Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 246-247)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية قال : ذكر لنا - والله أعلم - أن موسى لما حضرته الوفاة استخلف فتاه يوشع بن نون على بني إسرائيل ، وأن يوشع بن نون سار فيهم بكتاب الله التوراة وسنة نبيه موسى ، ثم أن يوشع بن نون توفي واستخلف فيهم آخر ، فسار فيهم بكتاب الله وسنة نبيه موسى ، ثم استخلف آخر فسار فيهم بسيرة صاحبيه ، ثم استخلف آخر فعرفوا وأنكروا ، ثم استخلف آخر فأنكروا عامة أمره ، ثم استخلف آخر فأنكروا أمره كله ، ثم أن بني إسرائيل أتوا نبياً من أنبيائهم حين أوذوا في أنفسهم وأموالهم ، فقالوا له : سل ربك أن يكتب علينا القتال . فقال لهم ذلك النبي : { هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا … } الآية . فبعث الله طالوت ملكاً ، وكان في بني إسرائيل سبطان سبط نبوّة وسبط مملكة ، ولم يكن طالوت من سبط النبوّة ولا من سبط المملكة ، فلما بعث لهم ملكاً أنكروا ذلك وقالوا : { أنى يكون له الملك علينا } فقال : { إن الله اصطفاه عليكم } الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى … } الآية . قال : هذا حين رفعت التوراة واستخرج أهل الإِيمان ، وكانت الجبابرة قد أخرجتهم من ديارهم وأبنائهم ، فلما كتب عليهم القتال وذلك حين أتاهم التابوت قال : وكان من بني اسرائيل سبطان سبط نبوّة وسبط خلافة ، فلا تكون الخلافة إلا في سبط الخلافة ، ولا تكون النبوّة إلا في سبط النبوّة { فقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه } وليس من أحد السبطين ، لا من سبط النبوّة ولا من سبط الخلافة { قال إن الله اصطفاه عليكم … } الآية فأبوا أن يسلموا له الرياسة حتى قال لهم { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم } [ البقرة : 248 ] وكان موسى حين ألقى الألواح تكسرت ورفعه منها ، وجمع ما بقي فجعله في التابوت ، وكانت العمالقة قد سبت ذلك التابوت - والعمالقة فرقة من عاد كانوا بأريحا - فجاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت ، فلما رأوا ذلك قالوا : نعم ، فسلموا له وملكوه ، وكانت الأنبياء إذا حضروا قتالاً قدموا التابوت بين أيديهم . ويقولون : إن آدم نزل بذلك التابوت ، وبالركن ، وبعصا موسى من الجنة ، وبلغني أن التابوت وعصا موسى في بحيرة طبرية ، وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة . وأخرج ابن إسحق وابن جرير عن وهب بن منبه قال : خلف بعد موسى في بني إسرائيل يوشع بن نون يقيم فيهم التوارة وأمر الله حتى قبضه الله ، ثم خلف فيهم كالب بن يوقنا يقيم فيهم التوراة وأمر الله حتى قبضه الله ، ثم خلف فيهم حزقيل بن بورى وهو ابن العجوز ، ثم أن الله قبض حزقيل وعظمت في بني إسرائيل الأحداث ونسوا ما كان من عهد الله إليهم حتى نصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله ، فبعث إليهم إلياس بن نسي بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبياً . وإنما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التوراة ، وكان إلياس مع ملك من ملوك بني إسرائيل يقال له أجان وكان يسمع منه ويصدقه ، فكان إلياس يقيم له أمره ، وكان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنماً يعبدونه ، فجعل إلياس يدعوهم إلى الله وجعلوا لا يسمعون منه شيئاً إلا ما كان من ذلك الملك ، والملوك متفرقة بالشام كل ملك له ناحية منها يأكلها ، فقال ذلك الملك لإِلياس : ما أرى ما تدعو إليه إلا باطلاً ، أرى فلان وفلاناً - يعدد ملوك بني إسرائيل - قد عبدوا الأوثان ، وهم يأكلون ويشربون ويتنعمون ما ينقص من دنياهم ، فاسترجع إلياس وقام شعره ثم رفضه وخرج عنه ، ففعل ذلك الملك فعل أصحابه وعبد الأوثان . ثم خلف من بعده فيهم اليسع فكان فيهم ما شاء الله أن يكون ، ثم قبضه الله إليه وخلفت فيهم الخلوف وعظمت فيهم الخطايا وعندهم التابوت يتوارثونه كابراً عن كابر ، فيه السكينة وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ، وكان لا يلقاهم عدو فيقدمون التابوت ويرجعون به معهم إلا هزم الله ذلك العدو ، فلما عظمت أحداثهم وتركوا عهد الله إليهم ، نزل بهم عدو فخرجوا إليه وأخرجوا معهم التابوت كما كانوا يخرجونه ، ثم زحفوا به فقوتلوا حتى استلب من أيديهم ، فمرج أمرهم عليهم ووطئهم عدوهم حتى أصاب من أبنائهم ونسائهم ، وفيهم نبي لهم يقال له شمويل ، وهو الذي ذكره الله في قوله { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم … } الآية . فكلموه وقالوا { ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله } . وإنما كان قوام بني اسرائيل الاجتماع على الملوك وطاعة الملوك أنبياءهم ، وكان الملك هو يسير بالجموع والنبي يقوم له بأمره ويأتيه بالخبر من ربه ، فإذا فعلوا ذلك صلح أمرهم ، فإذا عتت ملوكهم وتركوا أمر أنبيائهم فسد أمرهم ، فكانت الملوك إذا تابعتها الجماعة على الضلالة تركوا أمر الرسل ، ففريقاً يكذبون فلا يقبلون منه شيئاً وفريقاً يقتلون ، فلم يزل ذلك البلاء بهم حتى قالوا له { ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله } فقال لهم : إنه ليس عندكم وفاء ، ولا صدق ، ولا رغبة في الجهاد . فقالوا : إنا كنا نهاب الجهاد ونزهد فيه ، إنا كنا ممنوعين في بلادنا لا يطأها أحد فلا يظهر علينا عدو ، فأما إذا بلغ ذلك فإنه لا بد من الجهاد ، فنطيع ربنا في جهاد عدونا ونمنع أبناءنا ونساءنا وذرارينا . فلما قالوا له ذلك سأل الله شمويل أن يبعث لهم ملكاً . فقال الله له : انظر القرن الذي فيه الدهن في بيتك ، فإذا دخل عليك رجل فنش الدهن الذي في القرن - فهو ملك بني إسرائيل - فادهن رأسه منه وملكه عليهم ، فأقام ينتظر متى ذلك الرجل داخلاً عليه ، وكان طالوت رجلاً دبَّاغاً يعمل الأدم ، وكان من سبط بنيامين بن يعقوب ، وكان سبط بنيامين سبطاً لم يكن فيهم نبوة ولا ملك ، فخرج طالوت في ابتغاء دابة له أضلته ومعه غلام ، فمرا ببيت النبي عليه السلام فقال غلام طالوت لطالوت : لو دخلت بنا على هذا النبي فسألناه عن أمر دابتنا فيرشدنا ويدعو لنا فيها بخير . فقال طالوت : ما بما قلت من بأس فدخلا عليه ، فبينما هما عنده يذكران له شأن دابتهما ويسألانه أن يدعو لهما فيها إذ نش الدهن الذي في القرن ، فقام إليه النبي عليه السلام فأخذه ، ثم قال لطالوت : قرب رأسك فقربه ، فدهنه منه ثم قال : أنت ملك بني إسرائيل الذي أمرني الله أن أملكك عليهم ، وكان اسم طالوت بالسريانية شاول بن قيس بن أشال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أنس بن يامين بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ، فجلس عنده وقال : الناس ملك طالوت . فأتت عظماء بني إسرائيل نبيهم فقالوا له : ما شأن طالوت تملك علينا وليس من بيت النبوة ولا المملكة ، قد عرفت أن النبوة والملك في آل لاوي وآل يهوذا ؟ ! فقال لهم { إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن وهب بن منبه قال : قالت بنو إسرائيل لشمويل : ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال : قد كفاكم الله القتال . قالوا : إنا نتخوف من حولنا فيكون لنا ملك نفزع إليه ، فأوحى الله إلى شمويل : أن ابعث لهم طالوت ملكاً ، وادهنه بدهن القدس . وضلت حمر لأبي طالوت فأرسله وغلاماً له يطلبانها ، فجاؤوا إلى شمويل يسألونه عنها فقال : إن الله قد بعثك ملكاً على بني إسرائيل . قال : أنا ؟ ! قال : نعم . قال : وما علمت أن سبطي ادنى أسباط بني إسرائيل ؟ قال : بلى . قال : فبأي آية ؟ قال : بآية أن ترجع وقد وجد أبوك حمره ، فدهنه بدهن القدس فقال لبني إسرائيل { إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك … } الآية . وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { إذ قالوا لنبي لهم } قال : شمؤل . وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في الآية قال : هو يوشع بن نون . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن مرة عن أبي عبيدة { إذ قالوا لنبي لهم } قال : هو الشمول ابن حنة بن العاقر . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : كانت بنو إسرائيل يقاتلون العمالقة ، وكان ملك العمالقة جالوت ، وأنهم ظهروا على بني إسرائيل فضربوا عليهم الجزية وأخذوا توراتهم ، وكانت بنو إسرائيل يسألون الله أن يبعث لهم نبياً يقاتلون معه ، وكان سبط النبوة قد هلكوا فلم يبق منهم إلا امرأة حبلى ، فأخذوها فحبسوها في بيت رهبة أن تلد جارية فتبدله بغلام لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها ، فجعلت تدعو الله أن يرزقها غلاماً ، فولدت غلاماً فسمته شمعون . فكبر الغلام فاسلمته يتعلم التوراة في بيت المقدس ، وكفله شيخ من علمائهم وتبناه ، فلما بلغ الغلام أن يبعثه الله نبياً أتاه جبريل والغلام نائم إلى جنب الشيخ ، وكان لا يأتمن عليه أحداً غيره ، فدعاه بلحن الشيخ يا شماؤل ، فقام الغلام فزعاً إلى الشيخ فقال : يا أبتاه دعوتني ؟ فكره الشيخ أن يقول لا فيفزع الغلام ، فقال : يا بني ارجع فنم . فرجع فنام ، ثم دعاه الثانية فأتاه الغلام أيضاً فقال : دعوتني ؟ فقال : ارجع فنم فإن دعوتك الثالثة فلا تجبني . فلما كانت الثالثة ظهر له جبريل فقال : اذهب إلى قومك فبلغهم رسالة ربك ، فإن الله قد بعثك فيهم نبياً ، فلما أتاهم كذبوه وقالوا : استعجلت بالنبوة ولم يأن لك ، وقالوا : إن كنت صادقاً فابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله آية نبوتك . فقال لهم شمعون : عسى أن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا { قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله … } الآية . فدعا الله فأتي بعصا تكون على مقدار طول الرجل الذي يبعث فيهم ملكاً . فقال : إن صاحبكم يكون طوله طول هذه العصا . فقاسوا أنفسهم بها فلم يكونوا مثلها . وكان طالوت رجلاً سقاء يسقي على حمار له ، فضلّ حماره ، فانطلق يطلبه في الطريق ، فلما رأوه دعوه فقاسوه بها فكان مثلها . فقال لهم نبيهم { إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً } قال القوم : ما كنت قط أكذب منك الساعة ، ونحن من سبط المملكة وليس هو من سبط المملكة ، ولم يؤت سعة من المال فنتبعه لذلك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم { إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم } قالوا : فإن كنت صادقاً فأتنا بآية ان هذا ملك . قال { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت … } [ البقرة : 248 ] الآية . فأصبح التابوت وما فيه في دار طالوت ، فآمنوا بنبوة شمعون وسلموا بملك طالوت . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال : كان طالوت سقاء يبيع الماء . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { قالوا أنى يكون له الملك علينا } قال : لم يقولوا ذلك ، إلا أنه كان في بني إسرائيل سبطان كان في أحدهما النبوة وفي الآخر الملك ، فلا يبعث نبي إلا من كان من سبط النبوة ، ولا يملك على الأرض أحد إلا من كان من سبط الملك ، وأنه ابتعث طالوت حين ابتعثه وليس من أحد السبطين { قال إن الله اصطفاه } يعني اختاره عليكم . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك في قوله { أنى } يعني من أين . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس { وزاده بسطة } يقول : فضيلة { في العلم والجسم } يقول : كان عظيماً جسيماً يفضل بني إسرائيل بعنقه . وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه في قوله { وزاده بسطة في العلم } قال : العلم بالحرب . وأخرج ابن جرير عن وهب في قوله { والجسم } قال : كان فوق بني إسرائيل بمنكبيه فصاعداً . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { والله يؤتي ملكه من يشاء } قال : سلطانه . وأخرج ابن المنذر عن وهب أنه سئل أنبي كان طالوت ؟ قال : لا ، لم يأته وحي . وأخرج إسحق بن بشر في المبتدأ وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { ألم تر إلى الملأ } يعني ألم تخبر يا محمد عن الملأ { من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم } اشمويل { ابعث لنا ملكاً نقاتل } إلى قوله { وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا } يعني أخرجتنا العمالقة ، وكان رأس العمالقة يومئذ جالوت ، فسأل الله نبيهم أن يبعث لهم ملكاً . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى } قال : هم الذين قال الله { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } [ النساء : 77 ] . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { نحن أحق بالملك منه } قال : لأنه لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط الخلافة . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : بعث الله لهم طالوت ملكاً وكان من سبط لم تكن فيه مملكة ولا نبوة ، وكان في بني إسرائيل سبطان سبط نبوة وسبط مملكة ، فكان سبط النبوة سبط لاوي ، وكان سبط المملكة سبط يهوذا ، فلما بعث طالوت من غير سبط النبوة والمملكة أنكروا ذلك وعجبوا منه و { قالوا أنى يكون له الملك علينا } قالوا : كيف يكون له الملك علينا وليس من سبط النبوة ولا المملكة . وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبيدة قال : كان في بني إسرائيل رجل له ضرتان ، وكانت إحداهما تلد والأخرى لا تلد ، فاشتد على التي لا تلد فتطهرت ، فخرجت إلى المسجد لتدعو الله فلقيها حكم بني اسرائيل - وحكماؤهم الذين يدبرون أمورهم - فقال : أين تذهبين ؟ قالت : حاجة لي إلى ربي . قال : اللهم اقض لها حاجتها فعلقت بغلام وهو الشمول ، فلما ولدت جعلته محرراً ، وكانوا يجعلون المحرر إذا بلغ السعي في المسجد يخدم أهله ، فلما بلغ الشمول السعي دفع إلى أهل المسجد يخدم ، فنودي الشمول ليلة ، فأتى الحكم فقال : دعوتني ؟ فقال : لا ، فلما كانت الليلة الأخرى دعي ، فأتى الحكم فقال : دعوتني ؟ فقال : لا ، وكان الحكم يعلم كيف تكون النبوة فقال : دعيت البارحة الأولى ؟ قال : نعم . قال : ودعيت البارحة ؟ قال : نعم . قال : فإن دعيت الليلة فقل لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من هديت ، أنا عبدك بين يديك مرني بما شئت . فأوحي إليه ، فأتى الحكم فقال : دعيت الليلة ؟ قال : نعم ، وأوحي إلي . قال : فذكرت لك بشيء ؟ قال : لا عليك أن لا تسألني . قال : ما أبيت أن تخبرني إلا وقد ذكر لك شيء من أمري ، فألح عليه وأبى أن يدعه حتى أخبره . فقال : قيل لي : إنه قد حضرت هلكتك وارتشى ابنك في حكمك ، فكان لا يدبر أمراً إلا انتكث ولا يبعث جيشاً إلا هزم ، حتى بعث جيشاً وبعث معهم بالتوراة يستفتح بها فهزموا ، وأخذت التوراة فصعد المنبر وهو آسف غضبان ، فوقع فانكسرت رجله أو فخذه فمات من ذلك ، فعند ذلك قالوا لنبيهم : ابعث لنا ملكاً وهو الشمول بن حنة العاقر .