Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-2)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه ، والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق ، عن الحسن وغيره ، عن عمران بن حصين قال : " لما نزلت { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } إلى قوله : { ولكن عذاب الله شديد } أنزلت عليه هذه وهو في سفر فقال : " أتدرون أي يوم ذلك " ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ! قال : " ذلك يوم يقول الله لآدم : ابعث بعث النار . قال : يا رب ، وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحداً إلى الجنة " فانشأ المسلمون يبكون . فقال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم - " قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوّة قط ، إلا كان بين يديها جاهلية ، فتؤخذ العدة من الجاهلية ، فإن تمت ، وإلا أكملت من المنافقين ، وما مثلكم : إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة ، أو كالشامة في جنب البعير " ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " فكبروا ! ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " فكبروا ! ثم قال : " إني لأرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة " فكبروا ! قال : فلا أدري قال الثلثين أم لا " . وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن مردويه ، " عن عمران بن حصين قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فتفاوت بين اصحابه في السير ، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته بهاتين الآيتين { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } إلى قوله { إن عذاب الله شديد } فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي ، وعرفوا أنه عند قول يقوله ، فقال : " هل تدرون أي يوم ذلك ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " ذلك يوم ينادي الله تعالى فيه آدم عليه السلام فيقول : يا آدم ابعث بعث النار ، فيقول أي رب ، وما بعث النار ؟ فيقول من كل ألف تسعمائه وتسعة وتسعون إلى النار ، وواحد في الجنة " فتعبس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة ! فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بأصحابه قال : " اعملوا وابشروا ، فوالذي نفس محمد بيده ، أنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا أكثرتاه ؛ يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم ومن بني إبليس " فسري عن القوم بعض الذي يجدون قال " اعملوا وابشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة " " . وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : بلغني " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل عن غزوة العسرة ومعه أصحابه بعد ما شارف المدينة ، قرأ { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } فذكر نحوه ، إلا أنه زاد فيه : " لم يكن رسولان إلا أن كان بينهما فترة من الجاهلية فهم أهل النار ، وإنكم بين ظهراني خليقتين لا يعادهما أحد من أهل الأرض إلا كثرتاه ، وهم يأجوج ومأجوج وهم أهل النار ، وتكمل العدة من المنافقين " " . وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن أنس قال : " نزلت { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } إلى قوله { ولكن عذاب الله شديد } على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له ، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال : أتدرون أي يوم هذا ؟ هذا يوم يقول الله لآدم : " يا آدم ، قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فكَبُر ذلك على المسلمين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وابشروا ، فوالذي نفس محمد بيده ، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة ، وإن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا أكثرتاه : يأجوج ومأجوج ومن هلك من كفرة الإنس والجن " " . وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية - وأصحابه عنده - { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } فقال : " هل تدرون أي يوم ذاك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذاك يوم يقول الله يا آدم ، قم فابعث بعث النار . فيقول : يا رب ، من كم ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحداً إلى الجنة . فشق ذلك على القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ، ثم قال : اعملوا وأبشروا ، فإنكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد إلا أكثرتاه : يأجوج ومأجوج ، وإنما أنتم في الأمم كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة ، وإنما أمتي جزء من ألف جزء " " . وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره في غزوة بني المصطلق ، إذ أنزل الله { يا أيها الناس اتقوا ربكم } إلى قوله { ولكن عذاب الله شديد } فلما أنزلت عليه وقف على ناقته ثم رفع بها صوته فتلاها على أصحابه ، ثم قال لهم : أتدرون أي يوم ذاك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذاك يوم يقول الله لآدم : يا آدم ، ابعث بعث النار من ولدك . فيقول : يا رب ، من كل كم ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحداً إلى الجنة . فبكى المسلمون بكاء شديداً ودخل عليهم أمر شديد . فقال : والذي نفس محمد بيده ، ما أنتم في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في الشاة السوداء ، وإني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة " . وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له … فذكر نحوه . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " يقول الله يوم القيامة : يا آدم ، ابعث بعث النار . فيقول : يا رب ، وما بعث النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون . فعند ذلك يشيب الوليد { وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } قال : فشق ذلك على الناس فقالوا : يا رسول الله ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ويبقى الواحد ! فأينا ذلك الواحد ؟ فقال : من يأجوج ومأجوج ألف ، ومنكم واحد … وهل أنتم في الأمم كالشعرة السوداء في الثور الأبيض ؟ أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ؟ " . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن علقمة في قوله { إن زلزلة الساعة شيء عظيم } قال : الزلزلة ، قبل الساعة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي ، أنه قرأ { يا أيها الناس اتقوا ربكم } إلى قوله { ولكن عذاب الله شديد } قال : هذا في الدنيا من آيات الساعة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير في الآية . قال : هذه أشياء تكون في الدنيا قبل يوم القيامة . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : زلزلتها شرطها . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { إن زلزلة الساعة شيء عظيم } قال : هذا بدء يوم القيامة . وفي قوله { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت } قال : تترك ولدها للكرب الذي نزل بها . وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله { يوم ترونها تذهل } قال : تغفل . وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله { تذهل كل مرضعة عما أرضعت } قال : ذهلت عن أولادها لغير فطام { وتضع كل ذات حمل حملها } قال : ألقت الحوامل ما في بطونها لغير تمام { وترى الناس سكارى } قال : من الخوف { وما هم بسكارى } قال : من الشراب . وأخرج الطبراني والحاكم وابن مردويه وأبو الحسن أحمد بن يزيد الحلواني في كتاب الحروب ، عن عمران بن حصين أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } . وأخرج ابن مردويه وأبو الحسن الحلواني والحافظ عبد الغني بن سعيد في إيضاح الأشكال ، عن أبي سعيد قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } قال الأعمش : وهي قراءتنا . وأخرج سعيد بن منصور عن حذيفة ، أنه كان يقرأ { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } . وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود أنه كان يقرأ كذلك . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نهيك ، أنه قرأ { وترى الناس } يعني تحسب الناس . قال : لو كانت منصوبة كانوا سكارى ، ولكنها { ترى } تحسب . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الربيع { وترى الناس سكارى } قال : ذلك عند الساعة ، يسكر الكبير ويشيب الصغير وتضع الحوامل ما في بطونها . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج { وما هم بسكارى } قال : من الشراب . والله أعلم بالصواب .