Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 1-11)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تبارك تفاعل من البركة . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } قال : هو القرآن فيه حلال الله وحرامه ، وشرائعه ودينه ، فرق الله به بين الحق والباطل { ليكون للعالمين نذيراً } قال : بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم نذيراً من الله لينذر الناس بأس الله ، ووقائعه بمن خلا قبلكم { وخلق كل شيء فقدره تقديراً } قال : بين لكل شيء من خلقه صلاحه ، وجعل ذلك بقدر معلوم . { واتخذوا من دونه آلهة } قال : هي هذه الأوثان التي تعبد من دون الله { لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } وهو الله الخالق الرازق وهذه الأوثان تخلق ولا تخلق شيئاً ، ولا تضر ولا تنفع ، ولا تملك موتاً ولا حياة ، ولا نشوراً يعني بعثاً { وقال الذين كفروا إن هذا } هذا قول مشركي العرب { إلا إفك } هو الكذب { افتراه وأعانه عليه } أي على حديثه هذا وأمره { قوم آخرون فقد جاءوا } فقد أتوا { ظلماً وزوراً } { وقالوا أساطير الأولين } قال : كذب الأولين وأحاديثهم { وقالوا ما لهذا الرسول ! } قال : عجب الكفار من ذلك أن يكون رسول { يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً ، أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها } قال الله يرد عليهم { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } يقول : خيراً مما قال الكفار من الكنز والجنة { جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً } قال : وإنه والله من دخل الجنة ليصيبن قصوراً لا تبلى ولا تهدم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كل شيء في القرأن افك ، فهو كذب . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وأعانه عليه قوم آخرون } قال : يهود { فقد جاءوا ظلماً وزوراً } قال : كذباً . وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس . " أن عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وأبا سفيان بن حرب ، والنضر بن الحارث ، وأبا البختري ، والأسود بن المطلب ، وزمعة بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبا جهل بن هشام ، وعبد الله بن أمية ، وأمية بن خلف ، والعاصي بن وائل ، ونبيه بن الحجاج . اجتمعوا فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه ، فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك قال : فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : يا محمد انا بعثنا إليك لنعذر منك . فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا ، وإن كنت تطلب الشرف فنحن نسودك ، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي مما تقولون . ما جئتكم به أطلب أموالكم ، ولا الشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً ، وأنزل علي كتاباً ، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً ، فبلغتكم رسالة ربي ، ونصحت لكم ، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم . قالوا : يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئاً مما عرضنا عليك قالوا : فإذا لم تفعل هذا فسل لنفسك وسل ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك بما تقول ، ويراجعنا عنك ، وسله أن يجعل لك جناناً ، وقصوراً من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغي - فإنك تقوم بالأسواق ، وتلتمس المعاش كما نلتمسه - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بفاعل . ما أنا بالذي يسأل ربه هذا ؛ وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً ، فأنزل الله في قولهم ذلك { وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام } إلى قوله { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً } أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ، ولو شئت أن أجعل الدنيا مع رسولي فلا تخالفوه لفعلت " . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { وقال الظالمون إن تتبعون } قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً } قال : مخرجاً يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك وفي قوله { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري } قال : حوائط { ويجعل لك قصوراً } قال : بيوتاً مبنية مشيدة . كانت قريش ترى البيت من حجارة قصراً كائناً ما كان . وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا { مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ، فنزل جبريل فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له ، فضرب جبريل إلى الأرض أن تواضع فقال : يا رضوان لا حاجة لي فيها ، فنودي : أن ارفع بصرك ، فرفع فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش ، وبدت جنات عدن ، فرأى منازل الأنبياء وعرفهم ، وإذا منازله فوق منازل الأنبياء فقال : رضيت . ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } " . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن خيثمة قال : " قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك ، ولا يعطاه أحد بعدك ، ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئاً ، وإن شئت جمعتها لك في الآخرة قال : اجمعها لي في الآخرة ، فأنزل الله { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً } " . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال " هذا ملك تدلى من السماء إلى الأرض . ما نزل إلى الأرض قط قبلها ، استأذن ربه في زيارتك ، فأذن له ، فلم يلبث ان جاء فقال : السلام عليك يا رسول الله قال : وعليك السلام قال : إن الله يخبرك إن شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء ، لم يعط أحداً قبلك ، ولا يعطيه أحداً بعدك ، ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئاً فقال : لا بل يجمعهما لي في الآخرة جميعاً فنزلت { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } " .