Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 203-203)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال : الأيام المعدودات ثلاثة أيام : يوم الأضحى ، ويومان بعده ، إذبح في أيها شئت ، وأفضلها أولها . وأخرج الفريابي وابن أبي الدنيا وابن المنذر عن ابن عمر في قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : ثلاثة أيام ، أيام التشريق . وفي لفظ : هي الثلاثة الأيام بعد يوم النحر . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والمروزي في العيدين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس قال : الأيام المعلومات أيام العشر ، والأيام المعدودات أيام التشريق . وأخرج الطبراني عن عبدالله بن الزبير { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هن أيام التشريق يذكر الله فيهن بتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد . وأخرج ابن أبي الدنيا والمحاملي في أماليه والبيهقي عن مجاهد قال : الأيام المعلومات العشر ، والأيام المعدودات أيام التشريق . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأيام المعدودات أربعة أيام : يوم النحر ، وثلاثة أيام بعده . وأخرج المروزي عن يحيى بن كثير في قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هو التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر . أنه كان يكبر تلك الأيام بمنى ويقول : التكبير واجب ، ويتأوّل هذه الآية { واذكروا الله في أيام معدودات } . وأخرج المروزي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عمرو بن دينار قال : رأيت ابن عباس يكبر يوم النحر ويتلو { واذكروا الله في أيام معدودات } . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : التكبير أيام التشريق ، يقول في دبر كل صلاة : الله أكبر الله أكبر الله أكبر . وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر . أنه كان يكبر ثلاثاً ثلاثاً وراء الصلوات بمنى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وأخرج المروزي عن الزهري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر أيام التشريق كلها . وأخرج سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال : " سمعت ابن عباس يكبر يوم الصدر ويأمر من حوله أن يكبر ، فلا أدري تأوّل قوله تعالى { واذكروا الله في أيام معدودات } أو قوله { فإذا قضيتم مناسككم } الآية " . وأخرج مالك عن يحيى بن سعيد ، أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر بمنى حتى ارتفع النهار شيئاً ، فكبر وكبر الناس بتكبيره حتى بلغ تكبيرهم البيت ، ثم خرج الثالثة من يومه ذلك حين زاغت الشمس ، فكبر وكبر الناس بتكبيره ، فعرف أن عمر قد خرج يرمي . وأخرج البيهقي في سننه عن سالم بن عبد الله بن عمر " أنه رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة الله أكبر الله أكبر ، اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً مشكوراً ، وقال : حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما رمى بحصاة يقول مثل ما قلت " . وأخرج البخاري والنسائي وابن ماجة عن ابن عمر " أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل ، فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ، ويرفع يديه ويقوم طويلاً ، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ، ولا يقف عندها ، ثم ينصرف ويقول : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " . وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت " أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ، ثم رجع فمكث بمنى ليالي التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، ويقف عند الأولى وعند الثانية ، فيطيل القيام ويتضرع ، ثم يرمي الثالثة ولا يقف عندها " . وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة " هات القط لي حصيات من حصى الخذف ، فلما وضعهن في يده قال : بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " . وأخرج الحاكم عن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء أن يرموا يوماً ويدعوا يوماً " . وأخرج الأزرقي عن ابن الكلبي قال : إنما سميت الجمار جمار لأن آدم كان يرمي إبليس فيتجمر بين يديه ، والإِجمار الإِسراع . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري قال : ما يقبل من حصى الجمار رفع . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الطفيل قال : قلت لابن عباس : رمى الناس في الجاهلية والإِسلام . فقال : ما تقبل منه رفع ، ولولا ذلك كان أعظم من ثبير . وأخرج الأزرقي عن ابن عباس أنه سئل هذه الجمار ترمى في الجاهلية والإِسلام ، كيف لا تكون هضاباً تسد الطريق ؟ فقال : إن الله وكل بها ، ملكاً فما يقبل منه رفع ولم يقبل منه ترك . وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال : والله ما قبل الله من امرىء حجه إلا رفع حصاه . وأخرج الأزرقي عن ابن عمر أنه قيل له : ما كنا نتراءى في الجاهلية من الحصى والمسلمون اليوم أكثر ، إنه لضحضاح ؟ فقال : إنه - والله - ما قبل الله من امرىء حجه إلا رفع حصاه . وأخرج الأزرقي عن سعيد بن جبير قال : إنما الحصى قربان فما يقبل منه رفع ، وما لم يتقبل منه فهو الذي يبقى . وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال " قلنا : يا رسول الله هذه الأحجار التي يرمى بها كل سنة فنحسب أنها تنقص ! … قال : ما يقبل منها يرفع ، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال " . وأخرج الطبراني عن ابن عمر أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رمي الجمار وما لنا فيه ؟ فسمعته يقول : " تجد ذلك عند ربك أحوج ما تكون إليه " . وأخرج الأزرقي عن ابن عباس . أنه سئل عن منى وضيقه في غير الحج فقال : إن منى تتسع بأهلها كما يتسع الرحم للولد . وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل منى كالرحم هي ضيقة ، فإذا حملت وسعها الله " . وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال : إنما سميت منى منى لأن جبريل حين أراد أن يفارق آدم قال له : تمن . قال : أتمنى الجنة ، فسميت منى لأنها منية آدم " . وأخرج الأزرقي عن عمر بن مطرف قال : إنما سميت منى لما يمنى بها من الدماء . وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت " قيل : يا رسول الله ألا نبني لك بناء يظلك ؟ قال : لا ، منى مناخ من سبق " . وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ونحن بمنى : " لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة " . وأخرج مسلم والنسائي عن نبيشة الهدبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله " . وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى ، لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى " . وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق ، وقال : هي أيام أكل وشرب وذكر الله " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي الشعثاء قال : " دخلنا على ابن عمر في اليوم الأوسط من أيام التشريق ، فأتى بطعام فتنحى ابن له فقال : ادن فاطعم قال : إني صائم . قال : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " هذه أيام طعم وذكر " وأخرج الحاكم وصححه عن مسعود بن الحكم الزرقي عن أمه أنها حدثته قالت " كأني أنظر إلى عليّ على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء في شعب الأنصار ، وهو يقول : أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنها ليست أيام صيام ، إنها أيام أكل وشرب وذكر " . وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن خلدة الأنصاري عن أمه قالت " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً أيام التشريق ينادي : إنها أيام أكل وشرب وبعال " . وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة عن بشر بن شحيم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أيام التشريق فقال : لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب " . وأخرج مسلم عن كعب بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق ، فنادى : أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وأيام منى أيام أكل وشرب " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيام منى أيام أكل وشرب " . وأخرج أبو داود وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه عن أبي مرة مولى أم هانىء ، أنه دخل مع عبد الله على أبيه عمرو بن العاص ، فقرب إليهما طعاماً فقال : كل ، فقال : إني صائم . قال عمرو : كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفطارها وينهانا عن صيامها . قال مالك : وهن أيام التشريق . وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ستة أيام من السنة : يوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وأيام التشريق ، واليوم الذي يشك فيه من رمضان " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام أيام التشريق ، وقال : إنها أيام أكل وشرب " . وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة أنه سئل عن أيام التشريق ، لأي شيء سميت التشريق ؟ فقال : كانوا يشرقون لحوم ضحاياهم وبدنهم ، يشرقون القديد . أما قوله تعالى : { فمن تعجل في يومين } الآية . أخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : في تعجيله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخيره . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : فلا ذنب له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : فلا حرج عليه لمن اتقى . يقول : اتقى معاصي الله . وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عمر قال : أحلَّ النفر في يومين لمن اتقى . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : من غابت له الشمس في اليوم الذي قال الله فيه { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } وهو منى ، فلا ينفرن حتى يرمى الجمار من الغد . وأخرج سفيان بن عيينة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { لمن اتقى } قال : لمن اتقى الصيد وهو محرم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : هي في مصحف عبد الله ( لمن اتقى الله ) . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن يعمر الديلمي " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بعرفة وأتاه أناس من أهل مكة فقالوا : يا رسول الله كيف الحج ؟ فقال : الحج عرفات ، الحج عرفات ، فمن أدرك ليلة جمع قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك أيام منى ثلاثة أيام { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } ثم أردف رجلاً خلفه ينادي بهن " . وأخرج ابن جرير عن علي في قوله { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : غفر له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : غفر له . وأخرج وكيع والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : مغفور له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : مغفور له . وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال : من تعجل في يومين غفر له ، ومن تأخر إلى ثلاثة أيام غفر له . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : رجع مغفوراً له . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في الآية قال : رخص الله أن ينفروا في يومين إن شاؤوا ، ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلا إثم عليه لمن اتقى . قال قتادة : يرون أنها مغفورة له . وأخرج وكيع وابن أبي شيبة عن مجاهد { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : إلى قابل { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : إلى قابل . وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : لا والذي نفس الضحاك بيده إن نزلت هذه الآية { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } في الإِقامة والظعن ، ولكنه برئ من الذنوب . وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن مسعود { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : خرج من الإِثم كله { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : برىء من الإِثم كله . وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله { لمن اتقى } قال : لمن اتقى في حجه . قال قتادة : وذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول : من اتقى في حجه غفر له ما تقدم من ذنبه . