Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 213-213)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو يعلى والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال { كان الناس أمة واحدة } قال : على الإِسلام كلهم . وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق ، فاختلفوا فبعث الله النبيين قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله { كان الناس أمة واحدة فاختلفوا } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال : كانوا أمة واحدة حيث عرضوا على آدم ، ففطرهم الله على الإِسلام وأقروا له بالعبودية ، فكانوا أمة واحدة مسلمين ، ثم اختلفوا من بعد آدم . وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد { كان الناس أمة واحدة } قال : آدم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي أنه كان يقرأها { كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين } وإن الله إنما بعث الرسل ، وأنزل الكتاب ، بعد الاختلاف { وما اختلف فيه إلاَّ الذين أوتوه } يعني بني إسرائيل أوتوا الكتاب والعلم { بغياً بينهم } يقول : بغياً على الدنيا وطلب ملكها وزخرفها أيهم يكون له الملك والمهابة في الناس ، فبغى بعضهم على بعض ، فضرب بعضهم رقاب بعض ، { فهدى الله الذين آمنوا } يقول : فهداهم الله عند الاختلاف أنهم أقاموا على ما جاءت به الرسل قبل الاختلاف ، أقاموا على الإِخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، واعتزلوا الاختلاف ، فكانوا شهداء على الناس يوم القيامة ، على قوم نوح ، وقوم هود ، وقوم صالح ، وقوم شعيب ، وآل فرعون ، وأن رسلهم بلغتهم ، وأنهم كذبوا رسلهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس { كان الناس أمة واحدة } قال : كفاراً . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه } قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن الأولون والآخرون . الأوّلون يوم القيامة ، وأول الناس دخولاً الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق ، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله ، فالناس لنا فيه تبع ، فغداً لليهود ، وبعد غد للنصارى ، وهو في الصحيح بدون الآية " . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : كان بين آدم ونوح عشرة أنبياء ، ونشر من آدم الناس فبعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة قال : ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الهدى وعلى شريعة من الحق ، ثم اختلفوا بعد ذلك فبعث الله نوحاً ، وكان أول رسول أرسله الله إلى الأرض ، وبعث عند الاختلاف من الناس وترك الحق ، فبعث الله رسله وأنزل كتابه يحتج به على خلقه . وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه } فاختلفوا في يوم الجمعة فأخذ اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد ، فهدى الله أمة محمد بيوم الجمعة . واختلفوا في القبلة ، فاستقبلت النصارى المشرق ، واليهود بيت المقدس ، وهدى الله أمة محمد للقبلة ، واختلفوا في الصلاة ، فمنهم من يركع ولا يسجد ، ومنهم من يسجد ولا يركع ، ومنهم من يصلي وهو يتكلم ، ومنهم من يصلي وهو يمشي ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك . واختلفوا في الصيام ، فمنهم من يصوم النهار ، ومنهم من يصوم عن بعض الطعام ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك . واختلفوا في إبراهيم ، فقالت اليهود : كان يهودياً ، وقالت النصارى : كان نصرانياً . وجعله الله حنيفاً مسلماً ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك . واختلفوا في عيسى ، فكذبت به اليهود وقالوا لأمه بهتاناً عظيماً ، وجعلته النصارى إلهاً وولداً ، وجعله الله روحه وكلمته ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدي قال في قراءة ابن مسعود : { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا عنه } يقول : اختلفوا عن الإِسلام . وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : في قراءة أبي بن كعب { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا من الحق فيه بإذنه ليكونوا شهداء على الناس يوم القيامة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } فكان أبو العالية يقول : في هذه الآية يهديهم للمخرج من الشبهات والضلالات والفتن .