Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-86)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال : كان أيوب بن أموص نبي الله الصابر طويلاً جعد الشعر واسع العينين حسن الخلق ، وكان على جبينه مكتوب : المبتلى الصابر ، وكان قصير العنق عريض الصدر غليظ الساقين والساعدين ، كان يعطي الأرامل ويكسوهم جاهداً ناصحاً لله . وأخرج الحاكم عن وهب قال : أيوب بن أموص بن رزاح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل . وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال : أول نبي بعث إدريس ، ثم نوح ثم إبراهيم ، ثم إسماعيل وإسحاق ، ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ، ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ، ثم إلياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب . وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : كان أيوب أعبد أهل زمانه وأكثرهم مالاً ، فكان لا يشبع حتى يشبع الجائع ، وكان لا يكتسي حتى يكسي العاري ، وكان إبليس قد أعياه أمر أيوب لقوته فلا يقدر عليه ، وكان عبداً معصوماً . وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر ، عن وهب أنه سئل : ما كانت شريعة قوم أيوب ؟ قال : التوحيد وإصلاح ذات البين . وإذا كانت لأحد منهم حاجة خر لله ساجداً ثم طلب حاجته . قيل : فما كان ماله ؟ قال : كان له ثلاثة آلاف فدان ، مع كل فدان عبد ، مع كل عبد وليدة ومع كل وليدة أتان وأربعة عشرة ألف شاة ، ولم يبت ليلة له إلا وضيف وراء بابه ، ولم يأكل طعامه إلا ومعه مسكين . وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان الثوري قال : ما أصاب إبليس من أيوب في مرضه إلا الأنين . وأخرج ابن عساكر عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم . " قال الله لأيوب : تدري ما جرمك إليّ حتى ابتليتك ؟ فقال : لا يا رب . قال : لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين " . وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : إنما كان ذنب أيوب ، أنه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه فلم يعنه ، ولم يأمر بمعروف وينه الظالم عن ظلم المسكين فابتلاه الله . وأخرج ابن عساكر عن الليث بن سعد قال : كان السبب الذي ابتلي فيه أيوب ، أنه دخل أهل قريته على ملكهم - وهو جبار من الجبابرة - وذكر بعض ما كان ظلمه الناس ، فكلموه فأبلغوا في كلامه ورفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه ، فقال الله : " اتقيت عبداً من عبادي من أجل زرعك ؟ " فأنزل الله به ما أنزل من البلاء . وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس الخولاني ، قال : أجدب الشام ، فكتب فرعون إلى أيوب : أن هلم إلينا فإن لك عندنا سعة . فأقبل بخيله وماشيته وبنيه فأقطعهم ، فدخل شعيب فقال فرعون : أما تخاف أن يغضب غضبة فيغضب لغضبه أهل السموات والأرض والجبال والبحار ؟ فسكت أيوب ، فلما خرجا من عنده أوحى الله إلى أيوب : أوسكت عن فرعون لذهابك إلى أرضه ؟ استعد للبلاء . قال : فديني ؟ قال : أسلمه لك . قال : لا أبالي . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن عساكر ، عن يزيد بن ميسرة قال : لما ابتلى الله أيوب بذهاب المال والأهل والولد ، فلم يبق له شيء ، أحسن الذكر والحمد لله رب العالمين . ثم قال : أحمدك رب الذي أحسنت إليّ … قد أعطيتني المال والولد لم يبق من قلبي شعبة إلا قد دخلها ذلك ، فأخذت ذلك كله مني وفزعت قلبي ، فليس يحول بيني وبينك شيء لا يعلم عدوي إبليس الذي وصفت إلا حسدني ، فلقي إبليس من ذها شيئاً منكراً . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية ، عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال : كان لأيوب أخوان فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد ، فقال أحدهما للآخر : لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا ، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط مثله ، قال : اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعاً ، وأنا أعلم مكان جائع فصدقني . فصدّق من في السماء وهما يسمعان ، ثم خر ساجداً وقال : اللهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني . فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه . وأخرح ابن عساكر عن الحسن قال : ضرب أيوب بالبلاء ، ثم بالبلاء بعد البلاء بذهاب الأهل والمال ، ثم ابتلي في بدنه ، ثم ابتلي حتى قذف في بعض مزابل بني إسرائيل ، فما يعلم أيوب دعا الله يوماً أن يكشف ما به ليس إلا صبراً وإحتساباً ، حتى مر به رجلان فقال أحدهما لصاحبه : لو كان الله في هذا حاجة ما بلغ به هذا كله . فسمع أيوب فشق عليه فقال : رب { مسني الضر } ثم رد ذلك إلى ربه فقال : { وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : { وآتيناه أهله } في الدنيا { ومثلهم معهم } في الآخرة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : قيل له : يا أيوب ، إن أهلك لك في الجنة ، فإن شئت آتيناك بهم ، وإن شئت تركناهم لك في الجنة وعوّضناك مثلهم . قال : لا ، بل اتركهم لي في الجنة ، فتركوا له في الجنة وعوّض مثلهم في الدنيا . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن نوف البكالي في قوله : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : إني أدخرهم في الآخرة وأعطي مثلهم في الدنيا . فحدث بذلك مطرف فقال : ما عرفت وجهها قبل اليوم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني ، عن الضحاك قال : بلغ ابن مسعود أن مروان قال في هذه الآية : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : أوتي بأهل غير أهله ، فقال ابن مسعود : بل أوتي بأعيانهم ومثلهم معهم . وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : لم يكونوا ماتوا ولكنهم غيبوا عنه ، فأتاه أهله { ومثلهم معهم } في الآخرة . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : أحياهم بأعيانهم وزاد إليهم مثلهم . وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة في قوله : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال : أحيا الله له أهله بأعيانهم وزاده الله مثلهم . وأخرج ابن جرير عن الحسن { ومثلهم معهم } قال : من نسلهم . وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال : ما كان بقي من أيوب عليه السلام إلا عيناه وقلبه ولسانه ، فكانت الدواب تختلف في جسده ؛ ومكث في الكناسة سبع سنين وأياماً . وأخرج أحمد عن نوف البكالي قال : مر نفر من بني إسرائيل بأيوب فقالوا : ما أصابه ما أصابه إلا بذنب عظيم أصابه . فسمعها أيوب فعند ذلك قال : { مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } وكان قبل ذلك لا يدعو . وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : لقد مكث أيوب مطروحاً على كناسة سبع سنين وأشهراً ما يسأل الله أن يكشف ما به وما على وجه الأرض ، خلق أكرم من أيوب ، فيزعمون أن بعض الناس قال : لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا . فعند ذلك دعا . وأخرج ابن جريرعن وهب بن منبه قال : لم يكن بأيوب الأكلة ، إنما يخرج منه مثل ثدي النساء ثم يتفقأ . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } قال : إنه لما مسه الضر أنساه الله الدعاء أن يدعوه فيكشف ما به من ضر ، غير أنه كان يذكر الله كثيراً ولا يزيده البلاء في الله إلا رغبة وحسن إيقان ، فلما انتهى الأجل وقضى الله أنه كاشف ما به من ضر أذن له في الدعاء ويسرّه له ، كان قبل ذلك يقول تبارك وتعالى : " لا ينبغي لعبدي أيوب أن يدعوني ثم لا أستجيب له " فلما دعا استجاب له وأبدله بكل شيء ذهب له ضعفين ، رد أهله ومثلهم معهم ، وأثنى عليه فقال : { إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أوّاب } . وأخرج ابن جرير عن ليث قال : أرسل مجاهد رجلاً يقال له قاسم إلى عكرمة يسأله عن قول الله لأيوب { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } فقال : قيل له : إن أهلك لك في الآخرة ، فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا ؛ وإن شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا . فقال : يكونون في الآخرة وأوتى مثلهم في الدنيا . فرجع إلى مجاهد فقال : أصاب . وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله : { رحمة من عندنا وذكرى للعابدين } وقوله : { رحمة منا وذكرى لأولي الألباب } [ ص : 43 ] قال : إنما هو من أصابه بلاء فذكر ما أصاب أيوب فليقل : إنه قد أصاب من هو خير مني نبي من الأنبياء . وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : بقي أيوب على كناسةٍ لبني إسرائيل سبع سنين وأشهراً تختلف فيه الدواب . وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : إن أيوب آتاه الله تعالى مالاً وولداً وأوسع عليه ، فله من الشياه والبقر والغنم والإبل . وإن عدو الله إبليس قيل له : " هل تقدر أن تفتن أيوب ؟ قال : رب ، إن أيوب أصبح في دنيا من مال وولد فلا يستطيع إلا شكرك ، فسلطني على ماله وولده فسترى كيف يطيعني ويعصيك . فسلط على ماله وولده فكان يأتي الماشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيران ، ثم يأتي أيوب وهو يصلي متشبهاً براعي الغنم فيقول : يا أيوب ، تصلي لرب ؟ ما ترك الله لك من ماشيتك شيئاً من الغنم إلا أحرقها بالنيران . وكنت ناحية فجئت لأخبرك . فيقول أيوب : اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت ، مهما يبق شيء أحمدك على حسن بلائك . فلا يقدر منه على شيء مما يريد ، ثم يأتي ماشيته من البقر فيحرقها بالنيران . ثم يأتي أيوب فيقول له ذلك ، ويرد عليه أيوب مثل ذلك . وكذلك فعل بالإبل حتى ما ترك له ماشية حتى هدم البيت على ولده ، فقال : يا أيوب ، أرسل الله على ولدك من هدم عليهم البيوت حتى يهلكوا ! فيقول أيوب مثل ذلك . وقال : رب هذا حين أحسنت إلي الإحسان كله قد كنت قبل اليوم يشغلني حب المال بالنهار ويشغلني حب الولد بالليل شفقة عليهم ، فالآن أفرغ سمعي لك وبصري وليلي ونهاري بالذكر والحمد والتقديس والتهليل . فينصرف عدو الله من عنده ولم يصب منه شيئاً مما يريد . ثم إن الله تعالى قال : كيف رأيت أيوب ؟ قال إبليس : إن أيوب قد علم أنك سترد عليه ماله وولده ، ولكن سلطني على جسده فإن أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك . فسلط على جسده ، فأتاه فنفخ فيه نفخة أقرح من لدن قرنه إلى قدمه ، فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل ، فلم يبق له مال ولا ولد ولا صديق ولا أحد يقربه غير رحمة صبرت عليه ، تصدق عليه وتأتيه بطعام وتحمد الله معه إذا حمده ، وأيوب على ذلك لا يفر من ذكر الله والتحميد والثناء على الله والصبر على ما ابتلاه الله ، فصرخ إبليس صرخة جمع فيها جنوده من أقطاء الأرضين جزعاً من صبر أيوب ، فاجتمعوا إليه وقالوا له : اجتمعنا إليك ، ما أحزنك ؟ ! ما أعياك ؟ قال : أعياني هذا العبد الذي سألت ربي أن يسلطني على ماله وولده ، فلم أدع له مالاً ولا ولداً فلم يزدد بذلك إلا صبراً وثناء على الله تعالى وتحميداً له ، ثم سلطت على جسده فتركته قرحة ملقاة على كناسة بني إسرائيل لا تقربه إلا امرأته ، فقد افتضحت بربي فاستعنت بكم لتعينوني عليه . فقالوا له : أين مكرك ؟ أين علمك الذي أهلكت به من مضى ؟ قال : بطل ذلك كله في أيوب ، فأشيروا علي . قالوا : نشير عليك ، أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة ؟ من أين أتيته ؟ قال : من قبل امرأته . قالوا : فشأنك بأيوب من قبل امرأته ، فإنه لا يستطيع أن يعصيها وليس أحد يقربه غيرها . قال : أصبتم . فانطلق حتى أتى امرأته وهي تصدق ، فتمثل لها في صورة رجل فقال : أين بعلك يا أمة الله ؟ قالت : ها هو ذاك يحك قروحه ويتردد الدود في جسده . فلما سمعها طمع أن تكون كلمة جزع ، فوضع في صدرها فوسوس إليها فذكرها ما كانت فيه من النعم والمال والدواب ، وذكرها جمال أيوب وشبابه وما هو فيه من الضر ، وإن ذلك لا ينقطع عنهم أبداً فصرخت ، فلما صرخت علم أن قد جزعت فأتاها بسخلة فقال : ليذبح هذا إلى أيوب ويبرأ . فجاءت تصرخ : يا أيوب ، يا أيوب … حتى متى يعذبك ربك ؟ ألا يرحمك ؟ أين المال ؟ أين الشباب ؟ أين الولد ؟ أين الصديق ؟ أين لونك الحسن الذي بلي وتلدد فيه الدواب … ؟ اذبح هذه السخلة واسترح . قال : أيوب : أتاكِ عدو الله فنفخ فيك فوجد فيك رفقاً فأجبِتِه ، ويلكِ أرأيتِ ما تبكين عليه مما تذكرين مما كنا فيه من المال والولد والصحة والشباب من أعطانيه ؟ قالت : الله … قال : فكم متعنا ؟ قالت : ثمانين سنة . قال : فمذ كم ابتلانا الله بهذا البلاء الذي ابتلانا به ؟ قالت : سبع سنين وأشهراً . قال : ويلكِ … والله ما عدلت ولا أنصفت ربك ، إلا صبرت حتى نكون في هذا البلاء الذي ابتلانا ربنا ثمانين سنة كما كنا في الرخاء ثمانين سنة ! والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة حيت أمرتني أن أذبح لغير الله . طعامك وشرابك الذي أتيتني به عليّ حرام أن أذوق شيئاً مما تأتي به بعد إذ قلتِ لي هذا ، فاعزبي عني فلا أراكِ . فطردت فذهبت ، فقال الشيطان : هذا قد وطّن نفسه ثمانين سنة على هذا البلاء الذي هو فيه ، فباء بالغلبة ورفضه . ونظر إلى أيوب قد طرد امرأته وليس عنده طعام ولا شراب ولا صديق ، ومرّ به رجلان وهو على تلك الحال ولا والله ، ما على ظهر الأرض يومئذ أكرم على الله من أيوب فقال أحد الرجلين لصاحبه : لو كان الله في هذا حاجة ما بلغ به هذا . فلم يسمع أيوب شيئاً كان أشد عليه من هذه الكلمة فقال : رب ، { مسني الضر } ثم رد ذلك إلى الله فقال : { وأنت أرحم الراحمين } فقيل له : { اركض برجلك هذا مغتسل بارد } [ ص : 42 ] فركض برجله فنبعت عين ماء فاغتسل منها فلم يبق من دائه شيء ظاهر إلا سقط ، فأذهب الله عنه كل ألم وكل سقم وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان ، ثم ضرب برجله فنبعت عين أخرى ، فشرب منها فلم يبق في جوفه داء إلا خرج . فقام صحيحاً وكسي حلة فجعل يلتفت فلا يرى شيئاً مما كان له من أهل ومال إلا وقد أضعفه الله له ، حتى ذكر لنا أن الماء الذي اغتسل به تطاير على صدره جراد من ذهب ، فجعل يضمه بيده فأوحى الله إليه : " يا أيوب ، ألم أغنك عن هذا ؟ قال : بلى ، ولكنها بركتك فمن يشبع منها " ؟ فخرج حتى جلس على مكان مشرف ، ثم إن امرأته قالت : أرأيت إن كان طردني ، إلى من أكله ؟ أدعه يموت جوعاً أو يضيع فتأكله السباع ؟ لأرجعن إليه . فرجعت فلا كناسة ترى ولا تلك الحال التي كانت ، وإذا الأمور قد تغيرت فجعلت تطوف حيث الكناسة وتبكي ، وذلك بعين أيوب ، وهابت صاحب الحلة أن تأتيه فتسأل عنه . فأرسل إليها أيوب فدعاها فقال : ما تريدين يا أمة الله ؟ فبكت وقالت : أريد ذلك المبتلى الذي كان ملقى على الكناسة ، لا أدري أضاع أم ما فعل ! قال لها أيوب : ما كان منكِ ؟ فبكت وقال : بعلي ، فهل رأيته ؟ فقال : وهل تعرفيته إذا رأيته ؟ قالت : وهل يخفى على أحد رآه ؟ ثم جعلت تنظر إليه ويعرّفها به ، ثم قالت : أما إنه كان أشبه خلق الله بك إذ كان صحيحاً . قال : فإني أيوب الذي أمرتني أن أذبح للشيطان ، وإني أطعت الله وعصيت الشيطان ودعوت الله فرّد علي ما ترين . ثم إن الله رحمها لصبرها معه على البلاء فأمره تخفيفاً عنها أن يأخذ جماعة من الشجر فيضربها ضربة واحدة تخفيفاً عنها بصبرها معه . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر ، عن وهب قال : لم يكن الذي أصاب أيوب الجذام ولكنه أصابه أشد من ذلك ، كان يخرج في جسده مثل ثدي المرأة ثم يتفقأ . وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن الحسن قال : إن كانت الدودة لتقع من جسد أيوب فيأخذها إلى مكانها ويقول : كلي من رزق الله . وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب وابن عساكر ، عن ابن عباس أن امرأة أيوب قالت له : والله قد نزل بي من الجهد والفاقة ما إن بعت قرني برغيف فأطعمتك ، وإنك رجل مجاب الدعوة فادع الله أن يشفيك . فقال : ويحك … كنا في النعماء سبعين عاماً فنحن في البلاء سبع سنين . وأخرج ابن أبي الدنيا وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن عساكر ، عن طلحة بن مطرف قال : قال إبليس : ما أصبت من أيوب شيئاً قط أفرح به ، إلا أني كنت إذا سمعت أنينه علمت أني أوجعته . وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر ، عن مجاهد قال : أن أول من أصابه الجدري أيوب عليه السلام . وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد . قال : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به . فلما جاء إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك ، فقال أيوب : لا أدري ما تقول ، غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتباعدان يذكران الله فأرجع إلى بيتي فاؤلف بينهما كراهة أن يذكر الله لا في حق . وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن { اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } [ ص : 42 ] فاستبطأته فأتته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله المبتلى ؟ والله على ذاك ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً . قال : فإني أنا هو . قال : وكان له اندران ، اندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح ، أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض " . وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم } قال : رد الله امرأته وزاد في شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكراً ، وأهبط الله إليه ملكاً فقال : يا أيوب ، ربك يقرئك السلام بصبرك على البلاء ، فاخرج إلى اندرك . فبعث الله سحابة حمراء فهبطت عليه بجراد الذهب والملك قائم يجمعه ، فكانت الجراد تذهب فيتبعها حتى يردها في أندره . قال الملك : يا أيوب ، أو ما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج ؟ فقال : إن هذه بركة من بركات ربي ولست أشبع منها . وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينا أيوب يغتسل عرياناً خر عليه جراد من ذهب ، فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه : " يا أيوب ، ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى وعزتك ، ولكن لا غنى لي عن بركتك " . وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما عافى الله أيوب أمطر عليه جراداً من ذهب ، فجعل يأخذه بيده ويجعله في ثوبه ، فقيل له : يا أيوب ، أما تشبع ؟ قال : ومن يشبع من فضلك ورحمتك ؟ " . وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس أن أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنفية ، وعلى ذلك مات ، وتغيروا بعد ذلك وغيروا دين إبراهيم كما غيره من كان قبلهم . وأخرج الحاكم عن وهب قال : عاش أيوب ثلاثاً وتسعين سنة وأوصى عند موته إلى ابنه حرمل ، وقد بعث الله بعده بشر بن أيوب نبياً وسماه ذا الكفل ، وكان مقيماً بالشام عمره حتى مات ابن خمس وسبعين سنة ، وأن بشراً أوصى إلى ابنه عبدان ثم بعث الله بعدهم شعيباً . وأخرج ابن عساكر عن أبي عبدالله الجدلي قال : كان أيوب عليه السلام يقول : " اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني وقلبه يرعاني ، إن رأى حسنة أطفأها وإن رأى سيئة أذاعها " . وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال : يؤتى بثلاثة يوم القيامة : بالغني ، والمريض ، والعبد المملوك ، فيقال للغني : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : يا رب ، أكثرت لي من المال فطغيت . فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول : أنت كنت أشد شغلاً من هذا ؟ فيقول : لا ، بل هذا . قال : فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني . ثم يؤتى بالمريض فيقول : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : شغلت على جسدي ، فيؤتى بأيوب في ضره فيقول : أنت كنت أشد ضراً من هذا ؟ قال : لا ، بل هذا . قال : فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني . ثم يؤتى بالمملوك فيقول : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : يا رب ، جعلت علي أرباباً يملكونني . فيؤتى بيوسف في عبوديته فيقول : أنت كنت أشد عبودية أم هذا ؟ قال : لا بل هذا قال : فإن هذا لم يمنعه أن عبدني . والله أعلم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { وذا الكفل } قال : رجل صالح غير نبي ، تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ويقيمهم له ويقضي بينهم بالعدل ، ففعل ذلك فسمي { ذا الكفل } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي ، حتى أنظر كيف يعمل فجمع الناس فقال : من يتكفل لي بثلاث : أستخلفه يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ؟ قال : فقام رجل تزدريه العين فقال : أنا . فقال : أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب ؟ قال : نعم . قال : فردّه من ذلك اليوم وقال مثلها في اليوم الآخر ، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال : أنا . فاستخلفه . قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك فقال : دعوني وإياه … فأتاه في صورة شيخ كبير فقير فأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة - وكان لا ينام من الليل والنهار إلا تلك النومة - فدق الباب فقال : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم . قال : فقام ففتح الباب ، فجعل يكثر عليه فقال : إن بيني وبين قومي خصومة وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا … وجعل يطول عليه حتى حضره وقت الرواح وذهبت القائلة ، وقال : إذا رحت فائتني آخذ لك بحقك . فانطلق وراح وكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ الكبير المظلوم ، فلم يره فقام يبغيه ، فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس فينتظره فلا يراه ، فلما راح إلى بيته جاء فدق عليه الباب فقال : من هذا ؟ قال : الشيخ الكبير المظلوم ، ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فائتني ؟ قال : إنهم أخبث قوم . قال : إذا رحت فائتني ، ففاتته القائلة فراح فجعل ينظر ولا يراه ، وشق عليه النعاس فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل : ما وراءك ؟ قال : إني قد أتيته أمس فذكرت له أمري . فقال : لا والله لقد أمرنا أن لا يدع أحداً يقربه . فلما أعياه نظر فرأى كوّة في البيت فتسوّر منها فإذا هو في البيت ، فإذا هو يدق الباب من داخل فاستيقظ الرجل فقال : يا فلان ، ألم آمرك ؟ قال : من قبلي والله لم تؤت ، فانظر من أين أتيت . فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه وإذا برجل معه في البيت فعرفه فقال له : عدو الله ؟ ! قال : نعم ، أعييتني في كل شيء ففعلت ما ترى لأغضبك . فسماه الله { ذا الكفل } لأنه تكفل بأمر فوفى به . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان قاض في بني إسرائيل فحضره الموت فقال : من يقوم مقامي على أن لا يغضب ؟ فقال رجل : أنا فسمي { ذا الكفل } فكان ليله جميعاً يصلي ثم يصبح صائماً فيقضي بين الناس ، وله ساعة يقيلها فكان بذلك فأتاه الشيطان عند نومته فقال له أصحابه : ما لك ؟ قال : إنسان مسكين له على رجل حق قد غلبني عليه . فقالوا : كما أنت حتى يستيقظ . قال وهو فوق نائم : فجعل يصيح عمداً حتى يغضبه . فسمع فقال : ما لك ؟ قال : إنسان مسكين لي على رجل حق . قال : اذهب فقل له يعطيك . قال : قد أبى . قال : اذهب أنت إليه . فذهب ثم جاء من الغد فقال : ما لك ؟ قال : ذهبت إليه فلم يرفع بكلامك رأساً . قال : اذهب إليه أنت . فذهب ثم جاء من الغد حين قال فقال له أصحابه : أخرج فعل الله بك تجيء كل يوم حين ينام لا تدعه ينام ؟ فجعل يصيح : من أجل أني إنسان مسكين ؟ لو كنت غنياً … فسمع أيضاً قال : ما لك ؟ قال : ذهبت إليه فضربني . قال : امش حتى أجيء معك ، فهو ممسك بيده فلما رآه ذهب معه نثر يده منه فذهب ففر . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن الحارث قال : قال نبي من الأنبياء لمن معه : أيكم يكفل لي أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ، ويكون معي في درجتي ويكون بعدي في مقامي ؟ قال شاب من القوم : أنا . ثم أعاد فقال الشاب : أنا ، ثم أعاد فقال الشاب أنا ، ثم أعاد فقال الشاب أنا ، فلما مات قام بعده في مقامه فأتاه إبليس بعدما قال ليغضبه يستعديه فقال لرجل : اذهب معه . فجاء فأخبره أنه لم ير شيئاً ، ثم أتاه فأرسل معه آخر فجاءه فأخبره أنه لم ير شيئاً ، ثم أتاه فقام معه فأخذ بيده فانفلت منه ، فسمي { ذا الكفل } لأنه كفل أن لا يغضب . وأخرج ابن سعيد النقاش في كتاب القضاة ، عن ابن عباس قال : كان نبي جمع أمته فقال : أيكم يتكفل لي بالقضاء بين أمتي ، على أن لا يغضب ؟ فقام فتى فقال : أنا يا رسول الله ، ثم عاد فقال الفتى أنا ، ثم قال لهم الثالثة أيكم يتكفل لي بالقضاء بين الناس على أن لا يغضب ؟ فقال الفتى أنا فاستخلفه ، فأتاه الشيطان بعد حين وكان يقضي حتى إذا انتصف النهار ، ثم رجع ثم راح فأتاه الشيطان نصف النهار وهو نائم ، فناداه حتى أيقظه فاستعداه فقال : إن كتابك رده ولم يرفع به رأساً ثنتين وثلاثاً ، فأخذ الرجل بيده ثم مشى معه ساعة ، فلما رأى الشيطان ذلك نزع يده من يده ثم فر فسمي { ذا الكفل } . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن حجيرة الأكبر ، أنه بلغه أنه كان ملك من ملوك بني إسرائيل عتى في ملكه ، فلما حضرته الوفاة أتاه رؤوسهم فقالوا : استخلف علينا ملكاً نفزع إليه . فجمع إليه رؤوسهم فقال : من رجل تكفل لي بثلاث وأوليه ملكي ؟ فلم يتكلم إلا فتى من القوم قال أنا . قال : اجلس . ثم قالها ثانية فلم يتكلم أحد إلا الفتى ، قال : تكفل لي بثلاث وأوليك ملكي ؟ قال : نعم . قال : تقوم الليل فلا ترقد ، وتصوم النهار فلا تفطر ، وتحكم فلا تغضب . قال : نعم . قال : قد وليتك ملكي ، فلما أن كان مكانه قام الليل وصام النهار وحكم فلا يعجل ولا يغضب ، يغدو فيجلس لهم فتمثل له الشيطان في صورة رجل ، فأتاه وقد تحين مقيله فقال : أعدني على رجل ظلمني . فأرسل معه رسولاً فجعل يطوف به وذو الكفل ينظره حتى فاتته رقدته ، ثم انسل من وسط الناس فأتاه رسول فأخبره ، فراح للناس فجلس لهم فقال الشيطان : لعله يرقد الليل ولم يصم النهار ، فلما أمسى صلى صلاته التي كان يصلي ، ثم أتاه الغد وقد تحين مقيله فقال : أعدني على صاحبي . فأرسل معه وانتظره وتبطأ حتى فات ذو الكفل رقدته ، ثم أتاه الرسول فأخبره فراح ولم ينم فقال الشيطان : الليلة يرقد . فأمسى يصلي صلاته كما كان يصلي . ثم أتاه فقال : قد صنعت به ما صنعت لعله يغضب . قال : أعدني على صاحبي . فقال : ألم أرسل معك رسولاً ؟ قال : بلى … ولكن لم أجده . فقال له ذو الكفل : انطلق فأنا ذاهب معك . فانطلق فطاف به ثم قال له : أتدري من أنا ؟ قال : لا . قال : أنا الشيطان ، كنت تكفلت لصاحبك بأمر فأردت أن تدع بعضه ، وإن الله قد عصمك . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ما كان ذو الكفل بنبي ، ولكن كان في بني إسرائيل رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة . فتوفي فتكفل له ذو الكفل من بعده . فكان يصلي كل يوم مائة صلاة فسمي ذا الكفل . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق سعيد مولى طلحة ، عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت . فقال : ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ … قالت : لا ، ولكنه عمل ما عملته قط وما حملني عليه إلا الحاجة . فقال : تفعلين أنت هذا وما فعلته ، اذهبي فهي لك . وقال : والله لا أعصي الله بعدها أبداً . فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه : إن الله قد غفر لذي الكفل " . وأخرجه ابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمرو : قال فيه ذو الكفل .