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال : كانت امرأة من المهاجرات تحج ، فإذا رجعت مرت على عمر فيقول لها : أتقيت ؟ فتقول : نعم . فيقول لها : استأنفي العمل . وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد . أن عمر قال لقوم حجاج : أنهزكم إليه غيره ؟ قالوا : لا . قال : أتقيتم ؟ قالوا : نعم . قال : أما لا فاستأنفوا العمل . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : قد غفر له إنهم يتأولونها على غير تأويلها ، إن العمرة لتكفر ما معها من الذنوب ، فكيف بالحج ؟ ! . وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن معاوية بن مرة المزني { فلا إثم عليه } قال : خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : إنما جعل الله هذه المناسك ليكفر بها خطايا بني آدم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية في قوله { فلا إثم عليه لمن اتقى } قال : ذهب إثمه كله إن اتقى فيما بقي من عمره . وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن . أنه قيل له : الناس يقولون : إن الحاج مغفور له ، قال إنه ذلك أن يدع سيء ما كان عليه . وأخرج البيهقي عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : إذا قضيت حجك فسل الله الجنة فلعله . وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن إبراهيم قال : كان يقال : صافحوا الحجاج قبل أن يتلطخوا بالذنوب . وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال : تلقوا الحجاج والعمار والغزاة ، فليدعوا لكم قبل أن يتدنسوا . وأخرج ابن أبي شيبة عن حبيب بن أبي ثابت قال : كنا نلتقي الحجاج فنصافحهم قبل أن يفارقوا . وأخرج الأصبهاني عن الحسن . أنه قيل له ما الحج المبرور ؟ قال : أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة . وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أقضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله ، فإنه أعظم لأجره " . وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " . وأخرج ابن حبان في الضعفاء وابن عدي في الكامل والدارقطني في العلل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من حج ولم يزرني فقد جفاني " . وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى والطبراني وابن عدي والدارقطني والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي " . وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن خزيمة وابن عدي والدارقطني والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من زار قبري وجبت له شفاعتي " . وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة " . وأخرج الطيالسي والبيهقي في الشعب عن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من زار قبري كنت له شفيعاً أو شهيداً ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة " . وأخرج البيهقي عن حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة " . وأخرج العقيلي في الضعفاء والبيهقي في الشعب عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من زارني متعمداً كان في جواري يوم القيامة ، ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة " . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أنس بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة " . وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد يسلم عليّ عند قبري إلا وكل الله به ملكاً يبلغني ، وكفى أمر آخرته ودنياه ، وكنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة " . وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام " . وأخرج البيهقي عن ابن عمر " أنه كان يأتي القبر فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمس القبر ، ثم يسلم على أبي بكر ثم على عمر " . وأخرج البيهقي عن محمد بن المنكدر قال : رأيت جابراً وهو يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ههنا تسكب العبرات ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن منيب بن عبد الله بن أبي أمامة قال : رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ، فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرف . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن سليمان بن سحيم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم قلت : يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك فيسلّمون عليك أتفقه سلامهم ؟ قال : نعم ، وأرد عليهم . وأخرج البيهقي عن حاتم بن مروان قال : كان عمر بن عبد العزيز يوجه بالبريد قاصداً إلى المدينة ليقرىء عنه النبي صلى الله عليه وسلم السلام . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي فديك قال : سمعت بعض من أدركت يقول : بلغنا أنه من وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فتلا هذه الآية { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } [ الأحزاب : 56 ] صلى الله عليك يا محمد حتى يقولها سبعين مرة فأجابه ملك : صلى الله عليك يا فلان لم تسقط لك حاجة . وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي ، فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته ، فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ، ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، جئتك مثقلاً بالذنوب والخطايا ، مستشفعاً بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً } [ النساء : 64 ] وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلاً بالذنوب والخطايا ، استشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي وأن تشفع فيَّ ، ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول : @ يا خير من دفنت في الترب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم @@ وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر . أنه كان يقول للحاج إذا قدم : تقبل الله نسكك ، وأعظم أجرك ، وأخلف نفقتك . وأخرج البيهقي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قدم أحدكم على أهله من سفر فليهد لأهله ، فليطرفهم ولو كان حجارة " .