفي ليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجم مرسلاً في الشهور والأيام . وأخرج الفريابي وابن جرير ومحمد بن نصر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : نزل القرآن جملة . وفي لفظ : فصل القرآن من الذكر لاربعة وعشرين من رمضان ، فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا ، فجعل جبريل ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلاً . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : شهر رمضان ، والليلة المباركة ، وليلة القدر ، فإن ليلة القدر هي الليلة المباركة ، وهي في رمضان ، نزل القرآن جملة واحدة من الذكر إلى البيت المعمور ، وهو موقع النجوم في السماء الدنيا حيث وقع القرآن ، ثم نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في الأمر والنهي ، وفي الحروب رسلاً رسلاً . وأخرج ابن الضريس والنسائي ومحمد بن نصر وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئاً أنزله منه حتى جمعه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : نزل القرآن جملة واحدة على جبريل في ليلة القدر ، فكان لا ينزل منه إلا ما أمر به . وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير قال : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان في ليلة القدر ، فجعل في بيت العزة ، ثم أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس . وأخرج أبو يعلى وابن عساكر عن الحسن بن علي . أنه لما قتل علي قام خطيباً فقال : والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى ابن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون ، وفيها تيب على بني إسرائيل . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : بلغني أنه كان ينزل فيه من القرآن حتى انقطع الوحي وحتى مات محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان ينزل من القرآن في ليلة القدر كل شيء ينزل من القرآن في تلك السنة ، فينزل ذلك من السماء السابعة على جبريل في السماء الدنيا ، فلا ينزل جبريل من ذلك على محمد إلا بما أمره ربه . وأخرج عبد بن حميد وابن الضريس عن داود بن أبي هند قال : قلت لعامر الشعبي : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، فهل كان نزل عليه في سائر السنة إلا ما في رمضان ؟ قال : بلى ، ولكن جبريل كان يعارض محمداً ما أنزل في السنة في رمضان ، فيحكم الله ما يشاء ، ويثبت ما يشاء ، وينسخ ما ينسخ ، وينسيه ما يشاء . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } يقول : الذي أنزل صومه في القرآن . وأما قوله تعالى : { هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } . أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { هدى للناس } قال : يهتدون به { وبينات من الهدى } قال : فيه الحلال والحرام والحدود . وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { وبينات من الهدى والفرقان } قال : بينات من الحلال والحرام . وأما قوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } . أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن ابن مسعود قال : كان يوم عاشوراء يصام قبل أن ينزل شهر رمضان ، فلما نزل رمضان ترك . وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن جابر بن سمرة قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده ، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا عنه ولم يتعاهدنا عنده " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال : هو هلاكه بالدار . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال : من كان مسافراً في بلد مقيم فليصمه . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال : إذا كان مقيماً . وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي قال : من أدركه رمضان وهو مقيم ثم سافر فقد لزمه الصوم ، لأن الله يقول { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } . وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر في قوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال : من أدركه رمضان في أهله ثم أراد السفر فليصم . وأخرج الدارقطني بسند ضعيف عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أفطر يوماً من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة ، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين " . وأما قوله تعالى : { ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر } . أخرج ابن جرير عن الحسن وإبراهيم النخعي قالا : إذا لم يستطع المريض أن يصلي قائماً أفطر . وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال : الصيام في السفر مثل الصلاة ، تقصر إذا أفطرت ، وتصوم إذا وفيت الصلاة . وأخرج سفيان بن عيينة وابن سعد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك القشيري . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله وضع عن المسافر الصوم ، وشطر الصلاة ، وعن الحبلى والمرضع " . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس . أنه سئل عن الصوم في السفر ، فقال : يسر وعسر ، فخذ بيسر الله . وأخرج مالك والشافعي وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة " أن حمزة الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، فقال : إن شئت فصم ، وإن شئت فافطر " . وأخرج الدارقطني وصححه عن حمزة بن عمرو الأسلمي " أنه قال : يا رسول الله إني أجد قوّة على الصيام في السفر فهل عليّ جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي رخصة من الله تعالى ، من أخذ بها فحسن ، وإن أحب أن يصوم فلا جناح عليه " . وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم عن الصوم في السفر فقال : إن شئت أن تصوم فصم ، وإن شئت أن تفطر فافطر . وأخرج عبد بن حميد والدارقطني عن عائشة قالت " كل قد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، قد صام وأفطر ، وأتم وقصر في السفر " . وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن معاذ بن جبل قال " صام النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزلت عليه آية الرخصة في السفر " . وأخرج عبد بن حميد عن أبي عياض قال " خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسافراً في رمضان ، فنودي في الناس : من شاء صام ومن شاء أفطر . فقيل لأبي عياض : كيف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : صام ، وكان أحقهم بذلك " . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : لا أعيب على من صام ، ولا على من أفطر في السفر . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب وعامر " أنهما اتفقا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون في رمضان ، فيصوم الصائم ويفطر المفطر ، فلا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر " . وأخرج مالك والشافعي وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود عن أنس بن مالك قال : " سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام بعضنا وأفطر بعضنا ، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم " . وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري قال : " كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، فلا يجد المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر ، وكانوا يرون أنه من وجد قوّة فصام محسن ، ومن وجد ضعفاً فأفطر محسن " . وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي عن جابر بن عبدالله . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليس من البر الصيام في السفر " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه عن كعب بن عاصم الأشعري " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس من البر الصيام في السفر " . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر قال : لأن أفطر في رمضان في السفر أحب إليّ من أن أصوم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عمر قال : الإِفطار في السفر صدقة تصدق الله بها على عباده . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر . أنه سئل عن الصوم في السفر فقال : رخصة نزلت من السماء ، فإن شئتم فردوها . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر . أنه سئل عن الصوم في السفر فقال : لو تصدقت بصدقة فردت ألم تكن تغضب ، إنما هو صدقة صدقها الله عليكم . وأخرج النسائي وابن ماجة وابن جرير عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر " . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس قال : الإِفطار في السفر كالمفطر في الحضر . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس قال : الإِفطار في السفر عزمة . وأخرج عبد بن حميد عن محرز بن أبي هريرة . أنه كان في سفر فصام رمضان ، فلما رجع أمره أبو هريرة أن يقضيه . وأخرج عبد بن حميد عن عبدالله بن عامر بن ربيعة : أن عمر أمر رجلاً صام رمضان في السفر أن يعيد . وأخرج وكيع وعبد بن حميد عن عامر بن عبد العزيز . أنه سئل عن الصوم في السفر ، فقال : إن كان أهون عليك فصم . وفي لفظ : إذا كان يسر فصوموا ، وإن كان عسر فافطروا . قال الله { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } . وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير عن خيثمة قال : سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر فقال : يصوم ، قلت : فأين هذه الآية { فعدة من أيام أخر } ؟ قال : إنها نزلت يوم نزلت ونحن نرتحل جياعاً وننزل على غير شبع ، واليوم نرتحل شباعاً وننزل على شبع . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أنس قال : من أفطر فهي رخصة ومن صام فهو أفضل . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهد أنهم قالوا في الصوم في السفر : إن شئت فافطر وإن شئت فصم ، والصوم أفضل . وأخرج عبد بن حميد من طريق العوام عن مجاهد قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر في السفر ، ويرى أصحابه أنه يصوم ويقول : كلوا إني أظل يطعمني ربي ويسقيني . قال العوام : فقلت لمجاهد : فأي ذلك يرى ؟ قال : صوم في رمضان أفضل من صوم في غير رمضان " . وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي البختري قال : قال عبيدة : إذا سافر الرجل وقد صام في رمضان فليصم ما بقي ، ثم قرأ هذه الآية { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال : وكان ابن عباس يقول : من شاء صام ومن شاء أفطر . وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين سألت عبيدة قلت : أسافر في رمضان ؟ قال : لا . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : إذا أدرك الرجل رمضان فلا يخرج ، فإن خرج وقد صام شيئاً منه فليصمه في السفر ، فإنه ان يقضه في رمضان أحب إلي من أن يقضيه في غيره . وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز قال : إذا دخل شهر رمضان فلا يسافرن الرجل ، فإن أبى إلا أن يسافر فليصم . وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن القاسم . أن إبراهيم بن محمد جاء إلى عائشة يسلم عليها وهو في رمضان فقالت : أين تريد ؟ قال : العمرة . قالت : قعدت حتى دخل هذا الشهر ، لا تخرج . قال : فإن أصحابي وأهلي قد خرجوا ، قالت : وإن ، فردهم ثم أقم حتى تفطر . وأخرج عبد بن حميد عن أم درة قالت : كنت عند عائشة ، فجاء رسول الي وذلك في رمضان ، فقالت لي عائشة : ما هذا ؟ فقلت : رسول أخي يريد أن نخرج . قالت : لا تخرجي حتى ينقضي الشهر ، فإن رمضان لو أدركني وأنا في الطريق لأقمت . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لا بأس أن يسافر الرجل في رمضان ، ويفطر إن شاء . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لم يجعل الله رمضان قيداً . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : من أدركه شهر رمضان فلا بأس أن يسافر ، ثم يفطر . وأخرج عبد بن حميد وأبو داود عن سنان بن سلمة بن محبق الهذلي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه " . وأخرج ابن سعد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تصدق بفطر رمضان على مريض أمتي ومسافرها " . وأخرج الطبراني عن أنس بن مالك عن رجل من كعب قال " أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانتهيت إليه وهو يأكل فقال : اجلس فأصب من طعامنا هذا . فقلت : يا رسول الله إني صائم . قال : اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصوم : إن الله عز وجل وضع شطر الصلاة عن المسافر ، ووضع الصوم عن المسافر والمريض والحامل " . وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة { فعدة من أيام أخر } قال : إن شاء وصل وإن شاء فرق . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قضاء رمضان قال : إن شاء تابع وإن شاء فرق ، لأن الله تعالى يقول { فعدة من أيام أخر } . وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني عن ابن عباس في قضاء رمضان . صم كيف شئت ، وقال ابن عمر : صمه كما أفطرته . وأخرج مالك وابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : يصوم شهر رمضان متتابعاً من أفطره من مرض أو سفر . وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن أنس . أنه سئل عن قضاء رمضان فقال : إنما قال الله { فعدة من أيام أخر } فإذا أحصى العدة فلا بأس بالتفريق . وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني والبيهقي عن أبي عبيدة بن الجراح . أنه سئل عن قضاء رمضان متفرقاً فقال : إن الله لم يرخص لكم في فطره وهو يريد أن يشق عليكم في قضائه ، فاحصر العدة واصنع ما شئت . وأخرج الدارقطني عن رافع بن خديج قال : احصر العدة وصم كيف شئت . وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني عن معاذ بن جبل . أنه سئل عن قضاء رمضان فقال : احصر العدة وصم كيف شئت . وأخرج الدارقطني عن عمرو بن العاص قال : فرق قضاء رمضان إنما قال الله { فعدة من أيام أخر } . وأخرج وكيع وابن أبي حاتم عن أبي هريرة . أن امرأة سألته كيف تقضي رمضان فقال : صومي كيف شئت واحصي العدة ، فإنما { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } . وأخرج ابن المنذر والدارقطني وصححه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت : نزلت { فعدة من أيام أخر متتابعات } فسقطت متتابعات . قال البيهقي : أي نسخت . وأخرج الدارقطني وضعفه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان عليه صوم من رمضان فليسرده ولا يفرقه " . وأخرج الدارقطني وضعفه عن عبد الله بن عمرو " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قضاء رمضان فقال : يقضيه تباعاً ، وان فرقه أجزأه " . وأخرج الدارقطني عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في قضاء رمضان إن شاء فرق وإن شاء تابع " . وأخرج الدارقطني من حديث ابن عباس . مثله . وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني عن محمد بن المنكدر قال " بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء صيام شهر رمضان فقال : ذاك إليك ، أرأيت لو كان على أحدكم دين فقضى الدرهم والدرهمين ، ألم يكن قضاء ؟ ! فالله تعالى أحق أن يقضى ويغفر " قال الدارقطني : اسناده حسن إلا أنه مرسل ، ثم رواه من طريق آخر موصولاً عن جابر مرفوعاً وضعفه " . أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } قال : الإِفطار في السفر ، والعسر الصوم في السفر . وأخرج ابن مردويه عن محجن بن الأدرع " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي فتراءاه ببصره ساعة فقال : أتراه يصلي صادقاً ؟ قلت : يا رسول الله هذا أكثر أهل المدينة صلاة . ! فقال : لا تسمعه فتهلكه ، وقال : إن الله إنما أراد بهذه الأمة اليسر ولا يريد بهم العسر " . وأخرج أحمد عن الأعرج " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن خير دينكم أيسره ، إن خير دينكم أيسره " . وأخرج ابن سعد وأحمد وأبو يعلى والطبراني وابن مردويه عن عروة التميمي قال " سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم هل علينا حرج في كذا ؟ فقال : أيها الناس إن دين الله يسر ثلاثاً يقولها " . وأخرج البزار عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يسروا ولا تعسروا ، وسكنوا ولا تنفروا " . وأخرج أحمد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق " . وأخرج البزار عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى " . وأخرج أحمد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الإِسلام ذلول لا يركب إلا ذلولاً " . وأخرج البخاري والنسائي والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة قال " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : الدين يسر ، ولن يغالب الدين أحد إلا غلبه ، سددوا وقاربوا ، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " . وأخرج الطيالسي وأحمد والبيهقي عن بريدة قال " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فانطلقنا نمشي جميعاً ، فإذا رجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تراه مرائياً ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . ؟ فأرسل يدي فقال : عليكم هدياً قاصداً ، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " . وأخرج البيهقي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباده ، فإن المنبت لا يقطع سفراً ولا يستبقي ظهراً " . وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، فإن المنبت لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى ، فاعمل عمل امرىء يظن أن لن يموت أبداً ، واحذر حذراً تخشى أن تموت غداً " . وأخرج الطبراني والبيهقي عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تشددوا على أنفسكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم ، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات " . وأخرج البيهقي من طريق معبد الجهني عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العلم أفضل من العمل ، وخير الأعمال أوساطها ، ودين الله