Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 39-40)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والذين كفروا أعمالهم كسراب } الآية . قال : هو مثل ضربه الله لرجل عطش ، فاشتد عطشه ، فرأى سراباً ، فحسبه ماء ، فظن أنه قدر عليه حتى أتى ، فلما أتاه لم يجده شيئاً وقبض عند ذلك يقول الكافر : كذلك أن عمله يغني عنه أو نافعه شيئاً . ولا يكون على شيء حتى يأتيه الموت ، فأتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئاً ، ولم ينفعه إلا كما يقع العطشان المشتد إلى السراب { أو كظلمات في بحر لجي } قال : يعني بالظلمات : الأعمال . وبالبحر اللجي : قلب الإِنسان . { يغشاه موج } يعني بذلك الغشاوة التي على القلب ، والسمع والبصر . وأخرج أبن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { كسراب بقيعة } يقول : أرض مستوية . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { كسراب بقيعة } قال : بقاع من الأرض ، والسراب عمل الكافر { حتى إذا جاءه لم يجِدْهُ شيئاً } واتيانه إياه . موته وفراقه الدنيا { ووجد الله عنده } ووجد الله عند فراقه الدنيا { فوفاه حسابه } . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { كسراب بقيعة } قال : بقيعة من الأرض . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبيه عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال : " إن الكفار يبعثون يوم القيامة رداً عطاشاً فيقولون : أين الماء ؟ فيمثل لهم السراب ، فيحسبونه ماء ، فينطلقون إليه ، فيجدون الله عنده ، فيوفيهم حسابهم . والله سريع الحساب " . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { أو كظلمات في بحر لجي } قال : اللجي : العميق القعر . { يغشاه موج من فوقه موج … } قال : هذا مثل عمل الكافر في ضلالات ليس له مخرج ولا منفذ . أعمى فيها لا يبصر . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : { إذا أخرج يده لم يكد يراها } قال : أما رأيت الرجل يقول : والله ما رأيتها ، وما كدت أن أراها . وأخرج ابن المنذر عن أبي امامة أنه قال : أيها الناس إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات ، ويوشك أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر . بيت الوحدة ، وبيت الظلمة ، وبيت الضيق إلا ما وسع الله ، ثم تنقلون إلى مواطن يوم القيامة ، وإنكم لفي بعض تلك المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله ، فتبيض وجوه وتسود وجوه ، ثم تنتقلون إلى منزل آخر ، فيغشى الناس ظلمة شديدة ، ثم يقسم النور ، فيعطى المؤمن نوراً ، ويترك الكافر والمنافق فلا يعطى شيئاً ، وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه { أو كظلمات في بحر لجي } إلى قوله { فما له من نور } فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير .