Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 264-264)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : من أنفق نفقة ثم منَّ بها أو آذى الذي أعطاه النفقة حبط أجره ، فضرب الله مثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فلم يدع من التراب شيئاً ، فكذلك يمحق الله أجر الذي يعطي صدقته ثم يمنّ بها كما يمحق المطر ذلك التراب . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال الله للمؤمنين : لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى فتبطل كما بطلت صدقة الرياء ، وكذلك هذا الذي ينفق ماله رئاء الناس ذهب الرياء بنفقته كما ذهب هذا المطر بتراب هذا الصفا . وأخرج أحمد في الزهد عن عبدالله بن أبي زكريا قال : بلغني أن الرجل إذا راءى بشيء من عمله أحبط ما كان قبل ذلك . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة منان ، ولا عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا مؤمن بسحر ، ولا كاهن " . وأخرج البزار والحاكم وصححه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، ومدمن الخمر ، والمنان بما أعطى . وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والديوث ، والرجلة " . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لا يدخل الجنة منان . فشق ذلك علي حتى وجدت في كتاب الله في المنان { لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن حريث قال : إن الرجل يغزو ، ولا يسرق ولا يزني ولا يغل لا يرجع بالكفاف . قيل له : لماذا ؟ فقال : إن الرجل ليخرج فإذا أصابه من بلاء الله الذي قد حكم عليه لعن وسب إمامه ولعن ساعة غزا ، وقال : لا أعود لغزوة معه أبداً . فهذا عليه وليس له ، مثل النفقة في سبيل الله يتبعها مناً وأذى ، فقد ضرب الله مثلها في القرآن { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } حتى ختم الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { صفوان } يقول : الحجر . { فتركه صلداً } ليس عليه شيء . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { كمثل صفوان } الصفاة { فتركه صلداً } قال : تركها نقية ليس عليها شيء ، فكذلك المنافق يوم القيامة لا يقدر على شيء مما كسب . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : الوابل . المطر . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : الوابل . المطر الشديد ، وهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة ، يقول { لا يقدرون على شيء مما كسبوا } يومئذ كما ترك هذا المطر هذا الحجر ليس عليه شيء أنقى ما كان . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { فتركه صلداً } قال : يابساً خاسئاً لا ينبت شيئاً . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس . أن نافع ابن الأزرق سأله عن قوله { صفوان } قال : الحجر الأملس . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول أوس بن حجر : @ على ظهر صفوان كأن متونه عللن بدهن يزلق المتنزلا @@ قال : فأخبرني عن قوله { صلداً } قال : أملس . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول أبي طالب :