Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 12-13)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم } قال : قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم قالوا : لا نبعث نحن ولا أنتم ، فاتبعونا فإن كان عليكم شيء فعلينا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك { وقال الذين كفروا } هم القادة من الكفار { للذين آمنوا } لمن آمن من الاتباع { اتبعوا سبيلنا } ديننا ، واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { وما هم بحاملين } قال : بفاعلين { وليحملن أثقالهم } قال : أوزارهم { وأثقالا مع أثقالهم } قال : أوزار من أضلوا . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن الحنفية رضي الله عنه قال : كان أبو جهل وصناديد قريش يتلقون الناس إذا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون ، يقولون : إنه يحرم الخمر ، ويحرم الزنا ، ويحرم ما كانت تصنع العرب ، فارجعوا فنحن نحمل أوزاركم . فنزلت هذه الآية { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } قال : هي مثل التي في النحل { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم } [ النحل : 25 ] . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } قال : حملهم ذنوب أنفسهم ، وذنوب من اطاعهم ، ولا يخفف ذلك عمن اطاعهم من العذاب شيئاً . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، وأيما داع دعا إلى ضلالة فأتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً " قال عون : وكان الحسن رضي الله عنه مما يقرأ عليها { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم … } إلى آخر الآية . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اياكم والظلم فإن الله يقول يوم القيامة : وعزتي لا يجيزني اليوم ظلم ، ثم ينادي مناد فيقول : أين فلان ابن فلان ؟ فيأتي فيتبعه من الحسنات أمثال الجبال ، فيشخص الناس إليها أبصارهم ، ثم يقوم بين يدي الرحمن ، ثم يأمر المنادي ينادي : من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان ابن فلان فهلم ، فيقومون حتى يجتمعوا قياماً بين يدي الرحمن فيقول الرحمن : اقضوا عن عبدي فيقولون : كيف نقضي عنه ؟ فيقول : خذوا له من حسناته . فلا يزالون يأخذون منها حتى لا تبقى منها حسنة ، وقد بقي من أصحاب الظلامات فيقول : اقضوا عن عبدي فيقولون : لم يبق له حسنة فيقول : خذوا من سيئاته ، فاحملوها عليه ، ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } " . وأخرج أحمد عن حذيفة رضي الله عنه قال : سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم ، ثم إن رجلاً أعطاه ، فأعطى القوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من سن خيراً فاستن به كان له أجره ومن أجور من تبعهم غير منتقص من أجورهم شيئاً ، ومن أسن شراً فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً " . وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن أبي هريرة وأبي الدرداء قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سيروا سبق المفردون . قيل : يا رسول الله ومن المفردون ؟ قال : الذين يهترون في ذكر الله ، يضع الذكر عنهم أثقالهم ، فيأتون يوم القيامة خفافاً " .