بين القاسي والغالي ، والحسنة بين الشيئين لا ينالها إلا بالله ، وشر السير الحقحقة " . وأخرج ابن عبيد والبيهقي عن إسحق بن سويد قال : تعبّد عبد الله بن مطرف فقال له مطرف : يا عبد الله ! العلم أفضل من العمل والحسنة بين الشيئين ، وخير الأمور أوساطها ، وشر السير الحقحقة " . وأخرج أبو عبيد والبيهقي عن تميم الداري قال : خذ من دينك لنفسك ، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها . وأخرج البيهقي عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " . وأخرج البزار والطبراني وابن حبان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " . وأخرج أحمد والبزار وابن خزيمة وابن حبان والطبراني في الأوسط والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما لا يحب أن تؤتى معصيته " . وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس قال " سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأديان أحب إلى الله ؟ قال : الحنيفية السمحة " . وأخرج الطبراني عن ابن عمر . أن رجلاً قال له : إني أقوى على الصيام في السفر ، فقال ابن عمر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الاثم مثل جبال عرفة " . وأخرج الطبراني عن عبد الله بن يزيد بن أديم قال : حدثني أبو الدرداء ، وواثلة بن الأسقع ، وأبو أمامة ، وأنس بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه " . وأخرج أحمد عن عائشة قالت " وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذقني على منكبه لأنظر زفن الحبشة حتى كنت الذي مللت وانصرفت عنهم قالت : وقال يومئذ : لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، أي أرسلت بحنيفية سمحة " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن قال : إن دين الله وضع دون الغلو وفوق التقصير . وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال : لا تعب على من صام في السفر ولا على من أفطر ، خذ بأيسرهما عليك . قال الله تعالى { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } . وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال : خذ بأيسرهما عليك ، فإن الله لم يرد إلا اليسر . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله { ولتكملوا العدة } قال : عدة رمضان . وأخرج أبو داود والنسائي وابن المنذر والدارقطني في سننه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثلاثين ، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثلاثين " . وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم ، ولا تصوموا حتى تروه ، ثم صوموا حتى تروه ، فإن حال دونه غمام فأتموا العدة ثلاثين ، ثم افطروا " . وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة " وفي لفظ : " فعدوا ثلاثين " . وأخرج الدارقطني عن رافع بن خديج قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احصوا عدة شعبان لرمضان ولا تقدموا الشهر بصوم ، فإذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فافطروا ، فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين يوماً ثم افطروا ، فإن الشهر هكذا وهكذا وهكذا وهكذا وهكذا ، وحبس ابهامه في الثالثة " . وأخرج الدارقطني عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : إنا صحبنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وانهم حدثونا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن أغمى عليكم فعدوا ثلاثين ، فإن شهد ذو عدل فصوموا وافطروا وانسكوا " . وأخرج الدارقطني عن أبي مسعود الأنصاري " أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح صائماً لتمام الثلاثين من رمضان ، فجاء أعرابيان فشهدا أن لآ إله إلا الله وأنهما أهلاه بالأمس ، فأمرهم فأفطروا " . وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله { ولتكملوا العدة } قال : عدة ما أفطر المريض والمسافر . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والمروزي في كتاب العيدين عن زيد بن أسلم في قوله { ولتكبروا الله على ما هداكم } قال : لتكبروا يوم الفطر . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوّال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم ، لأن الله يقول { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله } . وأخرج الطبراني في المعجم الصغير عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " زينوا أعيادكم بالتكبير " . وأخرج المروزي والدارقطني والبيهقي في السنن عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ، يعني في التكبير . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن الزهري " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى حيث تقضى الصلاة ، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير . وأخرجه البيهقي من وجه آخر موصولاً عن الزهري عن سالم عن ابن عمر وضعفه " . وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان من طريق نافع عن عبد الله " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيدين رافعاً صوته بالتهليل والتكبير " . وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال : إن من السنة أن تكبر يوم العيد . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والمروزي عن ابن مسعود أنه كان يكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد . وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي والبيهقي في سننه عن ابن عباس ، أنه كان يكبر الله أكبر كبيراً ، الله أكبر كبيراً ، الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر وأجل على ما هدانا . وأخرج البيهقي عن أبي عثمان النهدي قال : كان عثمان يعلمنا التكبير الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً ، اللهم أنت أعلى وأجل من أن يكون لك صاحبة ، أو يكون لك ولد ، أو يكون لك شريك في الملك ، أو يكون لك ولي من الذل وكبره تكبيراً ، اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا .