Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 55-57)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء في قوله { وعد الله الذين آمنوا منكم } الآية . قال : فينا نزلت ونحن في خوف شديد . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة نحواً من عشر سنين يدعون إلى الله وحده ، وعبادته وحده لا شريك له ، سراً وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال حتى أمروا بالهجرة إلى المدينة ، فقدموا المدينة ، فأمرهم الله بالقتال وكانوا بها خائفين ، يمسون في السلاح ، ويصبحون في السلاح ، فغيروا بذلك ما شاء الله ، ثم إن رجلاً من أصحابه قال : يا رسول الله أبد الدهر نحن خائفون هكذا ، أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن تغيروا إلا قليلاً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبياً ليست فيهم جديدة " فأنزل الله { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض … } إلى آخر الآية . فاظهر الله نبيه على جزيرة العرب ، فأمنوا ووضعوا السلاح ، ثم إن الله قبض نبيه ، فكانوا كذلك آمنين في امارة أبي بكر وعمر وعثمان حتى وقعوا فيما وقعوا ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله عليهم الخوف الذي كان رفع عنهم ، واتخذوا الحجر والشرط ، وغيروا فغير ما بهم " . وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار ، رمتهم العرب عن قوس واحدة ، فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله ؟ فنزلت { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات … } . وأخرج أحمد وابن مردويه واللفظ له والبيهقي في الدلائل عن أبي بن كعب قال : " لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات } قال : بشر هذه الأمة بالسنا ، والرفعة ، والدين ، والنصر ، والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب " . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { ليستخلفنهم } بالياء { في الأرض كما استخلف } برفع التاء وكسر اللام { وليمكنن } بالياء مثقلة { وليبدلنهم } مخففة بالياء . وأخرج عبد بن حميد عن عطية { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } قال : أهل بيت ههنا وأشار بيده إلى القبلة . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } قال : هو الإِسلام . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس { يعبدونني لا يشركون بي شيئاً } قال : لا يخافون أحداً غيري . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { يعبدونني لا يشركون بي شيئاً } قال : لا يخافون أحداً غيري { ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } قال : العاصون . وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { ومن كفر بعد ذلك } قال : كفر بهذه النعمة ليس الكفر بالله . وأخرج ابن مردويه عن أبي الشعثاء قال : كنت جالساً مع حذيفة وابن مسعود فقال حذيفة : ذهب النفاق ، إنما كان النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو اليوم الكفر بعد الإِيمان ، فضحك ابن مسعود ثم قال : بم تقول ؟ قال : بهذه الآية { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات … } إلى آخر الآية . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض } قال : سابقين في الأرض والله تعالى أعلم .