Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 249-249)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال : خرجوا مع طالوت وهم ثمانون ألفاً ، وكان جالوت من أعظم الناس وأشدهم بأساً ، فخرج يسير بين يدي الجند فلا تجتمع إليه أصحابه حتى يهزم هو من لقي ، فلما خرجوا قال لهم طالوت { إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني } فشربوا منه هيبة من جالوت ، فعبر منهم أربعة آلاف ورجع ستة وسبعون ألفاً ، فمن شرب منه عطش ، ومن لم يشرب منه إلا غرفة روي { فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه } فنظروا إلى جالوت رجعوا أيضاً و { قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده } فرجع عنه ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون ، وجلس في ثلثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { إن الله مبتليكم بنهر } يقول : بالعطش ، فلما انتهوا إلى النهر - وهو نهر الأردن - كرع فيه عامة الناس فشربوا ، فلم يزد من شرب إلا عطشاً ، وأجزأ من اغترف غرفة بيده وانقطع الظمأ عنه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { فلما فصل طالوت بالجنود } غازياً إلى جالوت قال طالوت لبني إسرائيل { إن الله مبتليكم بنهر } بين فلسطين والأردن ، نهر عذب الماء طيبه ، فشرب كل إنسان كقدر الذي في قلبه ، فمن اغترف غرفة واطاعه روي بطاعته ، ومن شرب فأكثر عصى فلم يرو { فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه } قال الذين شربوا { لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون } الذين اغترفوا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { إن الله مبتليكم بنهر } قال : نهر فلسطين . وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في الآية قال : كان الكفار يشربون فلا يروون ، وكان المسلمون يغترفون غرفة فيجزئهم ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : في تلك الغرفة ما شربوا وسقوا دوابهم . وأخرج سعيد بن منصور عن عثمان بن عفان أنه قرأ { إلا من اغترف غرفة } بضم الغين . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { فشربوا منه إلا قليلاً منهم } قال : القليل ثلثمائة وبضعة عشر ، عدة أهل بدر . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن البراء قال : كنا أصحاب محمد نتحدث أن أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ، ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلثمائة . وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر " أنتم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي ، وكان الصحابة يوم بدر ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : كان عدة أصحاب طالوت يوم جالوت ثلثمائة وبضعة عشر . وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيدة قال : عدة الذين شهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بدراً كعدد الذين جاوزوا مع طالوت النهر ، عدتهم ثلثمائة وثلاثة عشر . وأخرج إسحاق بن بشر في المبتدأ وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : كانوا ثلثمائة ألف وثلاثة آلاف وثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، فشربوا منه كلهم إلا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، فردهم طالوت ومضى في ثلثمائه وثلاثة عشر ، وكان اشمويل دفع إلى طالوت درعاً فقال له : من استوى هذا الدرع عليه فإنه يقتل جالوت بإذن الله تعالى ، ونادى منادي طالوت ، من قتل جالوت زوجته ابنتي ، وله نصف ملكي ومالي . وكان الله سبب هذا الأمر على يدي داود بن ايشا ، وهو من ولد خصرون بن فارض بن يهود بن يعقوب . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { الذين يظنون أنهم ملاقو الله } قال : الذين يستيقنون . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { الذين يظنون أنهم ملاقو الله } قال : الذين شروا أنفسهم لله ووطنوها على الموت . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : تلقى المؤمنين بعضهم أفضل من بعض جداً ، وعزماً وهم كلهم مؤمنون