Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-67)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وعباد الرحمن } قال : هم المؤمنون { الذين يمشون على الأرض هوناً } قال : بالطاعة والعفاف والتواضع . وأخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس في قوله { يمشون على الأرض هوناً } قال : علماء حكماء . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { هوناً } قال : بالسريانية . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله { هوناً } قال : حلماء بالسريانية . وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله { هوناً } قال : حلماء بالسريانية . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً } قال : بالوقار والسكينة { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } قال : سداداً من القول . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة . مثله . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله { يمشون على الأرض هوناً } قال : لا يشتدون . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة وابن النجار عن ابن عباس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن " . وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الفضيل بن عياض في قوله { الذين يمشون على الأرض هوناً } قال : بالسكينة والوقار { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } قال : إن جهل عليه حلم ، وإن أسيء إليه أحسن ، وإن حرم أعطى ، وإن قطع وصل . وأخرج الآمدي في شرح ديوان الأعشى بسنده عن عمر بن الخطاب : أنه رأى غلاماً يتبختر في مشيته فقال : إن البخترة مشية تكره إلا في سبيل الله ، وقد مدح الله أقواماً فقال { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً } فاقصد في مشيتك . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { الذين يمشون على الأرض هوناً } قال : تواضعاً لله لعظمته { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } قال : كانوا لا يجهلون على أهل الجهل . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن علي الباقر قال : سلاح اللئام قبيح الكلام . وأخرج أحمد عن النعمان بن مقرن المزني : أن رجلاً سب رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اما أن ملكاً بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له : بل أنت . وأنت أحق به ، وإذا قلت له : عليك السلام قال : لا . بل لك أنت أحق به " . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { وإذا خاطبهم الجاهلون } قال : السفهاء { قالوا سلاماً } يعني ردوا معروفاً { والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً } يعني يصلون بالليل . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن { يمشون على الأرض هوناً } قال : يمشون حلماء متواضعين لا يجهلون على أحد ، وإن جهل عليهم جاهل لم يجهلوا . هذا نهارهم إذا انتشروا في الناس { والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً } قال : هذا ليلهم إذا خلوا بينهم وبين ربهم . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : كان يقال : ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً ، وارض بما قسم الله لك تكن غنياً ، وأحسن مجاورة من جاورك من الناس تكن مسلماً ، وصاحب الناس بالذي تحب أن يصاحبوك به تكن عدلاً ، وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب . إنه قد كان بين أقوام يجمعون كثيراً ، ويبنون شديداً ، ويأملون بعيداً ، فأين هم ؟ أصبح جمعهم بوراً ، وأصبح عملهم غروراً ، وأصبحت مساكنهم قبوراً . ابن آدم إنك مرتهن بعملك ، وأنت على أجلك معروض على ربك ، فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك من الخير . يا ابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك ، إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك . يا ابن آدم خالط الناس وزايلهم : خالطهم ببدنك ، وزايلهم بقلبك وعملك . يا ابن آدم أتحب أن تذكر بحسناتك وتكره أن تذكر بسيئاتك ، وتبغض على الظن وتقيم على اليقين . وكان يقال : أن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة من الله صدقوا بها , وافضاء بعينها خشعت لذلك قلوبهم ، وأبدانهم ، وأبصارهم ، كنت والله إذا رأيتهم رأيت قوماً كأنهم رأي عين . والله ما كانوا بأهل جدل وباطل ، ولكن جاءهم من الله أمر فصدقوا به ، فنعتهم الله في القرآن أحسن نعت فقال { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً } قال : الحسن ( والهون ) في كلام العرب : اللين والسكينة والوقار { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } قال : حلماء لا يجهلون ، وإن جهل عليهم حلموا . يصاحبون عباد الله نهارهم مما تسمعون . ثم ذكر ليلهم خير ليل قال { والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً } ينتصبون لله على أقدامهم ، ويفترشون وجوههم سجداً لربهم ، تجري دموعهم على خدودهم خوفاً من ربهم . قال الحسن : لأمر مّا سهر ليلهم ، ولأمر ما خشع نهارهم { والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً } قال : كل شيء يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام ، إنما الغرام اللازم له ما دامت السموات والأرض ، قال : صدق القوم . والله الذي لا إله إلا هو فعلوا ولم يتمنوا . فاياكم وهذه الأماني يرحمكم الله ! فإن الله لم يعط عبد بالمنية خيراً في الدنيا والآخرة قط . وكان يقول : يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة ! وأخرج عبد بن حميد عن أبي سعيد الخدري " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله { إن عذابها كان غراماً } قال : الدائم " . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { إن عذابها كان غراماً } قال : ملازماً شديداً كلزوم الغريم الغريم قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول بشر بن أبي حازم ؟ @ ويوم النسار ويوم الجفار كانا عذاباً وكانا غراماً @@ وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { كان غراماً } ما الغرام ؟ قال : المولع . قال فيه الشاعر : @ وما أكلة إن نلتها بغنيمة ولا جوعة إن جعتها بغرام @@ وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { إن عذابها كان غراماً } قال : قد علموا أن كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } قال : هم المؤمنون . لا يسرفون فيقعوا في معصية الله ، ولا يقترون فيمنعون حقوق الله . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ( ولم يقتروا ) بنصب الياء ورفع التاء . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } قال : الاسراف النفقة في معصية الله ، والاقتار الامساك عن حق الله قال : وإن الله قد فاء لكم فيئة فانتهوا إلى فيئة الله . قال في المنفق { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً } [ الأحزاب : 70 ] قال : قولوا صدقاً عدلاً . وقال للمؤمنين { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } [ النور : 30 ] عما لا يحل لهم . وقال في الاستماع { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } [ الزمر : 18 ] وأحسنه طاعة الله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب في قوله { لم يسرفوا ولم يقتروا } قال لا ينفقه في باطل ولا يمنعه من حق . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } قال : أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يأكلون طعاماً يريدون به نعيماً ، ولا يلبسون ثوباً يريدون به جمالاً ، كانت قلوبهم على قلب واحد . وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله { بين ذلك قواماً } قال : عدلاً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال { القوام } أن لا تنفق من غير حق ، ولا تمسك من حق هو عليك . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه { وكان بين ذلك قواماً } قال : الشطر من أموالهم . وأخرج ابن جرير عن يزيد بن مرة الجعفي قال : العلم خير من العمل ، والحسنة بين السيئتين . يعني إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وخير الأمور أوساطها . وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في قوله { لم يسرفوا ولم يقتروا } أن عمر بن الخطاب قال : كفى سرفاً أن الرجل لا يشتهي شيئاً إلا اشتراه فأكله . وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من فقه الرجل رفقه في معيشته " .