Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 65-66)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير عن ابن عباس { ولقد علمتم } قال : عرفتم ، وهذا تحذير لهم من المعصية يقول : احذورا أن يصيبكم ما أصاب أصحاب السبت إذ عصوني اعتدوا يقول : اجترأوا في السبت بصيد السمك فقلنا لهم { كونوا قردة خاسئين } فمسخهم الله قردة بمعصيتهم ، ولم يعش مسخ فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فواقاً ، ثم هلكوا ما كان للمسخ نسل . وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن ابن عباس قال : القردة والخنازير من نسل الذين مسخوا . وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : انقطع ذلك النسل . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله { فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين } قال : مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة ، وإنما هو مثل ضربه الله لهم مثل الحمار يحمل أسفاراً . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : أحلت لهم الحيتان وحرمت عليهم يوم السبت ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ، فكان القوم فيهم ثلاثة أصناف ، فأما صنف فأمسك ونهى عن المعصية ، وأما صنف فأمسك عن حرمة الله ، وأما صنف فانتهك المعصية ومرن على المعصية ، فلما أبوا إلا عتواً عما نهاهم الله عنه { قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } وصار القوم قروداً تعاوى لها الذئاب بعد ما كانوا رجالاً ونساء . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { خاسئين } قال : ذليلين . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { خاسئين } قال : صاغرين . وأخرج ابن جرير عن مجاهد . مثله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { فجعلناها نكالاً لما بين يديها } من الذنوب { وما خلفها } من القرى { وموعظة للمتقين } الذين من بعدهم إلى يوم القيامة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { فجعلناها } يعني الحيتان { نكالاً لما بين يديها وما خلفها } من الذنوب التي عملوا قبل وبعد . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { فجعلناها } قال : فجعلنا تلك العقوبة وهي المسخة { نكالاً } عقوبة { لما بين يديها } يقول : ليحذر من بعدهم عقوبتي { وما خلفها } يقول : للذين بقوا معهم { وموعظة } تذكرة وعبرة للمتقين . وأخرج عبد بن حميد عن سفيان في قوله { نكالاً لما بين يديها وما خلفها } قال : من الذنوب { وموعظة للمتقين } قال : لأمة محمد عليه السلام .