Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 76-77)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن إسحق وابن جرير عن ابن عباس في قوله { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } أي بصاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا : لا تحدثوا العرب بهذا ، فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم { ليجادلوكم به عند ربكم } أي يقرون بأنه نبي وقد علمتم أنه قد أخذ عليكم الميثاق باتباعه ، وهو يخبرهم أنه النبي الذي كان ينتظر ، ونجده في كتابنا اجحدوه ولا تقروا به . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وإذا لقوا الذين آمنوا … } الآية . قال : هذه الآية في المنافقين من اليهود . وقوله { بما فتح الله عليكم } يعني بما أكرمكم به . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم فقال " يا إخوان القردة والخنازير ، ويا عبدة الطاغوت . فقالوا : من أخبر هذا الأمر محمداً ، ما خرج هذا الأمر إلا منكم { أتحدثونهم بما فتح الله عليكم } بما حكم الله ليكون لهم حجة عليكم " . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخلن علينا قصبة المدينة إلا مؤمن . فقال : رؤساء اليهود : اذهبوا فقولوا آمنا واكفروا إذا رجعتم إلينا ، فكانوا يأتون المدينة بالبكر ويرجعون إليهم بعد العصر ، وهو قوله { وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره } [ آل عمران : 72 ] وكانوا يقولون : إذا دخلوا المدينة نحن مسلمون ليعلموا خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ، فكان المؤمنون يظنون أنهم مؤمنون ، فيقولون لهم : أليس قد قال لكم في التوراة كذا وكذا ؟ فيقولون : بلى . فإذا رجعوا إلى قومهم قالوا { أتحدثونهم بما فتح الله عليكم … } الآية " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال : نزلت هذه الآية في ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا ، فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عذبوا به ، فقال بعضهم لبعض { أتحدثونهم بما فتح الله به عليكم } من العذاب ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم وأكرم على الله منكم . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة " أن امرأة من اليهود أصابت فاحشة ، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبتغون منه الحكم رجاء الرخصة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عالمهم وهو ابن صوريا ، فقال له : احكم … قال : فجبؤه . والتجبئة يحملونه على حمار ويجعلون على وجهه إلى ذنب الحمار . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبحكم الله حكمت ؟ قال : لا . ولكن نساءنا كن حساناً ، فأسرع فيهن رجالنا فغيرنا الحكم ، وفيه أنزلت { وإذا خلا بعضهم إلى بعض … } الآية " . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } قالوا : هم اليهود ، وكانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ، فصانعوهم بذلك ليرضوا عنهم ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض نهى بعضهم بعضاً أن يحدثوا بما فتح الله عليهم ، وبين لهم في كتابه من أمر محمد عليه السلام رفعته ونبوته ، وقالوا : إنكم إذا فعلتم ذلك احتجوا عليكم بذلك عند ربكم { أفلا تعقلون ، أوَ لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون } قال : ما يعلنون من أمرهم وكلامهم إذا لقوا الذين آمنوا ، وما يسرون إذا خلا بعضهم إلى بعض من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به ، وهم يجدونه مكتوباً عندهم . وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله { أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون } يعني من كفرهم بمحمد وتكذيبهم به { وما يعلنون } حين قالوا للمؤمنين : آمنا .